السترات الصفراء تواصل احتجاجها للأسبوع الثامن عشر في باريس (AFP)
تابعنا

عادت المظاهرات مجدداً لشوارع باريس في سبت آخر، لتتحول إلى ما يشابه العادة، للأسبوع الثامن عشر، احتجاجاً على سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون الاجتماعية من قبل حركة السترات الصفراء.

وشهدت احتجاجات هذا السبت تصعيداً غير مسبوق بين المتظاهرين ورجال الأمن؛ حيث تعرضت العديد من المحلات التجارية للنهب والحرق في جادة الشانزيليزيه بباريس.

وإثر اندلاع حريق في بنك اضطرت فرق الإطفاء لإخلاء بناية تقع قرب الجادة الباريسية الشهيرة.

وقال الإطفائيون إنه "تم إنقاذ شخصين من ألسنة اللهب هما سيدة ورضيعها اللذان كانا عالقين في الطابق الثاني من البناية".

وخلّف الحريق 11 جريحاً إصاباتهم طفيفة بينهم شرطيان، بحسب المصدر ذاته.

عنف "غير مقبول"

تأتي أعمال الشغب في نهاية حوار قومي امتد لشهرين دعا إليه ماكرون للرد على مخاوف المحتجين بشأن تراجع مستوى المعيشة، وتوقف زيادة الأجور، وارتفاع معدل البطالة.

وبعد تراجع أعداد السترات الصفراء في الاحتجاجات الأسبوعية الأخيرة، يسعى المحتجون في أن يساهم الاحتجاج الأخير في بث حياة جديدة في حركتهم المستمرة منذ 4 أشهر.

وبدأت أعمال عنف عندما ألقى متظاهرون قنابل دخان وغيرها على عناصر الأمن، ثم بدأوا في الطَّرق على نوافذ شاحنة للشرطة، ما أدى إلى تراجع شرطة مكافحة الشغب، كما استهدفوا رموز الرفاهية، كمتاجر العلامات التجارية الفاخرة.

وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير إن نحو 8000 متظاهر خرجوا في باريس وحدها يوم السبت، "بينهم 1500 متظاهر شديد العنف حضروا فقط من أجل التهشيم".

وأمر الوزير الشرطة بالرد على الأعمال "غير المقبولة"، وأدان الذين "يدعون إلى العنف وهم هنا لنشر الفوضى في باريس".

وصرحت شرطة باريس لوكالة أسوشيتد برس أنه تم اعتقال 82 شخصاً بحلول منتصف النهار، كما وأغلقت الشرطة عدة شوارع.

نقاش كبير "مهزلة"

وصفت حركة السترات الصفراء النقاشات التي نُظمت في كل أنحاء فرنسا بمبادرة من السلطات والتي شارك فيها نحو نصف مليون فرنسي بـ"المهزلة".

واعتبرت أن النقاش جاء من أجل استيعاب مشاعر الغضب وتقديم مقترحات من قبل الحكومة، "لكن دون أن تتمكن من إقناع قسم لا بأس به من الناس".

وصرح المحامي فرانسوا بولو، أحد محتجي السترات الصفراء لإذاعة محلية أن "أولئك الذين شاركوا في هذا النقاش الكبير هم، في الغالب، من المتقاعدين ومن الطبقة المتوسطة العليا، وهذا يعني ناخبي ماكرون، على الرغم من أننا فهمنا أن هذا النقاش الوطني الكبير كان من المفترض أن يستجيب لأزمة السترات الصفراء".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن ناشطين بالحركة أن النقاش الذي تم لم يكن مهماً بل داعماً لمواصلة التحرك، واصفين إياه بـ"المهزلة".

TRT عربي
الأكثر تداولاً