أنشئت المحكمة الخاصة بلبنان تحت الفصل السابع الملزم بمحاكمة المتهمين بتنفيذ الهجوم عام 2007 (Reuters)
تابعنا

بيروت التي لم تتعافَ بعد من آثار تفجير مرفئها، تستعد اليوم لفتح جرح جديد عمره أكثر من خمسة عشر عاماً، حينما هزّ تفجير ضخم تسبّبت فيه شاحنة مفخخة موكب رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، على الواجهة البحرية في بيروت في فبراير/ شباط 2005، ما أدّى إلى مقتله و21 شخصا آخرين.

بعد قرار من مجلس الأمن الدولي، أنشئت المحكمة الخاصة بلبنان تحت الفصل السابع الملزم بمحاكمة المتهمين بتنفيذ الهجوم عام 2007، وفي مارس/آذار 2009 باشرت المحكمة جلساتها في ضاحية لايدشندام في لاهاي.

وفي يونيو/حزيران 2011، أصدرت المحكمة مذكرات اتهام واعتقال بحق أربعة لبنانيين مشتبه فيهم، فيما أكدت وزارة الداخلية اللبنانية أن المشتبه فيهم أعضاء في حزب الله، وهم مصطفى بدر الدين وسليم عياش وأسد صبرا وحسين عنيسي.

وفي أغسطس/آب، قررت المحكمة أن لديها أدلة كافية لمحاكمة أعضاء حزب الله الأربعة ونشرت لائحة الاتهام الكاملة، قبل أن توجّه، في أكتوبر/تشرين الأول 2013، تهماً إلى مشتبه به خامس هو عضو حزب الله ويدعى حسن حبيب مرعي، فمن هم المتهمون الخمسة، وماذا نعرف عنهم؟

مصطفى بدر الدين

يعتبر بدر الدين المتهم الرئيسي و"العقل المدبر" لجريمة اغتيال الحريري، بحسب ما جاء في مذكرة توقيفه التي قالت إنه "خطط للجريمة وأشرف على تنفيذها".

وفي مايو/أيار 2016، أعلن حزب الله مقتل قائده العسكري مصطفى بدر الدين قرب مطار دمشق عن عمر يناهز 55 عاماً، في هجوم اتهم جماعات "تكفيرية" بتنفيذه، وفي يوليو/تموز من العام نفسه، أعلنت المحكمة الدولية التوقف عن ملاحقته بعدما تأكدت من مقتله.

انضم بدر الدين إلى صفوف حزب الله بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وانخرط في تنفيذ هجمات عدة، طال أبرزها عام 1983 السفارتين الفرنسية والأمريكية في الكويت حيث اعتقلته السلطات هناك، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي العامين 1985 و1988، تعرضت طائرتان واحدة تابعة للخطوط الكويتية والثانية تابعة لشركة خطوط جوية أمريكية للخطف وتغيير مساريهما، وطالب الخاطفون بالإفراج عن المدانين بالاعتداء على السفارات الأجنبية وبينهم بدر الدين الذي تمكن عام 1990 من الهروب من سجنه خلال الغزو العراقي للكويت.

سليم عياش

تتهم المحكمة عياش (56 عاماً)، الذي قالت إنه مسؤول عسكري في حزب الله، بقيادة العملية، إذ جاء في مذكرة توقيفه أنه "المسؤول عن الخلية التي نفذت عملية الاغتيال وشارك شخصياً في التنفيذ".

وتشمل التهم الموجهة إليه، وفق موقع المحكمة الدولية، وضع "مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي" و"ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة" وقتل الحريري و21 شخصاً آخرين "عمداً باستعمال مواد متفجّرة" ومحاولة قتل 226 شخصاً.

وفي سبتمبر/أيلول 2019، وجهت المحكمة الدولية تهمتي "الإرهاب والقتل" لعياش لمشاركته في ثلاث هجمات أخرى استهدفت سياسيين بين عامي 2004 و2005.

واستهدف الهجوم الأول في العام 2004 الوزير السابق مروان حمادة ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، فيما أودى هجوم عام 2005 بحياة الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، واستهدف الهجوم الأخير وزير الدفاع آنذاك إلياس المر، ما أدى إلى إصابته.

حسين عنيسي وأسد صبرا وحسن حبيب مرعي

يحاكم كل من عنيسي (46 عاماً) وصبرا (43 عاماً) بتهمة تسجيل شريط فيديو مزيّف بثته وسائل إعلام، يدّعي المسؤولية نيابة عن جماعة وهمية أطلقت على نفسها "جماعة النصر والجهاد في بلاد الشام".

وتتضمن لائحة الاتهامات الموجهة إليهما على صفحة المحكمة الدولية "التدخل في جريمة ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة"، و"التدخل في جريمة قتل رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجّرة".

وفي مارس/آذار 2018، رفضت المحكمة طلباً بتبرئة عنيسي بعدما قال محاموه إنّ الادعاء لم يقدم أدلة كافية لإدانته، ووافق القضاة على أن معظم الأدلة المقدمة ضده، والتي يستند معظمها إلى تسجيلات من شبكات الهواتف النقالة وشرائح الهواتف المستخدمة في الهجوم، هي ظرفية.

إلا أن القاضية اعتبرت أنه "يوجد ما يكفي من الأدلة التي يمكن أن تستنتج المحكمة منها أن عنيسي... كان يعلم مسبقاً بطبيعة خطة اغتيال الحريري وبشكل خاص استخدام عبوة ناسفة في مكان عام".

من جهة أخرى، قرّرت المحكمة الدولية ملاحقة مرعي (54 عاماً) عام 2013، وضمّت قضيته في فبراير/شباط 2014 إلى قضية المتهمين الآخرين.

ووُجهت لمرعي أيضاً اتهامات بـ"التدخل في جريمة ارتكاب عمل إرهابي" وقتل الحريري والقتلى الآخرين عمداً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً