شهادة غوردون سوندلاند أكّدَت ضغط ترمب على أوكرانياً (AFP)
تابعنا

يستمر الكونغرس الأمريكيّ في عقد سلسلة جلسات استماع تشمل عدداً من المسؤولين السابقين والحاليين في الإدارة الأمريكيَّة، في إطار تحقيقات تهدف إلى عزل الرئيس الأمريكيّ دونالد ترمب، في ما بات يُعرَف بـ"قضية أوكرانيا".

وتحقّق الآن لجنة الاستخبارات في مجلس النواب فيما إذا كان ترمب مارس ضغطاً على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل فتح تحقيق يتعلق بخصمه السياسي الديمقراطي جو بايدن، مقايضاً ذلك بتعليق المساعدات الأمريكيَّة لأوكرانيا.

وشهد الأربعاء تطوراً كبيراً في مسار التحقيق بعد شهادة غوردون سوندلاند، سفير الولايات المتَّحدة لدى الاتِّحاد الأوروبيّ، أكَّد فيها ضغط ترمب على أوكرانياً، قائلاً إن "الجميع كان جزءاً" من جهود الإدارة لحمل أوكرانيا على إجراء تحقيقات تصبّ في النهاية في صالح ترمب.

مقايضة واضحة

قال سوندلاند إن ترمب "سعى لاستخدام نفوذه لتحقيق مصالح سياسية شخصيَّة"، مضيفاً أنه "أعدّ مخطَّطاً للضغط على أوكرانيا من أجل فتح تحقيق يتعلق ببايدن".

وتابع: "نحن نتبع أوامر الرئيس"، مضيفاً أن ترمب "قاد حملة ضغط على أوكرانيا بمشاركة وزير الخارجية الأمريكيّ مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس".

وأوضح: "كانت هناك مقايضة واضحة على جعل المساعدات العسكرية لأوكرانيا مرهونة بفتح الرئيس فولوديمير زيلينسكي تحقيقاً بشأن بايدن".

وقال سونلاند إنه أرسل رسالة إلكترونية إلى مسؤولين من بينهم بومبيو، والقائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفاني، ووزير الطاقة ريك بيري، في 19 يوليو/تموز، مفادها أن الرئيس الأوكراني الجديد مستعدّ لطمأنة ترمب بأنه "سيُجرِي تحقيقاً كاملاً وشفَّافاً"، و"سيسلك كل السُّبُل".

وعن الرسالة التي أرسلها قبل الاتصال الهاتفي في 25 يوليو/تموز بين ترمب وزيلينسكي الذي أدَّى إلى فتح التحقيق في القضية، قال سوندلاند: "الجميع كان جزءاً من الأمر. لم يكُن سرّاً".

وكان مثول سوندلاند مهمّاً، لأنه كان مؤشّراً على أن مجموعة أكبر مِمَّا كان معروفاً من المسؤولين الأمريكيّين البارزين، كانت على دراية بحملة الضغط على أوكرانيا، حسب وكالة رويترز.

تعليقاً على ذلك قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن شهادة سوندلاند مهمَّة لأنها "منذ شهرين على بداية التحقيق، تمثّل أقوى اعتراف يحصل عليه المحققون من مسؤول تعامل مباشَرةً مع ترمب في القضية".

من جهتها قالت صحيفة واشنطن بوست إن شهادة سوندلاند قد تكون تاريخية، وتُعَدّ "الأكثر إضراراً بترمب حتى الآن، مع اشتداد سعي الكونغرس للتوصل إلى ماذا إذا كان عليهم عزل ترمب أم لا".

مطاردة ساحرات

علّق ترمب بدوره على شهادة سوندلاند، واصفاً إياها بسخرية قائلاً إنها "مطاردة ساحرات، وتسيء إلى البلاد".

وأحال ترمب في سلسة تغريدات، على قول سوندلاند في شهادته إنه سأل ترمب: "ماذا تريد من أوكرانيا؟"، ليجيبه: "أنا لا أريد شيئاً! أنا لا أريد مقايضة! أخبر الرئيس زيلنيسكي أن يفعل الصواب!".

وتابع ترمب: "لاحقاً قال السفير سوندلاند إنني قلت له: حسنٌ، هيا قل الحقيقة! يجب أن تنتهي مطاردة الساحرات هذه الآن".

من جهتها قالت ستيفاني غريشام، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إنه "على الرغم من أن معظم إفادة السفير سوندلاند تتعلق بافتراضاته ومعتقداته، بدلاً من الحقائق الصلبة، فقد شهد بأن الرئيس ترمب لم يخبره قط أن بين اجتماع في البيت الأبيض أو المساعدات لأوكرانيا، والحصول على تصريح علني من الرئيس زيلينسكي صلة".

تعليقاً على ذلك كتب موقع Vox الأمريكيّ أن "الشاهد الذي كان من المفترض أن يقف في صف ترمب، جلب عليه اللعنات".

وأضاف الموقع في تعليقه: "تغيرت قواعد اللعبة. إن شهادة سوندلاند تمثّل فضيحة باختصار؛ إنها توضح أن رئيس الولايات المتَّحدة دبّر مؤامرة مستخدماً سياسة الولايات المتَّحدة الخارجية كأداة ليوطّد تمسُّكه بالبقاء في السُّلْطة".

خلفيات التحقيق

بدأ مجلس النواب الأمريكيّ التحقيق رسميّاً أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، بهدف مساءلة ترمب، عقب تقارير قالت إنه شجع خلال مكالمة هاتفية، زعيم أوكرانيا على إجراء تحقيق قد يضر بأحد خصومه السياسيين.

وبدأ المجلس، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أولى الجلسات العلنية في إطار التحقيق المتعلق بإمكانية عزل ترمب.

وأجريت المكالمة في 25 يوليو/تموز الماضي، وطلب فيها ترمب من زيلينسكي، فتح قضية فساد في كييف ضد جو بايدن، منافسه الديمقراطي في انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2020، وابنه هانتر، بهدف تشويه سمعتهما.

وأثار هذا الاتصال شبهات لدى عديد من المسؤولين وأجهزة الاستخبارات، إلى درجة أن مخبراً من وكالة الاستخبارات المركزية CIA قرّر إطلاع المسؤولين عليه، وهو ما فجّر القضية.

وبدأت الجلسات بإفادتين من وليام تايلور القائم بأعمال السفير الأمريكي في كييف، وجورج كنت المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية والخبير في شؤون أوكرانيا.

كما استمع مجلس النواب إلى كل من لورا كوبر، نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون روسيا وأوكرانيا والمسؤولة عن المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف، ثم ديفيد هيل مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية.

ويُرَجَّح أن تنتهي الجلسات التي تديرها لجنة الاستخبارات هذا الأسبوع، قبل أن تبدأ لجنة الشؤون القضائية في مجلس النواب بصياغة مواد العزل، حسب قناة الحرة الأمريكية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً