دول عدة تحاول تخفيف القيود المفروضة بسبب انتشار كورونا، فيما تحذّر منظمة الصحة العالمية من خطورة الإصابة بالفيروس (AP)
تابعنا

بعد عودة الحياة إلى طبيعتها في الصين، التي تشهد حتى الآن تسجيل إصابات بفيروس كورونا، تحاول عدة دول في العالم استعادة بعض حياتها الطبيعية للملمة اقتصاداتها التي ضربها الفيروس.

إذ تبدأ دول أوروبية عدة الخروج من حالة الإغلاق بعد تباطؤ تفشي فيروس كورونا على أراضيها، محذِّرة في الوقت نفسه من أن الطريق نحو التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية لا يزال طويلاً.

أوروبا وأولى محاولات كسر العزل

وغداة موافقة السلطات الإسبانية على عودة عمال البناء والمصانع إلى أعمالهم شرط وضع الكمامات التي وُزّعت على نطاق واسع، بدأت النمسا الثلاثاء الخروج من حالة الإغلاق مع إعادة فتح حذر للمحالّ التجارية الصغيرة والحدائق العامة.

وسُجّل في النمسا أقلّ من 400 حالة وفاة بكورونا، مقابل عدد سكان يبلغ 9 ملايين نسمة، بما يماثل عدد سكان مدينة نيويورك وحدها، ورغم ذلك ينوي عدد من البلدان الاقتداء بالنمسا في تخفيف القيود المفروضة.

وفي ألمانيا حيث تُعَدّ نسبة الوفيات منخفضة مقارنة بالدول المجاورة، يُتوقّع أن يُعلن الأربعاء، عن تخفيف القيود المتفاوتة بين منطقة وأخرى، إلا أن رئيس أكاديمية ليوبولدينا للعلوم التي تتقيّد السلطات الألمانية بتوجيهاتها، أكّد الثلاثاء أن الملاعب وصالات الحفلات الموسيقية يجب أن تظلّ فارغة لمدة 18 شهراً.

وقال الرئيس الفرنسي إن الوباء بدأ يتباطأ، معلناً أن الحانات والمطاعم ودور السينما ستظلّ مغلقة حتى إشعار آخر، وكذلك الحدود مع الدول غير الأوروبية، وألغت فرنسا غالبية المهرجانات الثقافية الصيفية.

وفي إيطاليا التي تشهد إغلاقاً شبه عامّ منذ نحو شهر، وسُجِّل أكثر من 20 ألف حالة وفاة، تَقرَّر أن يُصرَّح لبعض المؤسسات مثل المكتبات ومراكز غسل الملابس باستئناف نشاطها الثلاثاء، في بعض المناطق.

وفي مكتبتها بصقلية تُبدِي ماريا دي جوفاني تفاؤلها بعودة الزبائن وتقول: "إنه عيد"، مضيفة أنها تطلب من الزبائن التقيُّد بقواعد التباعد الاجتماعي.

في المقابل أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين، تمديد الحجر وإعادة فتح تدريجية لدور الحضانة والمدارس في 11 مايو/أيار، في فرنسا التي تُعَدّ أحد أكثر البلدان تضرُّراً من الوباء (15 ألف حالة وفاة).

ترمب يتحدى المرض

وفي الولايات المتحدة، يخوض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب معركة فتح الاقتصاد مع حكام الولايات الرافضين لهذا الإجراء مع استمرار وتيرة انتشار المرض.

وأعلن كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض لاري كودلو، أن ترمب سيدلي بإعلانات "مهمة جدّاً" بشأن إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي في اليوم أو اليومين القادمين.

وصرّح كودلو لشبكة فوكس بيزنس بقوله: "في الأيام القليلة القادمة سيدلي (ترمب) ببعض الإعلانات المهمة جدّاً في ما يتعلق بتلك التوجيهات".

وقال كودلو: "نحن نريد إعادة الناس إلى العمل، ونريد أن نفعل هذا بأسرع ما يمكن. يجب أن تكون عودة آمنة، يجب أن تقودها البيانات من المتخصصين في الصحة لدينا".

من جانبه قال أنتوني فوتشي، كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن موعد أول مايو/أيار المستهدف لإعادة فتح الاقتصاد "متفائل بشكل مفرط بعض الشيء"، مشيراً إلى غياب اختبارات ضرورية وإجراءات للرصد.

وقال فوتشي في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس للأنباء: "يجب أن يكون لدينا شيء ما جاهز للتطبيق وأن يكون كافياً ويمكننا الاعتماد عليه. نحن لم نصل إلى ذلك حتى الآن".

وأوصت إدارة الرئيس دونالد ترامب بأن تستمرّ إرشادات البقاء في المنزل حتى نهاية أبريل نيسان، واقترح ترامب نفسه أول مايو/أيار موعداً محتملاً للبدء في إعادة فتح بعض قطاعات الاقتصاد.

وقال فوتشي إن موعد أول مايو/أيار قد يكون "متفائلاً بشكل مفرط بعض الشيء"، وأضاف أن إعادة فتح الاقتصاد يجب أن تكون على أساس تدريجي من قطاع إلى آخر، لا كل القطاعات معاً.

تحذيرات منظمة الصحة العالمية

حذّر المدير العامّ لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من رفع جميع التدابير المتخَذة للحَدّ من انتشار فيروس كورونا، في آن واحد وبسرعة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده غيبريسوس الاثنين، عبر تقنية الفيديو كونفرانس في مقر المنظمة بجنيف.

وأضاف: "فيروس كورونا ينتشر بسرعة، إلا أنه يتباطأ عند مقاومته، وهذا يعني أن تُرفع التدابير والقيود بعناية وبطء، ويجب أن لا نتخلص منها جميعاً في آن واحد".

وأكّد غيبريسوس أنه "قد لا يكون من الممكن تطبيق دعوات البقاء في المنازل والقيود الأخرى المتخذة في البلدان ذات الدخل المرتفع، في البلدان الفقيرة وذات الكثافة السكانية العالية".

وأوضح أن "الناس في البلدان الفقيرة يعيشون من خلال العمل اليومي، ولن يتمكنوا من الحصول على الغذاء إذا فُرض حظر التجوال".

وأفاد بأن "بعض دول القارة الأوروبية الأكثر تضرُّراً من فيروس كورونا يبحث إزالة القيود المتخَذة للحَدّ من الجائحة، بسبب مخاوف اقتصادية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً