الأطباء الأمريكيون يرجحون وفاة ما بين 100 ألف و240 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب كورونا (Reuters)
تابعنا

لم تخطئ منظمة الصحة العالمية حين أعلنت عن أن فيروس كورونا هو أسوأ أزمة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية، إذ إنها توقعت وصول عدد الإصابات بالفيروس إلى مليون خلال أيام، أكثرها في الولايات المتحدة الأمريكية التي تحولت إلى بؤرة للوباء، تليها دول أوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا.

ويبدو أن الولايات المتحدة إحدى أقوى الدول وأكبرها اقتصاداً وتقدماً في التاريخ عاجزة عن مواجهة هذا الفيروس، ووقعت في فخ عدم تصديق الأزمة في بدايتها وتجاهلها للاستعداد لها عند انتشار الوباء في الصين، وها هي الآن تواجه تضاعفاً في عدد الإصابات وتخطّى عدد الوفيات 5116، في حين زاد عدد الذين تأكّدت إصابتهم بالوباء في هذا البلد على 215 ألف شخص، حسب حصيلة جديدة نشرتها جامعة جونز هوبكنز ليل الأربعاء.

ورجح الأطباء الأمريكيين وفاة ما بين 100 ألف و240 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب كورونا في الأسابيع القادمة، حتى لو التزم الأميركيون بشدة توجيهات تطالبهم بالبقاء في المنازل طوال أبريل/نيسان الجاري.

من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ارتفاع عدد الإصابات بين العاملين فيها إلى 1405 حالات، كما أعلنت وفاة موظف آخر جراء إصابته بالفيروس، مما يرفع عدد الوفيات إلى خمس.

وربما تفسر هذه التطورات المخيفة شراء الولايات المتحدة معدات وإمدادت طبية من روسيا، لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.

إجراءات إضافية

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأربعاء، إنه يبحث خطة لوقف الرحلات إلى أكثر الأماكن تضرراً بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، في وقت تكافح فيه السلطات لاحتواء وباء من المتوقع أن يحصد أرواح ما لا يقل عن 100 ألف شخص.

ومن شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى وقف حركة الطيران في مطارات في نيويورك ونيو أورليانز وديترويت المتضررة بشدة من كورونا.

الفيروس سيفتكُ في الولايات المتحدة بما بين 100 ألف و240 ألفاً إذا ما تقيّد الجميع بالقيود المفروضة حالياً لاحتواء الوباء، فيما يمكن أن يقتل بين 1.5 مليون إلى 2.2 مليون شخص لو لم تُفرض أية قيود.

تقديرات البيت الأبيض

وجدّد الرئيس الأمريكي مساء الأربعاء، التحذير من أن الأيام المقبلة ستكون قاتمة على صعيد الفاتورة البشرية للوباء في الولايات المتحدة. وأضاف: "سنواجه أسبوعين بدءاً من اليوم، ولكن بشكل خاص بعد بضعة أيام من اليوم، سيكونان مرعبين".

تكرار الأخطاء

وتجاهلت واشنطن نداء أكثر من 4 آلاف بحارة على متن حاملة طائرات في المحيط الهادئ أصيبوا بفيروس كورونا، حسب ما كشفه مسؤول في البنتاغون، وبعد نداء استغاثة وجهه بريت كروزييه إلى قادة البنتاغون الثلاثاء، من أجل مساعدته على معالجة المصابين من الطاقم المؤلف من 5 آلاف بحار، لم يحصل على استجابة.

لسنا في حرب، والبحارة لدينا لا ينبغي أن يموتوا. إذا لم نتحرك الآن وبسرعة وإذا لم نتخذ الإجراءات الإسعافية اللازمة فستقع مصيبة.

مقتطفات من رسالة الاستغاثة التي وجهها البحارة الأمريكيون

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن البحرية "ليست جاهزة" لإخلاء الحاملة، وإن الأمور ليست سيئة كما يشاع، ونفى علمه برسالة كروزييه ومضمونها، وقال إنه "لم تتسنَّ له قراءتها".

فشل أمريكي

وقال الباحث السياسي عماد عبد الهادي لـTRT عربي، إن الولايات المتحد فشلت في التعامل مع أزمة انتشار فيروس كورنا ولم تكن جدية في التعامل مع التحذيرات التي أتت من الشرق، وهو ما تؤكده ردة الفعل الأولى لترمب الذي حاول التقليل من شأن المرض، ولم يَمضِ وقت طويل حتى تدارك الأمر.

وأشار الباحث إلى أن الأزمة فاجأت العالم أجمع ولم تكن أي دولة مستعدة لظهور وباء كهذا، لكن بعض الدول كانت جدية بالتعامل بقبضة من حديد مع الفيروس، وهو ما لم يحصل مع الولايات المتحدة التي استغرقت بعض الوقت حتى تضع استراتيجية حقيقية لمواجهة الفيروس، وكان فهم خاطئ بأن الفيروس سيكون محصوراً في الشرق ولن يصل إليها.

ويعزو الباحث سبب عدم تهويل ترمب من الأمر إلى أن عين ترمب كان على الاقتصاد والمال، ولم يرد التحدث بلهجة مخيفة حتى لا تنهار آماله، إلا أنه لم يَمضِ وقت قصير حتى انهارت أسواق المال، مشيراً إلى أنه ليس أمام ترمب خيارات كثيرة، فتوقف الاقتصاد سيكون له أضرار لا تقل سلبية عن أضرار الفيروس.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً