اعتاد بعض الناس على استفتاح صباحهم بالاستماع إلى المذياع، أو قراءة الصحيفة، أو التنقل عبر منصات التواصل الاجتماعي. وذلك كجزء من روتينهم اليومي. الأمر الذي يشبه إلى حد ما ممارسة التمارين الرياضية الصباحية عند البعض الآخر لاستجلاب الطاقة. ولكن ليس إلى حد بعيد، كما تشير بعض الدراسات العلمية، إذ ثمة علاقة قوية في عصرنا هذا ما بين وسائل الإعلام الإخبارية والتوتر.
ويهدف المسح إلى دراسة الدور الذي يلعبه الإجهاد في جوانب مختلفة من حياة الأميركيين، وإلقاء الضوء على تجاربهم الشخصية التي شعروا حيالها بالتوتر، إلى جانب الآثار المتصورة لضغوطهم وأسباب ذلك الإجهاد، وأساليبهم في إدارته.
ويشير مقال نشره الموقع الاميركي "مينتال فلوس" إلى أن مستويات التوتر المرتبطة بالأخبار السياسية قد ارتفعت منذ ذلك الحين. إذ وجدت جمعية علم النفس الأميركية أن أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة، في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2016، عانوا من درجة معينة من القلق المرتبط بالانتخابات.
يشعر بعض الناس مع اطلاعهم على الوسائل الإعلامية الإخبارية بالخدر، في حين قد يشعر البعض الآخر أنهم أصبحوا أكثر تشاؤماً، وهنا توصي أخصائية علم النفس السريري الدكتورة ماري مكنوتون-كاسيل الشخص المدمن على موقعي فيسبوك وتويتر بسؤال نفسه: "ماذا يفعل حين يتصفح هذه المواقع؟ وهل يبحث عن الأخبار بشكل متكرر لأنه قلق ويريد التأكد؟ أم أنه يفعل ذلك لمجرد أنه يشعر بالملل ولا يريد الجلوس في مكتبه؟".
تحديد القوة الدافعة وراء عادات الفرد الإعلامية غير الصحية هي الخطوة الأولى نحو كسرها
القاعدة هنا تتمثل في "أن تحديد القوة الدافعة وراء عادات الفرد الإعلامية غير الصحية هي الخطوة الأولى نحو كسرها"، بحسب كاسيل.
وتضيف كاسيل: "إذا كان شعورك أكثر حدة، فقد تحتاج إلى القيام بأكثر من إعادة تقييم عاداتك الإعلامية. فإن قراءة الأخبار أو مشاهدتها لا تسبب القلق أو الاكتئاب من تلقاء نفسها، ولكنها قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض. في مثل هذه الحالات، يجب عليك البحث عن مساعد أخصائي الصحة العقلية."
أهم شيء يجب تذكره هو الاستماع إلى ما تشعر به، وإعطاء نفسك ما تحتاجه عندما تحتاج إليه
تقول الدكتورة مكنوتون-كاسيل إن العالم لا يمكن التنبؤ أو التحكم به، وكلما تمكنت من قبول ذلك، تمكنت من معالجة الأخبار.
ويذكر الكاتب ديبليزاك إن اتخاذ خيارات صحية على المستوى الفردي أمر ضروري للتخلص من الإجهاد الذي تسببه أخبار الوسائل الإعلامية، ومن ذلك التأكد من تناول وجبات منظمة، والحصول على كمية النوم الموصى بها كل ليلة، ودعوة أحد الأصدقاء على فنجان قهوة وإجراء دردشة غير سياسية.
ويؤكد ديبليزاك على أهمية الاستماع إلى الشعور الفردي بقوله: "أهم شيء يجب تذكره هو الاستماع إلى ما تشعر به، وإعطاء نفسك ما تحتاجه عندما تحتاج إليه".