تعدّ مجموعة فاغنر منظمة شبه عسكرية لها علاقات بالرئيس الروسي والكرملين (East2west News)
تابعنا

تكثّف الحديث في الفترة الأخيرة، عن الدور الذي تلعبه مجموعات المرتزقة الروسية شبه العسكرية في عدد من البلدان، وعلى رأس ذلك الحديث يأتي دور مجموعة فاغنر في ليبيا، وهو اتهام أكدته الخارجية الأمريكية.

وعلى الرغم من النفي الروسي المتكرر لذلك، وحتى بعد نفي الكرملين، الأربعاء، الاتهامات الأمريكية بوجود شركات عسكرية روسية خاصة في ليبيا، إلا أن عدداً من الدلائل تشير إلى وجودهم الفعلي والدور السلبي الذي يلعبونه بدعم قوات حفتر.

تأكيد أمريكي

قال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، الثلاثاء، إن "روسيا تنشر قوات بأعداد كبيرة لدعم الجنرال الليبي خليفة حفتر"، حسب شبكة CNN الأمريكية.

وأضاف أن "وجود تلك القوات الروسية يزعزع استقرار ليبيا بشكل لا يصدق، ويصعّد من إمكانية سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين".

وأشار شينكر إلى أن "روسيا تنشر الآن أفراداً يرتدون الزي العسكري الرسمي" في ليبيا.

وكانت شبكة CNN، نقلت في وقت سابق، عن مسؤولين أمريكيين لم تكشف عنهم، أنهم يعتقدون أن "مئات المرتزقة الروس المرتبطين بمجموعة فاغنر، موجودون في ليبيا لبعض الوقت، ويعملون نيابة عن موسكو، ويساعدون حفتر في محاولته الاستيلاء على طرابلس".

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ذكرت، مطلع الشهر الجاري، أن نحو 200 مقاتل روسي من مجموعة فاغنر، بينهم قناصة، وصلوا إلى ليبيا مؤخراً.

وتأتي التصريحات الأمريكية، بعد يوم واحد من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين كباراً التقوا، الاثنين، خليفة حفتر للبحث في الخطوات التي يجب القيام بها لإنهاء النزاع في ليبيا، واتهموا روسيا بـ"استغلال" النزاع هناك.

نفي روسي

من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، الأربعاء، إن "اتهامات الخارجية الأمريكية لروسيا بزعزعة الاستقرار في ليبيا، من خلال نشر شركات عسكرية خاصة هناك، أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة"، حسب شبكة روسيا اليوم.

وأضاف بيسكوف: "تزعم التصريحات الأمريكية أن بعض الشركات العسكرية تزعزع الاستقرار في ليبيا. هنا يمكن القول بكل بساطة إن العديد من الدول ليس لها حق معنوي أصلاً في الحديث عن زعزعة استقرار ليبيا، بعد أن دمروا هذه الدولة عملياً عبر ممارساتهم المخالِفة للقانون الدولي".

وشدد بيسكوف على أن "كل ذلك مجرد تضليل وأخبار زائفة، وندعو لاعتبارها كذلك".

كما أن موسكو كانت قد نفت، بداية الشهر، هذه المعلومات "بشكل قاطع" حسب تعبير نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي أكد أن روسيا "تعمل بما يخدم مصالح عملية السلام في ليبيا".

من جهته، وصف رئيس لجنة الاتصال الروسية في طرابلس ليف دينغوف تقرير نيويورك تايمر بخصوص هذا الأمر بأنه "غير صحيح مطلقاً".

دور مجموعة فاغنر في ليبيا

تعدّ مجموعة فاغنر منظمة شبه عسكرية لها علاقات بالرئيس الروسي والكرملين، ويُعتقد أنها تابعة ليفغيني بريغوزين رجل الأعمال وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وإلى جانب ليبيا، قاتَل مرتزقة تابعون للمجموعة في سوريا وأوكرانيا ودول وأخرى، فيما يعتقد أنها تأسست عام 2014 على يد ديمتري أوتكين الذي كان عميداً في الجيش الروسي، والذي تلاحقه عقوبات أمريكية بعد أن قاتل في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين، حسب صحيفة لوس آنجلس تايمز الأمريكية.

وكانت شبكة بلومبرغ قد نقلت عن وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا قوله "الروس تدخلوا في ليبيا لصب الزيت على النار وتعميق الأزمة بدل إيجاد حل لها"، مشيراً إلى تدخلات أخرى للمرتزقة الروس في سوريا وأفريقيا جنوب الصحراء، قائلاً "أينما تذهب مجموعة فاغنر يحلّ الدمار".

من جهتها، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أنه "بعد أربع سنوات من الدعم المالي والعملياتي من خلف الأستار لقوات حفتر، تدفع روسيا الآن في اتجاه تدخل مباشر لتغيير مجريات الحرب الأهلية الليبية الفوضوية".

كما أشارت الصحفيّة كلاريسا وورد إلى أن يفغيني بريغوزين الذي يُعتقد أن المجموعة تتبع له، يستخدم هذا "الجيش الخاص" ولا يخشى من المحاسبة، فالكرملين ينأى بنفسه عن مجموعة فاغنر، وما يساعده على ذلك أن هذه المجموعة ليس لها أي وجود رسمي في روسيا.

لهذا الغرض، تستخدم المجموعة شركات روسية كغطاء لعملها الخارجي، فوجودهم في ليبيا جاء "تحت واجهة شركة روسية تعاقدت مع بلدية بنغازي، في إطار ما عرف بمشروع إعادة إعمار المدينة"، وهو "أسلوب معروف لدى فاغنر للوجود في أكثر من دولة"، حسب مصادر لصحيفة العربي الجديد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً