الليكود بزعامة نتنياهو يتفوق على تحالف "أزرق أبيض" في الانتخابات بفارق كبير (Reuters)
تابعنا

خلافاً لتوقُّعات استطلاعات الرأي التي تنبأت بتعادل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، والذهاب إلى انتخابات رابعة في إسرائيل، أظهرت نتائج استطلاعات العينات الانتخابية التي أجرتها القنوات الإسرائيليّة، والتي تعبّر عن النتائج الأولية لانتخابات الكنيست الـ23، تصدّر حزب الليكود ووصل معسكر اليمين إلى 59 مقعداً، وسط تصاعد فرص بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومة مقبلة مع اقترابه من تحقيق أغلبية برلمانية بـ61 عضو كنيست.

تَفوُّق الليكود على تحالف "أزرق أبيض" في الانتخابات بفارق كبير، مثّل فرحة كبيرة لنتنياهو الذي نشر تغريدة مرفقة مع إيموجي قلب يقول فيها "شكراً"، بعد دقيقة من إعلان نتائج الاستطلاعات، ليبدأ باتصالاته مع كتلة اليمين لتشكيل حكومة، الأمر الذي يثير تساؤلات عن مستقبل رئيس وزراء ينتظر محاكمة بتهم الفساد خلال الأيام القادمة.

وافتتح نتنياهو "خطاب النصر" بتعهُّده تطبيق السيادة على مناطق الأغوار ومستوطنات الضفة الغربية، مجدّداً مواصلته فتح علاقات مع دول عربية وإسلامية مهمة بالمنطقة، مؤكّداً أنه سيعمل على توقيع اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة الأميركية، وسيواصل خطواته للقضاء على أي تهديد إيراني، حسب صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية.

هذا الفوز لم يعتبره الفلسطينيون سوى انتصار للاستيطان وسياسة الفصل العنصري، إذ قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عبر حسابه الرسمي على تويتر: "لقد فاز الاستيطان والضمّ والأبرتهايد، نتنياهو قرّر أن استمرار الاحتلال والصراع هو ما يجلب لإسرائيل التقدم والازدهار، فاختار أن يكرّس أسس وركائز الصراع ودوامة العنف والتطرف والفوضى وإراقة الدماء"، فيما لم تعر حركتا حماس والجهاد الإسلامي النتائج أي أهمية، ذلك أنها "لن تغير من واقع الاحتلال الذي يسرق الحقوق الفلسطينية".

وعبّرت صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية عن النتائج الأولية قائلة إن "نتنياهو فاز، لكن الائتلاف اليميني لا يزال بعيد المنال". وأشار الكاتب الإسرائيلي في الصحيفة ذاتها يارون دروكمان، إلى أن فوز حزب الليكود بزعامة نتنياهو بحصوله على 59 مقعداً من أصل 120 في الكنيست بعد فرز 62% من الأصوات لا يعني أن الأمر محسوم لصالحه، فلا يزال أقل من 61 مقعدًا تلزم لتشكيل ائتلاف يميني وديني، فمن المرجح أن يشكّل غانتس الذي اعترف بالهزيمة، ائتلافًا بعد أن حصل على أقل ثلاثة مقاعد من حزب ليكود.

خيارات الناخبين

ويرى الكاتب الإسرائيلي دورون بروتمان في مقال له، أن التعليم والدين والخلفيات العرقية تُملِي على الناخبين خياراتهم، فبالنظر إلى نتائج التصويت في انتخابات إسرائيل في سبتمبر/أيلول، يظهر أن التعليم يتخطى الوضع الاجتماعي والاقتصادي، لكن الخلفيات الدينية والعرقية تتفوق.

وفقًا للأستاذ مومي دهان من كلية فيدرمان للسياسة العامة في الجامعة العبرية في القدس، يميل هؤلاء الحاصلون على تعليم عالٍ إلى تبنِّي قيم ليبرالية، من بينها المساواة، وهو عامل مهم للغاية في هذه الانتخابات"، لكن ناخبي الليكود يركزون أكثر على الجزء اليهودي في تعريف إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، في حين يبدو ناخبو "أزرق أبيض" وحزب العمل وميرتس أكثر توازناً.

ويتساءل الكاتب عما إذا كان التعليم أهم مؤشر على التصويت في إسرائيل، ليجيب جدعون رهط من مركز الأبحاث المستقلة في القدس وأستاذ في قسم العلوم السياسية بالجامعة العبرية، قائلاً "الخلفيات الدينية والحيوية لها تأثير أكبر على التصويت من التعليم".

ويرى الكاتب أن "الخلفية العرقية تتفوق على مستويات التعليم في إسرائيل كعامل رئيسي للناخبين، وأضاف: "هذه النتائج تشير إلى استنتاج آخر؛ المصالح الاقتصادية ليست اعتباراً رئيسياً للتصويت، على الرغم من أن تكاليف المعيشة المرتفعة في إسرائيل هي رئيسي بين السكان على المستوى اليومي".

رئاسة حكومة وملفات فساد

من جانبها انتقدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية فوز نتنياهو، وذكر الكاتب الإسرائيلي كيمي شاليف في مقال له، سبعة تعليقات على انتصار نتنياهو، قائلاً إن انتصاره هذا كان الأكثر أهمية في حياته المهنية، فقد جاء على الرغم من وجود ثلاث لوائح اتهام جنائية معلقة حول عنقه.

وأضاف: "أدار نتنياهو أكثر الحملات الانتخابية قسوة وأقلها خداعًا وخيانة للأمانة في التاريخ الإسرائيلي، وكانت أيضًا الأكثر دقةً ومميتة. لقد اغتال شخصية منافسه بيني غانتس بمقاطع فيديو تحمل تلميحات جنسية، شائعات خبيثة وتشويهات متعمدة، نجاحه سوف يبيض حملته القذرة".

في السياق ذاته يشير الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي محمد مجادلة إلى أن السيناريوهات المطروحة حاليّاً هي أولاً سيناريو حكومة الوحدة الوطنية وهو السيناريو الذي فشل لمرتين ولن يطرح على الطاولة هذه المرة.

ويضيف: "السيناريو الثاني هو تشكيل حكومة الأقلية بحيث يتمكن نتنياهو أو غانتس من الحصول على 61 عضواً من الكنيست لتشكيل الحكومة، أما السيناريو الثالث وهو ما حصل فعليّاً فهو رفع نسبة التصويت".

وعما إذا كانت محاكمة نتنياهو ستؤثر على نتائج الانتخابات أو تقلل حظوظه، وما إذا كان يسعى للفوز من أجل الهرب من السجن، يقول مجادلة إن "نتنياهو الذي سيكون على كرسي المتهم سيتمكن من أن يعزّز موقفه في حال تمكن من تشكيل الحكومة، لكن الإشكالية تكمن في أن المحكمة العليا ستبت عقب الانتخابات في شرعية نتنياهو حتى إذا فاز فيها. ويضيف: "قضية المحاكمة ستهدّد مصير نتنياهو السياسي".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً