الرئيس الأمريكي يقرر الإبقاء على نحو 200 جندي أمريكي في سوريا لحفظ السلام  (AP)
تابعنا

ما المهم: أعلنت واشنطن أنها ستُبقي على نحو 200 جندي أمريكي في سوريا بعد تنفيذ الانسحاب الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترمب.

ويأتي هذا الإعلان بعد انتقادات حادة من أعضاء الكونغرس لقرار ترمب سحب نحو 2000 جندي من سوريا بحلول 30 أبريل/نيسان القادم.

بالتزامن مع ذلك أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي دونالد ترمب من أجل التنسيق حول مستقبل شرق الفرات ما بعد الانسحاب الأمريكي المرتقب.

ويفتح إبقاء الولايات المتحدة على "قوات حفظ سلام" الباب أمام طريق جديد لمستقبل مناطق شرق الفرات، خاصة مع اقتراب العملية العسكرية التركية هناك، إلا أنه كذلك يمكن أن يمهد لإبقاء القوات الأوروبية في هذه المناطق.

في المقابل، يظل ملف المنطقة الآمنة التي تريدها تركيا محل خلاف إلى الآن، خاصة حول إدارتها وكيفية إنشائها، إلا أن إبقاء قوات أمريكية في سوريا ربما يأتي في سياق ذلك، خاصة مع رفض أنقرة لإدارة التحالف الدولي لهذه المنطقة.

المشهد:قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن الولايات المتحدة "ستُبقي في سوريا لفترة زمنية مجموعة صغيرة لحفظ السلام قوامها نحو مئتي جندي، دون ذكر أية تفاصيل إضافية".

بالتزامن مع ذلك قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، اتفقا على مواصلة التنسيق فيما يتعلق بإنشاء منطقة آمنة محتملة في سوريا.

وقالت مصادر في الرئاسة التركية لوكالة لأناضول إن الرئيسين أردوغان وترمب بحثا خلال اتصال هاتفي مستجدات الوضع في سوريا، وأكدا أهمية دعم العملية السياسية فيها.

وأشارت المصادر إلى أن أردوغان أكد مجدداً خلال الاتصال رغبة تركيا في مواصلة علاقاتها الوثيقة مع شريكها الإستراتيجي.

كما اتفق الرئيسان على تنفيذ قرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، بما يتماشي مع المصالح المشتركة ودون الإضرار بالأهداف المشتركة.

وأشار بيان للبيت الأبيض إلى أن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان ورئيس الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد سيلتقيان نظيريهما التركيين في واشنطن الأسبوع الجاري، لمناقشة نقاط إضافية حول الملف السوري.

ولم يتم تحديد أين ستتمركز القوات المتبقية، فإضافة إلى شمال شرق سوريا تحدث مسؤولون عن أهمية الإبقاء على قوات في قاعدة التنف الإستراتيجية على الحدود مع العراق والأردن.

الخلفية والدوافع: على بُعد أيام من انتهاء المعركة في آخر جيب لتنظيم داعش الإرهابي، ببلدة الباغوز في ريف دير الزور، تحاول الإدارة الأمريكية إقناع حلفائها الأوروبيين بالإبقاء على قواتهم في سوريا من أجل ضمان عودة التنظيم للنشاط.

وكان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة زار أوروبا الأسبوع الماضي في محاولة لإقناع دول حليفة للولايات المتحدة بالإبقاء على قوات لها في سوريا بعد انسحاب الولايات المتحدة. لكنه واجه صعوبة في إقناع هذه الدول، ما قد يدفعها للمخاطرة بجنودها بعد انسحاب القوات الأمريكية.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن وصف البيت الأبيض القوة المتبقية بأنها "لحفظ السلام" في سوريا يمكن أن يحفز حلفاء أوروبيين على إرسال قوات إلى هناك لمهمة من هذا النوع.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين أن شاناهان حين كان في ميونخ الأسبوع الماضي عقد اجتماعاً بشأن سوريا مع مجموعة صغيرة من وزراء الدفاع. وأضافوا أنهم تحدثوا عن الحاجة لنوع من الترتيب الأمني في شمال شرق سوريا بعد رحيل الولايات المتحدة.

ردود الأفعال: أشاد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي انتقد بصرامة قرار ترمب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، بقرار ترك بضع مئات في إطار "قوة استقرار دولية"، واصفاً إياه بأنه "عين على طموحات إيران ويساعد على ضمان عدم محاولة مقاتلي تنظيم داعش العودة".

وقال غراهام إن "منطقة آمنة في سوريا تحت سيطرة قوات دولية هي أفضل طريقة لتحقيق أهداف أمننا القومي المتمثلة في مواصلة احتواء إيران، وضمان الهزيمة الدائمة لداعش، وحماية حلفائنا الأتراك، وتأمين الحدود التركية مع سوريا".

في المقابل دعا أحد قياديي تنظيم YPG الإرهابي المدعومين من الولايات المتحدة لبقاء قوة دولية يتراوح عدد أفرادها بين 1000 و1500 جندي للمساعدة على ضمان عدم عودة تنظيم داعش، مطالباً الولايات المتحدة بتعليق خططها للانسحاب الكامل.

من ناحيته قال وزير الدفاع البلجيكي ديدييه ريندرز قبل اجتماع مع وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، إن قضية الإبقاء على قوات في سوريا مستقبلاً ستُطرح للنقاش مع المسؤولين الأمريكيين.

القوات الأمريكية في سوريا  (AP)
TRT عربي
الأكثر تداولاً