رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يتحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حفل ترحيب في قصر الإليزيه (AP)
تابعنا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها، الثلاثاء، خلال مشاركته في حفل افتتاح العام القضائي الجديد بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة: إن "محاولات الدفع بدولة لا تنفع نفسها لمواجهة قوة إقليمية ودولية مثل تركيا باتت أمراً مضحكاً".

وأضاف أردوغان: أن"التصريحات الدبلوماسية والسياسية الخداعة لم تعد كافية للتغطية على ظلم الدول التي تظن نفسها عظيمة وقوية ولا تُهزم".

تشير كلمات الرئيس التركي إلى وجود محاولات للدفع بأثينا نحو مواجهة أنقرة بعد تمسك الأخيرة بحقها في ممارسة أنشطتها المشروعة شرقي المتوسط وبحر إيجه، مستندة إلى مبدأ البحث عن الحق والعدالة، وقد أكد أردوغان أن أنقرة ستتمسك بحقوقها البحرية ولن تسمح باستمرار الإملاءات الاستعمارية.

وأشار رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب قبل ذلك إلى أن اليونان تحاول إثارة وتصعيد الأوضاع شرقي البحر المتوسط دون أن تضع بالحسبان حجم قدراتها وقوتها.

من يقرع طبول الحرب؟

انتهكت اليونان مؤخراً معاهدتي لوزان وباريس بإرسالها قوة مسلحة إلى جزر بشرق بحر إيجه.

وعادت القضية إلى الواجهة بعدما تداولت وسائل إعلام عالمية، صوراً ومقاطع فيديو توثق إرسال اليونان جنوداً إلى جزيرة ميس الجمعة.

وأرسلت اليونان جنوداً من جزيرة رودوس إلى جزيرة ميس التي تبعد عن سواحل أنطاليا التركية نحو 2 كم.

ولم تصدر السلطات اليونانية أي تصريح رسمي بشأن الصور المتداولة التي تظهر نزول الجنود بعتادهم الكاملة يتوسطون المدنيين والسياح القادمين إلى ميس بواسطة عبّارة "بلو ستار".

ويعتبر إرسال اليونان جنوداً إلى الجزيرة "خطوة استفزازية" لتزامنها مع استمرار سفينة أوروتش رئيس التركية بأنشطة المسح السيزمي شرقي البحر المتوسط.

وأكدت تركيا أنها لن تسمح لليونان بتحقيق هدفها في الاستفزاز المتمثل بإرسال جنود إلى جزيرة تقع قبالة السواحل التركية مباشرة.

جاء ذلك في بيان صدر، الأحد، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي تعليقاً على أنباء إرسال اليونان جنوداً إلى جزيرة ميس (كاستيلوريزو) التي تبعد أقل من 2 كم عن السواحل التركية في البحر المتوسط.

واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد المسؤولين اليونانيين والفرنسيين معتبراً أنهم "جشعون ويفتقرون إلى الكفاءة"، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين أنقرة وأثينا وباريس في شرق المتوسط. 

وأتى هذا الموقف فيما أحيت تركيا الأحد "يوم النصر"، وهو عيد وطني يؤرخ لانتصار الجيش التركي على القوات اليونانية عام 1922 خلال حرب استقلال تركيا.

لم يكن انتهاك اليونان لمعاهدتي لوزان وباريس الأول من نوعه في هذا الصدد الذي يشير إلى رغبة في تصعيد التوتر، بل مستمر منذ إجراء اليونان وفرنسا، الخميس 13أغسطس/آب، مناورات عسكرية مشتركة في شرق البحر المتوسط.

وأفادت رئاسة أركان الجيش اليوناني في بيان، أنه في إطار التعاون العسكري الدائم بين أثينا وباريس، أطلقت مناورات عسكرية مشتركة تغطي المنطقة التي تقوم بها تركيا بأعمال التنقيب عن الغاز والنفط.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا "قررت تعزيز الوجود العسكري الفرنسي موقتاً في شرق المتوسط في الأيام المقبلة بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين، بما في ذلك اليونان".

وكانت اليونان ومصر قد أبرمتا اتفاقية لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة في المياه التي تحتوي على احتياطيات نفط وغاز، واعتبرتها تركيا "لا قيمة لها" لأنها غير مستندة على أي مبدأ متعارف عليه في القانون الدولي.

وكان رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس قد زار العاصمة الفرنسية مؤخراً، بهدف حشد تأييد الاتحاد الأوروبي في وقت طغت فيه العلاقات العدائية مع تركيا.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية أن ماكرون تعهد بأن تزيد فرنسا من ارتباطها الاستراتيجي مع اليونان.

وقد ذهب وزير الدفاع اليوناني نيكوس باناجيوتوبولوس مؤخراً إلى حد التحذير من أن القوات المسلحة "تدرس كل السيناريوهات، حتى سيناريو الاشتباك العسكري".

تحركات استفزازية

في الوقت نفسه دعا فيه نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، الاتحاد الأوروبي ليكون منصفاً بخصوص شرقي المتوسط، مشدداً على أن بلاده لن تتراجع خطوة واحدة عن حقوقها.

وقال أوقطاي إنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع من تركيا التراجع خطوة إلى الوراء، بخصوص فعاليات التنقيب شرقي المتوسط.

وفيما يخص رغبة اليونان في توسيع مياهها الإقليمية إلى 12 ميلاً، تساءل أوقطاي: "هل تنتظرون منا قبول هذا؟ إن لم يكن ذلك سبباً للحرب، فماذا سيكون؟".

وتأتي دعوات تركية للحوار العادل غير القائم على شروط مسبقة، في الوقت الذي اتفقت فيه كل من إدارة جنوب قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا على تكثيف وجودهم في شرق البحر المتوسط في إطار ما يسمى "بالمبادرة الرباعية للتعاون"، حسب ما صرح به وزير الدفاع اليوناني.

وستشارك في ذلك ثلاث طائرات فرنسية من نوع "رافال" ومروحية عسكرية فضلاً عن فرقاطة.

وكانت تركيا قد أكدت الخميس أنها بصدد القيام بمناورات عسكرية، تشمل تدريبات بالذخيرة الحية في 1 و2 سبتمبر/أيلول المقبل قرب سواحل مدينة "إسكندرون" التركية.

وهدد وزير الدفاع التركي خلوصي أقار، الخميس، في حديث مع وكالة الأناضول- اليونان بقوله "إذا انتهكتم حدودنا فردّنا معروف"، مؤكداً أن بلاده تدعم الحوار دائماً ولا ترغب في حدوث ذلك.

وذكر أقار أن تركيا منفتحة على الحوار لحل المشاكل العالقة في بحر إيجه، وأنها تريد السلام والرخاء، ولكنها في الوقت نفسه لا تفرّط في حقوقها.

وأوضح أن حلّ المشاكل العالقة بين تركيا واليونان يكون عبر اللقاء والحوار، وليس باللجوء إلى فرنسا والاتحاد الأوروبي.

من سيسلح اليونان؟

أفاد موقع pentapostagma اليوناني أن اليونان وفرنسا يتباحثان حول مقاتلات رافال وعين اليونان على 10 مقاتلات من حصة مصر.

وقال الموقع اليوناني بحسب DEFENSE HERE بأن الحكومتين اليونانية والفرنسية بدأتا اتصالات مشتركة للتباحث حول حصول سلاح الجو اليوناني على 18 طائرة مقاتلة من طراز رافال، وصرح مصدر يوناني مُطلع أن الاتصالات بين الجانبين وصلت إلى مستوى متقدم للغاية، فيما يأمل الجانبان في الإعلان عن هذه الصفقة رسمياً خلال العام الجاري.

وبناء على ما تم تسريبه حتى الآن، يبدو أن الاتفاقية تتحرك على مستويين، الأول ينص على منح 8 مقاتلات من القوات الجوية الفرنسية، والثاني على شراء 10 مقاتلات جديدة تنتج لحساب اليونان.

وبحسب المصدر فإن شركة داسو الفرنسية المصنعة للمقاتلات تجد صعوبة كبيرة في إنتاج 30 مقاتلة رافال على الفور، ولهذا السبب فإن الحكومتين اليونانية والفرنسية تدرسان حالياً التوصل إلى اتفاق مع مصر للحصول على 10 مقاتلات على وجه السرعة من أصل 20 مقاتلة إضافية طلبتها مصر مؤخراً على أن يتم إنتاج 10 مقاتلات بديلة لمصر لاحقاً.

ويأتي الحديث عن هذه الصفقات في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية اليونانية الداخلية منذ سنوات، ومحاولات الاتحاد الأوروبي إنقاذ الموقف، وهو ما يثير تساؤلاً حول كيفية تورط اليونان في مثل هذه الصفقات العسكرية، قد تكون الإجابة أن أطرافاً خارجية تحاول تأجيج الصراع في شرق المتوسط ضد تركيا.

فعلى وقع التوتر المتصاعد مع تركيا في شرق البحر المتوسط، أعلنت اليونان وصول 9 طائرات حربية إماراتية إلى قاعدة "سودا" للمشاركة في مناورات عسكرية مشتركة.

وقالت رئاسة الأركان اليونانية في بيان نشر على موقعها يوم الخميس، إن بين الطائرات التي وصلت إلى القاعدة 4 مقاتلات F-16 وطائرة نقل C-130 و3 طائرات نقل من نوع C-17.

وأشارت هيئة الأركان إلى أنه خلال التدريبات سيتم التدرب على التعاون بين القوات الجوية اليونانية والإماراتية بهدف زيادة الاستعداد لتنفيذ المهام وتطوير القدرات القتالية.

وقد حاولت الإمارات من قبل اتخاذ موقف خاص في شرق المتوسط عبر اتصال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان مع وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس هاتفياً لبحث تطورات الأوضاع في منطقة شرق البحر المتوسط، رغم عدم امتلاك الإمارات أي جغرافيا في هذه المنطقة على الإطلاق، وهو ما انتقدته تركيا فوراً.

وتخطط اليونان لإنفاق 10 مليارات يورو من أجل تعزيز قدرات جيشها، وفق تصريحات مسؤولين حكوميين.

وذكر مسؤولون يونانيون، فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، في تصريحات للصحافة المحلية، الثلاثاء، أن أثنيا تواصل مفاوضاتها مع فرنسا ودول أخرى لعقد صفقات شراء أسلحة.

ولفتوا إلى أن الحكومة اليونانية تهدف لاستكمال المفاوضات بهذا الخصوص قبل انعقاد اجتماع دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، في جزيرة كورسيكا الفرنسية.

وقال وزير الدولة اليوناني يورغوس غرابيتريتس، خلال مشاركته في برنامج متلفز، إن الحكومة تواصل لقاءاتها مع دول عدة، في إطار جهودها لتعزيز قوات جيشها وصناعة الأسلحة.

وذكر أنه لم يجرِ التوصل إلى اتفاق مع فرنسا لشراء مقاتلات رافال، لكن المفاوضات مستمرة بهذا الخصوص.

لكن سبق أن ذكرت وسائل إعلام يونانية، أن أثينا تواصل مباحثاتها مع باريس لشراء مقاتلات رافال، وفرقاطتين حديثتين من فرنسا.

وتأتي كل هذه التقارير لتؤكد ربما رغبة فرنسية إماراتية تشترك معها مصر في الدفع باليونان إلى واجهة الصراع مع تركيا، وهو ما أشار إليه الرئيس التركي أكثر من مرة، محذراً من مغبة هذا النهج.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً