موغيريني: لم يُشِر أي طرف  إلى نيته خرق الاتفاق النووي، ومن ثم لا حاجة إلى تفعيل آلية فض النزاع (AA)
تابعنا

يسعى الأوروبيون إلى بذل كل ما في استطاعتهم لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، لكن وزراء الخارجية الأوروبيين استنتجوا خلال اجتماعهم في بروكسل الاثنين، أن استحالة الالتفاف على العقوبات الأمريكية لا تترك لهم فرصاً كثيرة للتجاوب مع ما تطلبه طهران.

وعلى الرغم من أنهم يخشون ردّ فعل واشنطن، يأمل الأوروبيون في إقناع الإيرانيين برغبتهم في مساعدتهم عبر استخدام آلية "إينستكس" للمقايضة والالتفاف على العقوبات الأمريكية، فيما ترغب طهران في أن تشمل الآلية مبيعات النفط أو تقديم تسهيلات ائتمانية كبيرة حتى تكون مفيدة.

الاتفاق "لا يزال حيّاً"

أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، أن الاتفاق النووي مع إيران ليس في وضع جيد، لكنه لا يزال حياً، ولا يمكن تحديد إن كان في ساعاته الأخيرة.

وقالت خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين، إنه لا طرف من الدول الموقّعة على الاتفاق النووي يرى الخروقات الإيرانية انتهاكاً كبيراً للاتفاق.

وأضافت "أكدنا خلال اجتماع بروكسل ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وعلينا أن نبدأ أولاً بتطبيق الآلية المالية بين الدول أعضاء الاتفاق النووي إينستكس (أداة دعم التبادلات التجارية مع إيران) ثم سنتيح البرنامج لدول أخرى".

وتابعت "لم يُشِر أي طرف إلى نيته خرق الاتفاق النووي، ومن ثم فلا حاجة إلى تفعيل آلية فض النزاع"، وأضافت "الاتفاق النووي لم يمُتْ بعد، ونحاول العمل على تطبيق الآلية المالية، وهذه هي المرحلة الأصعب في عمر الاتفاق".

وأشارت موغيريني إلى أن الآلية المالية بين الاتحاد الأوروبي وإيران ستكون متاحة لمشاركة دول أخرى لاحقاً، ونوهت بأن "بعض الدول من خارج الاتحاد الأوروبي (لم تسمِّها) ترغب في المشاركة في آلية إينستكس، وسيكون هذا متاح لاحقاً".

ومضت بالقول "ندعو إيران إلى التزام الاتفاق النووي بالكامل، وكل الخطوات التي اتخذتها خارج الاتفاق النووي يمكن التراجع عنها مستقبلاً"، وأردفت "نأمل أن تفهم السلطات الإيرانية أننا ملتزمون التنفيذَ الكامل للاتفاق النووي، لأنه في صالح الأمن العالمي، ونأمل أن تفهم أن من مصلحتها العودة إلى التزام الاتفاق كاملاً".

فرصة للدبلوماسية

قال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت الاثنين "لا يزال أمام إيران عام على الأقل لإنتاج قنبلة نووية. لكن يتبقى قدر ضئيل من الوقت لإبقاء الاتفاق على قيد الحياة".

وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت القوى الأوروبية ستسعى لمعاقبة إيران لانتهاكها بنوداً من الاتفاق، قال هنت في وقت سابق إن الأوروبيين سيسعون لعقد اجتماع للأطراف للتعامل مع الأمر.

بدورها قالت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت وولستورم، قبل مغادرتها بروكسل، إن الأوروبيين سيتركون الباب مفتوحاً أمام الدبلوماسية، لكن على إيران الامتناع عن اتخاذ إجراءات أخرى انتهاكاً للاتفاق.

وأضافت "هذا يحسّن فرصهم لإجراء محادثات جيدة مع الاتحاد الأوروبي وباقي أطراف الاتفاق. نشجعهم على استخدام كل الوسائل الدبلوماسية وفتح قنوات دبلوماسية جديدة لتهدئة الوضع المتوتر. علينا استغلال كل فرصة للحفاظ على الاتفاق".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الاثنين، إنه على أوروبا أن تظل موحَّدة في محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، مضيفاً أن على طهران العدول عن قرارها عدم التزام بنود في الاتفاق.

من جهته قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إن "خفض إيران التزاماتها النووية ليس من باب العناد، بل لإعطاء فرصة للدبلوماسية ليستيقظ الطرف الآخر ويعود إلى التزام تعهداته".

وأضاف "إذا كان الأوروبيون والأمريكيون لا يريدون الوفاء بالتزاماتهم، فسنخلق توازناً في هذا الاتفاق عن طريق خفض الالتزامات وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل أربع سنوات".

وتقول إيران إن على الدول الأوروبية بذل مزيد لضمان حصولها على المزايا الاقتصادية التي كان يُفترض أن تنالها مقابل فرض قيود على برنامجها النووي بموجب الاتفاق.

هل تنجح المساعي الأوروبية؟

ما زال الأوروبيون يحاولون تطبيق آلية إينستكس للتبادل التجاري مع إيران، ولم تُنشأ بعدُ الآلية الموازية لها في إيران. وفي حال بدء تطبيق هذه الآلية فعليّاً مع إيران فإنها ستتعامل مبدئيّاً فقط في منتجات مثل المستحضرات الصيدلانية والغذاء، وهي منتجات لا تخضع للعقوبات الأمريكية.

وقال دبلوماسيون إنهم في كل الأحوال يخشون رد الفعل الأمريكي، فيما قال مسؤولون إيرانيون مراراً إن آلية إينستكس يجب أن تشمل مبيعات النفط أو تقديم تسهيلات ائتمانية كبيرة حتى تكون مفيدة، حسب وكالة رويترز.

في هذا الصدد، قال وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل، المرشح لمنصب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، "سنبذل ما في وسعنا لضمان عدم وجود حظر اقتصادي على إيران، وإمكانية مواصلة الشركات الأوروبية العمل هناك".

وأضاف "هذا صعب للغاية لأن القوانين الأمريكية تطبَّق بطريقة تتجاوز الحدود الإقليمية، بطريقة لا ندركها، وتجعل الأمر صعباً".

من جهتها قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن المساعي الأوروبية نجحت حتى الآن في إطالة عُمر الاتفاق النووي، في تَحدٍّ واضح لسياسة الضغط القصوى التي تنتهجها إدارة ترمب.

وكتبت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إنه من بين السيناريوهات المطروحة أمام القوى الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي، أن تعمل بالتنسيق مع الصين وروسيا لتشكيل اتفاق مرحليّ قبل سقوط اتفاق 2015.

وأضافت المجلة أن الهدف من ذلك سيكون التوصل إلى تفاهم سياسيّ مُقابل منح طهران فرصاً اقتصادية تجمّد تصعيدها.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً