أعلنت جماعة الحوثي استهداف "منشآت حيوية سعودية" بسبع طائرات دون طيار (Reuters)
تابعنا

ما المهم: في الوقت الذي لم تتّضح فيه بعد ملابسات واقعة السفن الأربع، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن أنّها استهدفت "منشآت حيوية سعودية" بسبع طائرات من دون طيار، في هجوم وقع في خضم حرب نفسية بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج من جهة، وإيران وحلفائها من جهة ثانية.

المشهد: قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، "تعرّضت محطتا ضخ لخط الأنابيب شرق-غرب، الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، لهجوم من طائرات بدون طيار مفخخة".

وأضاف "قامت شركة أرامكو السعودية بإيقاف الضخ في خط الأنابيب، حيث يجري تقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي"، مشدداً في الوقت ذاته على "استمرار الإنتاج والصادرات السعودية من النفط الخام والمنتجات بدون انقطاع".

وقالت أرامكو في بيان، إن إحدى المحطتين المستهدفتين تعرضت لأضرار بسيطة، وإن حريقاً اندلع فيها قبل السيطرة عليه.

وحذّر الفالح من أن "هذا العمل الإرهابي والتخريبي"، والهجوم الذي "وقع مؤخراً في الخليج العربي ضد منشآت حيوية، لا تستهدف المملكة فقط، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي".

وشدّد على "أهمية التصدي لكل الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك مليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران".

وكانت جماعة الحوثي أعلنت في وقت سابق، الثلاثاء، عبر قناة المسيرة اليمنية عن استهداف "منشآت حيوية سعودية" بسبع طائرات دون طيار، مشيرين إلى أن "هذه العملية العسكرية الواسعة رد على استمرار العدوان والحصار على أبناء شعبنا".

من جهته، غرّد المتحدّث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام قائلاً "عملية استهداف منشآت سعودية حيوية جاءت رداً على استمرار العدوان في ارتكاب جرائم إبادة وفرض حصار على شعب بأكمله".

الخلفيات والدوافع: تقود السعودية، وهي أكبر مصدّر للنفط في العالم، تحالفاً عسكرياً ضد جماعة الحوثي التي تتهمها بتلقي دعم إيراني في اليمن.

ويتيح خط الأنابيب السعودي نقل النفط من المنطقة الشرقية، وتصديره عبر موانئ على البحر الأحمر بعيداً عن الخليج ومنطقة مضيق هرمز، حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

وتقع المحطتان المستهدفتان، الثلاثاء، في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض على بعد 220 كلم و380 كلم غرب العاصمة السعودية، فيما يبلغ الطول الإجمالي لخط الأنابيب نحو 1200 كلم، ويمر عبره خمسة ملايين برميل نفط يومياً على الأقل، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ويأتي الهجوم بعد يومين من إعلان الإمارات أنّ أربع سفن شحن تجارية من جنسيات عدة تعرّضت لـ"عمليات تخريبية" في مياهها قبالة إيران، شرقي إمارة الفجيرة.

فيما أعلنت سلطات السعودية، الإثنين، تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين لـ"هجوم تخريبي" قبالة السواحل الإماراتية، ضمن السفن الأربع، مشيرة إلى إجراء تحقيق في الواقعة.

بين السطور: مع تبنّي جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً لهجوم خط الأنابيب، تعزّزت شكوك حول إمكانية وقوف إيران وراء هجوم السفن. وفي حال تبيّن أي تورط لطهران في هذه الواقعة، فإنّها ستكون بمثابة إنذار إيراني للولايات المتحدة التي عزّزت وجودها العسكري مؤخراً في منطقة الخليج، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي جو التوتر الحاصل في المنطقة بعد رفع الولايات المتحدة عقوباتها على إيران، أعطت واشنطن بعداً عسكرياً للتوترات الدبلوماسية، مع قرارها إرسال سفينة هجومية برمائية، وبطاريات صواريخ باتريوت إلى الخليج، حيث نشرت أصلاً قاذفات من طراز B-52 وحاملة الطائرات أبراهام لنكولن.

يضاف ذلك إلى ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن تقديم وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة باتريك شاناهان، الأسبوع الماضي، خلال اجتماع مع عدد من مستشاري ترمب لشؤون الأمن القومي خطة تقضي بإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي أمريكي إلى الشرق الأوسط إذا هاجمت إيران القوات الأمريكية.

من جهته، نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ما جاء في تقرير نيويورك تايمز، وقال للصحفيين في البيت الأبيض "أعتقد أنها أخبار كاذبة. الآن هل سأفعل ذلك؟ على الإطلاق. ولكننا لم نخطط لهذا. نأمل ألا نضطر إلى التخطيط لذلك. وإذا فعلنا فسنرسل عدداً أكبر من ذلك".

بدوره، قال المحلل السياسي أنس الحجّي إن الهجوم الذي حصل على المنشآت النفطية السعودية "مهم ويعكس الإدراك بأن هذه الأنابيب تعوّض المرور عبر مضيق هرمز"، وأضاف "هذه الأنابيب تقلّل من قدرة إيران على التأثير على تدفق النفط عبر المضيق".

وتابع الحجّي "هجمات الأحد على السفن والهجمات على الأنابيب اليوم تشير إلى شيء واحد: اختار المخطّطون النقاط الأضعف. وبالتالي لا يمكن أن يكون عمل قلّة غاضبين".

طائرة بدون طيار استخدمتها جماعة الحوثي في الهجوم 
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً