الفلسطينيون يرون أن ورشة البحرين تعد أولى خطوات صفقة القرن  (AFP)
تابعنا

حظيت الورشة الاقتصادية التي من المُقرر أن تستضيفها البحرين أواخر يونيو/حزيران بدعم عدد من الدول العربية، وخاصة الإمارات والسعودية اللائي أبدين ترحيباً بها، لكنها لقيت على الجانب الآخر رفضاً واستنكاراً من قبل دول أخرى، فيما رفضها الجانب الفلسطيني المعني مباشرة بها، بوصفها جزءاً مما بات يُعرف بصفقة القرن.

ورشة البحرين

كان العالم على موعد مع إعلان بنود صفقة القرن بعد شهر رمضان، كما سبق وصرّح مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، بيد أن الدعوة التي وجّهت كانت لحضور ورشة اقتصادية في المنامة عاصمة البحرين بتنسيق أمريكي بحريني مشترك، والتي يرى الفلسطينيون أنها تهدف إلى وضع الخطوط العريضة لتنفيذ صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.

جاء الإعلان في بيان بحريني أمريكي مشترك، الأحد الماضي، ذكر فيه أن المنامة ستستضيف بالشراكة مع واشنطن، ورشة عمل اقتصادية تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" يومي 25 و26 من الشهر المقبل.

وتستهدف الورشة، بحسب البيان، جذب استثمارات إلى المنطقة، بالتزامن مع تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي.

وستركز ورشة العمل المخطط عقدها الشهر المقبل في العاصمة البحرينية على الجوانب الاقتصادية لخطة السلام، وسيكون لها جوانب سياسية أيضاً، وفق ما نقلته صحيفة "يسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مصدر وصفته بالمقرب من البيت الأبيض.

ويدور المحور الرئيسي الذي تتناوله الورشة، حسب المصدر، حول كسر دائرة إدامة الصراع، واستبدال التنمية بالمساعدات، والاعتماد على الاستدامة بما يضع الفلسطينيين على طريق النمو والازدهار، مشيراً إلى أن السكان والسلطة نفسها سيقفون على أرجل مستقلة.

الحكومة الفلسطينية: مشكلتنا ليست اقتصادية

قال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، الأحد، إن "مؤتمر المنامة سيولد ميتاً"، موضحاً "مشكلتنا ليست اقتصادية، صراعنا على الأرض من أجل إنهاء الاحتلال، وإقامة دولتنا وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين".

وأكد في وقت سابق خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، رفض بلاده لورشة العمل، قائلاً إن "حل الصراع في فلسطين لن يكون إلا بالحل السياسي".

وطالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الدول العربية التي وافقت على حضور ورشة عمل المنامة، إعادة النظر في موقفها.

واعتبرت حركة حماس على لسان القيادي فيها سامي أبو زهري، أن الإصرار على عقد ورشة البحرين رغم الرفض الفلسطيني "يشكل تورطاً في صفقة القرن الأمريكية".

وترفض القيادة الفلسطينية التعاطي مع أية تحركات أمريكية في ملف التسوية السياسية، منذ أن أعلن ترمب، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وتتهم القيادة الفلسطينية ترمب بالانحياز التام لصالح إسرائيل، وتدعو إلى إيجاد آلية دولية لرعاية عملية السلام المجمدة منذ 2014.

دول الخليج والوهم الأمريكي

على الرغم من الدعوات الفلسطينية لمقاطعة الورشة الاقتصادية إلا أن دولاً عريبة عدة لم تتراجع، أهمها السعودية والإمارات، وفي طبيعة الحال، البحرين.

قالت البحرين إنها "لن تُزايد" على موقف القيادة الفلسطينية، وأشارت إلى أنها تسعى عبر الورشة الأمريكية البحرينية إلى دعم الاقتصاد الفلسطيني دون هدف آخر.

ورحبت السعودية والإمارات بالإعلان عن ورشة المنامة، ودعمها، والمشاركة فيها.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية واس، أن وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري، سيشارك في الورشة.

بيانات منددة

أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، الأحد، بياناً صحفياً حول ورشة البحرين، مؤكداً فيه موقف الجماعة الرافض لأي صفقة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها صفقة القرن، والتي تطل بوجه اقتصادي عبر ما يسمى ورشة "السلام من أجل الازدهار " وفق ما ورد في البيان.

وذكر أن جماعة الإخوان المسلمين "تنظر إلى مؤتمر البحرين كإحدى مراحل ما يسمى بصفقة القرن ومنصة للانخراط العربي الرسمي في هذه الصفقة وتبنيها ضمن رؤية اليمين الإسرائيلي المحتل، مما يشكل تآمراً على الشعب الفلسطيني ونضالاته وتضحياته وتفريطاً بحقوقه الراسخة وفي مقدمتها حق العودة وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة".

ودعا الحكومة الأردنية للانسجام مع الموقف الشعبي الوطني والإعلان الواضح عن عدم المشاركة في هذا المؤتمر، مبيناً إن المشاركة في هذا المؤتمر لا يمكن تبريرها ولا تسويقها، ولا يمكن أن تُقرأ إلا في سياق الانخراط بهذه الصفقة المؤامرة.

كما دعا الحكومة البحرينية إلى إلغاء عقد الورشة الاقتصادية التي تستهدف الشعب الفلسطيني ومقدراته خدمة للاحتلال، وذلك انطلاقاً من المواقف البحرينية الرسمية والشعبية الداعمة للشعب الفلسطيني، كما ورد في البيان.

من جهة أخرى، أعلن سفير الصين لدى فلسطين، كواه وي، الإثنين، أن بلاده، وروسيا، لن تشاركا في ورشة البحرين المزمع عقدها الشهر المقبل في العاصمة البحرينية، المنامة.

جاء ذلك خلال لقائه نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية والخارجية، في مكتبه برام الله، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا.

وقال السفير الصيني إن روسيا والصين، اتفقتا على عدم المشاركة في ورشة المنامة الاقتصادية.

كما أكد موقف بلاده "الداعم للقض ية والشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

خطة السلام

تعتزم واشنطن، بعد شهر رمضان الجاري، إطلاق خطة للسلام، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع القدس وحق عودة اللاجئين.

وحسب البنود، فإن القسم الأكبر من فلسطين سيُمنح لإسرائيل، في حين سيتم تكليف دول الخليج بتمويل "الدويلة" الفلسطينية الجديدة.

ومن المخطط وفق الصفقة إقامة دولة فلسطينية جديدة على أراضي قطاع غزة، والضفة الغربية باستثناء الأراضي المحتلة التي تضم مستوطنات إسرائيلية قائمة.

كما تنص الصفقة حسب التسريبات على تخلي حماس عن حمل السلاح، ورفع الحصار عن غزة، وإجراء انتخابات ديمقراطية في فلسطين، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين تدريجياً خلال 3 سنوات.

وفي حال رفضت حماس ومنظمة التحرير الصفقة، ستلغي الولايات المتحدة دعمها المالي كافة للفلسطينيين، كما ستمنع الدول الأخرى من مساعدتهم، وفق مصدر أمريكي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً