الأكاديمي والحقوقي السعودي عبد الله الحامد يُتوفى في محبسه بعد نحو 8 أعوام من اعتقال السلطات السعودية له (مواقع التواصل الاجتماعي)
تابعنا

في حلقة جديدة من مسلسل انتهاك السلطات السعودية المستمر لحقوق الإنسان وقمع المعارضين، لقي الأكاديمي والناشط الحقوقي السعودي عبدالله الحامد صباح الجمعة، حتفه في السجن الذي يقبع فيه منذ اعتقاله في 2013، بتهم بينها الدعوة إلى تظاهرات.

ففضلاً عن تغييب الحامد في سجون المملكة لنحو 8 أعوام، تحدّثت حسابات سعودية مهتمة بشؤون حقوق الإنسان ومعتقلي الرأي في البلاد، عن تعرض الرجل إلى "جلطة دماغية" وتركه لساعات مغمى عليه في زنزانته قبل نقله منها لتلقي العلاج.

وقبل أيام، أعلنت منظمة "القسط" لحقوق الإنسان السعودية، أن الحامد الذي يُعد أحد أبرز الوجوه الإصلاحية في السعودية، نُقل إلى العناية المركزة في التاسع من أبريل/نيسان الجاري، وهو في حالة غيبوبة كاملة.

سجل حافل بالانتهاكات

على مدار سنوات، تُوجّه إلى السلطات السعودية انتقادات مستمرة بسبب تعقبها المعارضين وقمعهم وسجل حقوق الإنسان سيئ السمعة في البلاد، إلا أن حدة تلك الانتقادات ارتفعت في الفترة الأخيرة، بعد حملة القمع التي شنّها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ عام 2017.

وخلال عام 2019 الماضي، واجهت السعودية "موجة انتقادات دولية غير مسبوقة"، وفقاً لتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش السنوي، مدفوعة بالاتهامات التي وُجّهت إلى السلطات بمسؤوليتها عن "مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، فضلاً عن الأوضاع الإنسانية السيئة التي خلّفتها الحرب التي تخوضها المملكة في اليمن على مدار أعوام خمسة.

وتورد هيومن رايتس ووتش في تقريرها أن "السلطات السعودية خلال عام 2019، استمرت في قمع المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمدافعات عن حقوق المرأة"، على الرغم مما أعلنته السعودية من "إصلاحات" لرفع التمييز ضد المرأة في مجالات عدة.

عبد الله الحامد.. الأكاديمي والناشط

عبد الحامد المولود في يوليو/تموز 1950، هو أكاديمي سعودي وأحد أهم المدافعين عن حقوق الإنسان ودعاة الإصلاح في المملكة، كما أنه مؤسس جمعية الحقوق المدنية والسياسية.

بدأت نشاطات الحامد السلمية المدنية عام 1993، عندما أسس "لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية"، في أثناء فترة عمله أستاذاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن له نشاطات أدبية في مجالات الأدب والشعر، ومؤلفات عدة ضمن تخصصه الأكاديمي. ومن أبرز مؤلفاته كتاب "حقوق الإنسان بين نور الإسلام وفقهاء غبش الطغيان" الذي نُشر بعد إنشاء لجنة الدفاع عن الحقوق الدستورية، بعنوان جديد هو "حقوق الإنسان في الإسلام".

وشارك الحامد في تشكيل تيار الدعوة إلى الإصلاح السياسي الدستوري، من خلال بيانات عدة أصدرها في 2003 مع نحو 100 شخصية إصلاحية سعودية دعوا فيها إلى التحول إلى الملكية الدستورية، وتحقيق الفصل بين السلطات الثلاث؛ التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومحاربة الفساد واستقلال القضاء.

واعتقل الحامد سبع مرات، آخرها في مارس/آذار 2013، حُكم عليه بعدها بالسجن 11 عاماً دون توضيح سبب الحكم.

وأدانت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي 2014، الأحكام الصادرة ضد نشطاء حقوق الإنسان ومنهم الحامد، بتهم وصفتها المنظمة بـأنها "فضفاضة ,تصلح لجميع الأغراض، من قبيل محاولة تشويه سمعة المملكة، ونقض البيعة مع الحاكم، وإنشاء جمعية غير مرخصة".

"العفو الدولية" والأمم المتحدة تنعيان الحامد

من جانبها، نعت منظمة العفو الدولية "أمنستي" الجمعة، عبد الله الحامد، واصفة إياه بـ "البطل الذي لا يعرف الخوف".

وقالت المنظمة في بيان رسمي: "شعرنا بالصدمة عندما علمنا بوفاة الحامد، أثناء بقائه قيد الاحتجاز بسبب نشاطه السلمي"، مضيفة أن "الحامد كان بطل حقوق الإنسان في السعودية، الذي لا يعرف الخوف، وكان عازماً على بناء عالم أفضل للجميع".

في السياق نفسه، أعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء أغنيس كالامار، عن حزنها لوفاة الحامد، واصفة نبأ وفاته بـ"الخبر الحزين أول أيام رمضان".

وقالت في تغريدة على تويتر، إنه "لخبر حزين للغاية في أول أيام رمضان، أن يُتوفى سجين الرأي الشاعر والناشط الحقوقي الدكتور عبد الله الحامد في سجون السعودية".

وذكّرت بأن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وخبراء أممين دعوا للإفراج عن سجناء الرأي في ظل جائحة كورونا.

يُذكر أن الرياض لم تُعلن حتى مساء الجمعة، رسمياً عن وفاة الحامد في سجنه، إلا أن نشطاء وأكاديميين سعوديين ومنصات حقوقية معارضة، تداولوا على نطاق واسع نبأ الوفاة إثر إهمال صحي، بينهم حساب "معتقلي الرأي" الذي يتابع الوضع الحقوقي للسعوديين عبر تويتر، وعبد الله العودة نجل الداعية الموقوف لدى المملكة سلمان العودة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً