أمام محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي اختراق غزة والسيطرة على القطاع في عملية برية متذبذبة، يبرز الحديث بشكل كبير عن القوات البرية الإسرائيلية، التي سُلطت عليها الأضواء، نظراً إلى الدور الكبير المنوط بها في هذه العملية.
القوات البرية.. السلاح الأساسي لإسرائيل
تحتل القوات البرية الإسرائيلية المركز الأول والأساسي داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكونها القسم الأهم داخله، إذ تُخصَّص له ميزانيات ضخمة بشكل سنوي، فضلاً عن احتوائه على النصيب الأكبر من عدد الجنود والضباط، ويضم نحو نصف مليون جندي تقريباً، نسبة مهمة منهم من قوات الاحتياط.
يعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي على سلاح البر أو "زروع هيابشة" وتعني "ذراع اليابسة" باللغة العبرية، بشكل كبير، إذ يُسنَد إليه كثير من المهمات الصعبة، التي تحتاج إلى تكتيكات يستحيل على باقي الأقسام المكونة للجيش الإسرائيلي تنفيذها، مثل سلاحي الجو والبحرية.
ويعمل في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 646 ألف جندي، منهم 173 ألف جندي يعملون في الخدمة حالياً، فيما نحو464 ألف جندي في قائمة الاحتياط. لكن من المرتقب استدعاء أعداد كبيرة منهم، في حالة قرر الجيش الإسرائيلي شن هجوم بري على قطاع غزة.
تاريخ تأسيس القوات البرية الإسرائيلية
كانت المنظمات الصهيونية قبل قيام دولة إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الميليشيات اليهودية المسلحة، التي تلقت تدريبات عسكرية مكثفة، من الجيش البريطاني في أثناء احتلاله للأراضي الفلسطينية خلال الفترة الممتدة بين 29 سبتمبر/أيلول 1922 و29 نوفمبر/تشرين الأول عام 1947.
وتتربع منظمة "الهاغاناه"، على رأس هذه الميليشيات، إذ شكلت هذه المنظمة اللبنة الأولى للقوات البرية داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، للقوة العسكرية التي كانت تمتاز بها، فضلاً عن أفرادها الذين قدر عددهم بعشرات الآلاف، إذ انضم إليها بعد اندلاع حرب 48 بين العرب والإسرائيليين، أكثر من 45 ألف يهودي مقاتل متطوع من مختلف دول العالم، وبخاصة من يهود دول أوروبا وأمريكا وكندا.
إلى جانب تنظيم "الهاغاناه"، ساهمت منظمة "بارجيورا"، التي تأسست في بداية القرن العشرين، وتحديداً عام 1907، على يد بعض المستوطنين الأوائل داخل أراضي فلسطين، في تأسيس القوات البرية داخل الجيش الإسرائيلي، إذ اقتصرت مهمتها في البداية على حماية المستوطنات اليهودية من العمليات الفدائية التي تشنها فصائل المقاومة الفلسطينية، قبل أن تتحالف المنظمة مع منظمة "هاشومير"، ويندمج أعضاؤها معاً. فضلاً عن مليشيات مسلحة أخرى مثل "اللواء اليهودي"، "شتيرن" و"الإرغون".
ورغم معارضة زعماء بعض هذه التنظيمات اليهودية المسلحة، الانضمام إلى صفوف الجيش الإسرائيلي، فإن قادة بعض هذه الميليشيات العسكرية الصهيونية تمكنت من التحالف وتشكيل "الجيش الوطني"، الذي سمي فيما بعد بالجيش الإسرائيلي، في 26 مايو/أيار 1948، بقرار من دافيد بن غوريون، وزير الدفاع ورئيس وزراء الحكومة المؤقتة آنذاك. إذ كان لهذه التنظيمات المسلحة الدور البارز في تأسيس القوات البرية الإسرائيلية.
فيالق القوات البرية الإسرائيلية
ينقسم سلاح البر الإسرائيلي إلى خمسة فيالق رئيسية، بحيث يضم كل فيلق كثيراً من الألوية، كما تنقسم الأخيرة أيضاً إلى كتائب ووحدات. وتتبع وزارة الدفاع الإسرائيلية بشكل تسلسلي.
فيلق المشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي
يعتبر فيلق المشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي القسم الأبرز داخل القوات البرية الإسرائيلية، إذ توليه وزارة الدفاع العبرية أهمية قصوى لدوره الكبير في مختلف المعارك التي خاضها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ تأسيسه سنة 1948 حتى الآن. ويمكن تقسيم فيلق المشاة كما يلي:
لواء ناحال: شكل هذا اللواء الذي يصنف ضمن ألوية النخبة داخل سلاح فيلق المشاة، سنة 1982، في أثناء ما سمي "حرب لبنان"، إذ استدعت الضرورة العسكرية تشكيله في أثناء هذه الحرب، وتعد أول إختبار حقيقي له.
ويطلق على هذا اللواء باللغة العبرية (نوعار حالوتس لوحيم) وتعني "شباب الطليعة المقاتلة". وشارك في كثير من المعارك التي خاضها جيش الاحتلال، على حربي لبنان 1982 و2006، فضلاً عن دوره الكبير في استهداف الفلسطينيين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، إلى جانب مختلف الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
لواء كفير: يطلق على هذا اللواء أيضا اسم "اللواء رقم 900"، إذ يضم ست كتائب رئيسية، الكتيبة 90 نحشون، الكتيبة 92 شمشون، الكتيبة 93 هارون، الكتيبة 94 دوشيفات، الكتيبة 96 لافي (حُلت في شهر يوليو/تموز سنة 2015) والكتيبة 97 نتزاح يهودا.
حسب تقارير إعلامية، فإن لواء كفير منذ تأسيسه في السادس من شهر ديسمبر/كانون الأول سنة 2005، كان المسؤول الأول عن التنكيل بالفلسطينيين في الضفة الغربية وفي الداخل المحتل، إذ نفذ أكثر من 70% من مجموع عمليات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.
لواء جولاني: يقع مقر هذا اللواء في منطقة الجليل، ومنها اشتق اسمه، كما يشتهر أيضاً باسم اللواء 1، يصنف ضمن ألوية النخبة داخل سلاح المشاة الإسرائيلي. وأسسه في تاريخ 22 فبراير/شباط سنة 1948، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي، دافيد بن غوريون.
شارك لواء جولاني في عديد من المعارك منذ تشكيله قبل 75 عاماً، أبرزها العدوان الثلاثي على مصر أو حرب 56، إذ احتل هذا اللواء باحتلال شبه جزيرة سيناء المصرية، فضلاً عن احتلاله هضبة الجولان السوري المحتل والضفة الغربية معاً في حرب 67. أغلب المنتمين إلى هذا اللواء هم من طلاب المدارس الدينية المتشددة داخل إسرائيل.
لواء المظليين: يعرف لواء المظليين أيضاً باسم اللواء 35، التي تعد من أهم ألوية المشاة داخل القوات البرية الإسرائيلية. وشُكل هذا اللواء سنة 1955، بهدف تطوير المهارات القتالية داخل جيش الاحتلال العبري.
ويخضع المنتمين إليه إلى تدريبات عسكرية شاقة ومكثفة، مثل اللياقة البدنية والمهارات القتالية العالية، فضلاً عن التدريب حول القفز، إلى جانب عمليات القتال المدن (حرب المدن). ويتخذ لواء المظليين من الأفعى الطائرة شعاراً له.
لواء عوز: يطلق عليه أيضاً اسم اللواء 89، نسبة إلى ترتيبه داخل الجيش الإسرائيلي، ومنذ تأسيسه في السابع والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول سنة 2015، تخصص هذا اللواء في العمليات الخاصة بشكل كامل ويلقب بلواء الكوماندوز، إذ يشبه إلى حد كبير فوج "الصاعقة 75" في الجيش الأمريكي.
تأسس لواء عوز، وفق خطة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، الفريق غادي أيزنكوت، بناء على خبرته في حرب لبنان الثانية سنة 2006، وخلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر سنة 2014. ويتكون الفيلق الآن من 3 وحدات، وحدة ماجلان (212)، وحدة دوفديفان (217) وحدة ايجوز (621).
لواء غيفعاتي: شكل هذا اللواء في شهر ديسمبر كانون الأول عام 1947، وجرى حله في سنة 1956، لكن شُكل مرة أخرى سنة 1983. ويخضع لواء غيفعاتي لأوامر القيادة العسكرية في المنطقة الجنوبية منذ سنة 1999. ويضم 10 كتائب وسرايا أبرزها كتيبة تسابار (كتيبة المتشددين) وسرية ديكلا.
يطلق على هذا اللواء تسميات مختلفة، مثل اللواء 84، لأن هذا هو رقمه داخل الجيش الإسرائيلي، أو اللواء الأرجواني، نسبة إلى لون قبعات البنفسجية. كما يطلق عليه أيضاً اسم اللواء الثعلب، بسبب وجود شكل ثعلب أحمر في شعاره الرسمي.
لواء بيسلماخ: على عكس باقي الألوية داخل سلاح المشاة الإسرائيلي، التي تختص بالعمليات القتالية، يختص لواء بيسلماخ أو اللواء 828 في غالب الأحيان بعمليات تدريب العناصر المنتمية إليه، وبخاصة في زمن الحروب وحالات الطوارئ، لكن تشارك في القتال في بعض الأحيان.
ويشتهر هذا اللواء بكون عناصره أول من فرض الحدود مع قطاع غزة، منذ تحريره سنة 2005. ويتكون لواء بيسلماخ من ثلاث كتائب عاملة (الكتيبة 17 والكتيبة 906 والكتيبة 450).
فيلق المدرعات في جيش الاحتلال الإسرائيلي
يعتبر فيلق المدرعات سلاح المناورات العسكرية الرئيسي داخل القوات البرية الإسرائيلية، إذ يقود دائماً الخطوط الأمامية في جبهات القتال. وينقسم إلى الألوية التالية:
لواء باراك المدرع
يطلق على هذا اللواء عدة تسميات، مثل "البرق"، المدرع 188. شارك هذا اللواء في كثير من الحروب منذ تشكيله، وكانت حرب 1967، أول حرب يخوضها، فضلاً عن حرب أكتوبر 1973، وحرب الجولان.
اللواء السابع المدرع
يشار إليه أيضا باسم "عاصفة الجولان" "سار لي جولان". ويعتبر اللواء المدرع الأول داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، واللواء الوحيد الذي شارك في جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل.
اللواء 401 المدرع
يعرف أيضا باسم " إكفوت ها بارزيل" وتعني مسارات الحديد. شكل هذا اللواء بغرض احتلال قناة السويس المصرية في سنة 1968. وفي حرب أكتوبر تلقى هذا اللواء خسائر كبيرة من الجيش المصري، ونفس الشيء في معركة السلطان يعقوب مع الجيش السوري وفي حرب لبنان سنة 1982.
اللواء 460 المدرع
يختص لواء "بني أور" وتعني باللغة العبرية "أبناء النور"، بعمليات التدريب داخل سلاح المدرعات.
فيلق المدفعية في جيش الاحتلال الإسرائيلي
يختص هذا الفيلق بتشغيل سلاح المدفعية الطويلة المدى والمتوسطة. بغرض تدمير أهداف وتمركزات العدو في مختلف مناطق عمليات الجيش، فضلاً عن مساعدات قوات المناورة في التوقيت والمكان المحددين عن طريق القوة المدفعية المناسبة.
فيلق الهندسة القتالي في جيش الاحتلال الإسرائيلي
يعمل هذا الفيلق المهم داخل سلاح البر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، على خطوط العدو، إلى جانب زرع الألغام وإبطال مفعولها، فضلاً عن كسر الحواجز وبناء التحصينات.
فيلق الاستخبارات القتالي في جيش الاحتلال الإسرائيلي
يعرف سابقا باسم فيلق الاستخبارات الميداني. وهو أحدث فيلق ضمن فيالق القوات البرية للجيش الإسرائيلي، إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى شهر أبريل/نيسان سنة 2000.