حراك 1 مارس/آذار.. جمعةٌ ثانية من الاحتجاجات في الجزائر
خرج الجزائريون في مظاهرات ضد ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة. وحملت مظاهرات الجمعة، عنوان "حراك 1 مارس" بعد حراك مماثل الجمعة الماضية، فيما يعتبر واحداً من أكبر أشكال الاحتجاج في البلاد منذ سنوات.
أعداد الحشود تزايدت بسرعة مع انضمام عشرات الآلاف للمحتجين في العاصمة الجزائر (AFP)

ما المهم: يعتبر "حراك 1 مارس" استمراراً لحركة الاحتجاج التي بدأها الجزائريون الجمعة الماضية. ويُنتظر أن يقدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ملف ترشحه لولاية خامسة للمجلس الدستوري في 3 من مارس/آذار، متجاهلاً التظاهرات العديدة التي تعارض استمراره في الحكم.

وأطلق قرار بوتفليقة الترشح لولاية رئاسية خامسة حركة احتجاجية لم تشهد مثلها الجزائر منذ سنوات، لا سيما فيما يخص انتشارها وشعاراتها التي تستهدف مباشرةً الرئيس ومحيطه، بعد سنوات من الصمت.

المشهد: تظاهر عشرات الآلاف من الجزائريين، الجمعة، تنديداً باعتزام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية خامسة في أكبر مظاهرة تشهدها العاصمة منذ ثماني سنوات.

واتسمت أغلب المسيرات في أنحاء البلاد بالسلمية، لكن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا في العاصمة بعد صلاة الجمعة.

وعبّرت الحشود عن إحباطها من اعتزام بوتفليقة خوض الانتخابات التي ستجرى في أبريل/نيسان، بعد أن أمضى 20 عاماً في السلطة. وردد المحتجون هتافات تطالب بوتفليقة بالرحيل وشددوا على الطابع السلمي للمظاهرات.

وتزايدت أعداد الحشود بسرعة مع انضمام عشرات الآلاف للمحتجين بينهم شبان وأسر وبعض المسنين في أكبر احتشاد للتظاهر منذ احتجاجات "الربيع العربي" في 2011، بحسب وكالة رويترز.

كما شاركت جميلة بوحيرد أشهر رموز حرب التحرّر من الاستعمار الفرنسي في الاحتجاجات.

وبالإضافة إلى العاصمة نقلت وكالة رويترز مشاركة مدن أخرى في الحراك، حيث انطلقت احتجاجات في وهران وسطيف وتيزي وزو والبويرة وقسنطينة.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنع متظاهرين من الوصول إلى "ساحة أول مايو" القريبة كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

الخلفيات والدوافع: أثار إعلان بوتفليقة الترشح لولاية خامسة، حتى بعد أن أضعفته جلطة دماغية أصيب بها عام 2013، حركة احتجاجية لم تشهد مثلها البلاد منذ 20 عاماً.

وشهدت البلاد بداية التظاهرات، الجمعة الماضية، والتي شارك فيها عشرات آلاف من المتظاهرين في أنحاء عديدة من الجزائر.

وكانت السلطات الجزائرية ردّت للمرة الأولى، الإثنين، على المحتجين، مستبعدةً بشكل ضمني تراجع بوتفليقة عن الترشح، فيما لم يوجه بوتفليقة أي خطاب مباشر للمحتجين. وقالت السلطات إنه سافر إلى جنيف لإجراء فحوص طبية، لم يكشف عنها.

من جهته، دعا علي بن فليس، رئيس الحكومة الجزائري الأسبق، الجمعة، المواطنين إلى توحيد مطلبهم حول رفض ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات أبريل/نيسان، لأنها "إهانة" للشعب.

وقال بن فليس "ما يهمني هو أن يكون الشعب الجزائري ملتحماً حول مطلب واحد هو لا لـ"الخامسة" لأنها إهانة للشعب، ولأنها مساس بكرامة الشعب وليقرر مصيره كما يريد ونحن في خدمته ومعه".

بين السطور: قال الكاتب الجزائري محمد قاسمي إن "النظام اليوم يلفظ أنفاسه الأخيرة، تماماً مثل صورة المرشح الذي يقدّمه: شائخ وصامت ومشلول وغير صالح وغائب. غير السلب والنهب ليس لهذا النظام ما يقوله أو يفعله".

وقال الصحفي الجزائري صلاح باديس إن الجزائريين "كسروا حاجز الخوف" بغض النظر عمن دعا إلى الاحتجاجات، وأنهم "احتاجوا لذلك قرابة 20 عاماً من حكم بوتفليقة".

من جهته، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي برهان غليون إن الاحتجاجات في الجزائر اليوم تأتي "بعد ما يقرب من عشرين عاماً من الهدوء والتسليم بالأمر الواقع".

وأضاف أن هذا الأمر "يدل على أن الجزائريين خرجوا من الصدمة التي تسبّبت فيها العشرية الأخيرة من القرن الماضي، والتي تمكن خلالها نظام الحكم العسكري والأمني في بداية التسعينيات من إجهاض حركة شعبية قوية، كانت تهدف إلى تغيير قاعدة الحكم".

ردد المتظاهرون هتافات رافضة لترشح بوتفليقة للرئاسة وسط العاصمة الجزائرية (AFP)
استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنع متظاهرين من الوصول إلى "ساحة أول مايو" (AP)
TRT عربي - وكالات