وذكرت الوزارة في بيانها أن الوفيات الجديدة سُجلت خلال الساعات الـ24 الماضية، مؤكدة أن الوضع الإنساني في القطاع يتدهور بشكل مستمر نتيجة نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب.
وأضافت أن 61 حالة وفاة، بينها 9 أطفال، جرى تسجيلها منذ إعلان المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) عن حدوث المجاعة في غزة.
وكانت IPC قد نشرت تقريراً في 22 أغسطس/آب الجاري أكدت فيه أن المجاعة باتت واقعة فعلاً في مدينة غزة، محذّرة من احتمال امتدادها إلى دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
وفي آخر حصيلة لضحايا الإبادة في القطاع، أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 88 فلسطينياً وإصابة 421 خلال الساعات الـ24 الماضية بقصف إسرائيلي على عدة مناطق في القطاع، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 63 ألفاً و459 شهيداً و160 ألفاً و256 مصاباً منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويُشار إلى أن إسرائيل تواصل إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ 2 مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ومنع دخول المساعدات، رغم وجود مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات المتوقفة عند الحدود.
وسمح الاحتلال خلال الشهر الماضي بدخول كميات محدودة من الإغاثة، لكنها لم تكُن كافية لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات، وفقاً للجهات المعنية في غزة، التي تتهم إسرائيل بالتغاضي عن عصابات تسطو على المساعدات.
استمرار القتل
ميدانياً، استشهد 20 فلسطينياً على الأقل، بينهم 13 من طالبي المساعدات، بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر الأحد، ضمن إبادة مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى العودة بمخيم النصيرات للأناضول باستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة 10 آخرين جراء استهداف إسرائيلي للفلسطينيين قرب نقطة توزيع المساعدات في شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.
أما في دير البلح وسط القطاع فقد استقبل مستشفى شهداء الأقصى جثامين 3 شهداء فلسطينيين جراء استهداف إسرائيل لطالبي المساعدات شرق شارع صلاح الدين، كما استشهد طفل فلسطيني وأصيب آخرون في قصف من مسيّرة إسرائيلية لتجمع مدني في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وفي جنوب قطاع غزة استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون من طالبي المساعدات بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة رفح، ووصلت جثامينهم إلى مجمع ناصر الطبي، بحسب مصدر طبي، كذلك استشهد فلسطيني في قصف مدفعي إسرائيلي على جنوبي المدينة ونقل جثمانه إلى مجمع ناصر الطبي، وفق مصدر طبي.
وفي وقت سابق أفاد مصدر طبي بمدينة غزة للأناضول بـ"سقوط شهيدين وإصابة أشخاص آخرين جراء استهدف الطيران الإسرائيلي الليلة خيام النازحين في منطقة المقوسي شمال غرب مدينة غزة".
كما استشهد الشقيقان محمد إبراهيم دبور وأحمد إبراهيم دبور إثر قصف الطيران الإسرائيلي منزلاً لعائلة دبور في حي الشيخ رضوان شمال غربي المدينة، وفق ذات المصدر الطبي.
وأفاد شهود عيان بأن "قوات الاحتلال الإسرائيلي فجرت 4 روبوتات مفخخة ودمرت منازل في حي الزيتون جنوب شرقي غزة".
روبوتات مفخخة
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد، بأن جيش الاحتلال فجّر أكثر من 80 روبوتاً مفخخاً في مناطق سكنية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ضمن ما وصفه بسياسة "الأرض المحروقة"، وجاء في بيان المكتب أن هذه التفجيرات تسببت في تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل، وعرّضت حياة المدنيين لمخاطر جسيمة.
وأوضح المكتب أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة وشمال القطاع تتواصل بوتيرة مرتفعة، وتشمل قصفاً جوياً ومدفعياً كثيفاً، إلى جانب تدمير ممنهج للأحياء السكنية، فيما تبقى عديد من العائلات عالقاً داخل المنازل دون توفر أي خدمات أساسية.
واتهم المكتب الحكومة الإسرائيلية بارتكاب "انتهاكات خطيرة ومنهجية" للقانون الدولي والقانون الإنساني، تشمل استهداف المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، واستمرار سياسة التجويع الممنهجة بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع، من خلال منع دخول الغذاء والماء.
وأضاف البيان أن الاحتلال ينفذ عمليات ممنهجة لتدمير ما تبقى من المنظومة الصحية واستهداف مقومات الحياة، بما في ذلك المستشفيات وشبكات المياه والكهرباء، في مسعى للقضاء على إمكانية استمرار الحياة الطبيعية في القطاع.
صمود في مدينة غزة
وفي ما يخص الأوضاع في مدينة غزة، أكد المكتب الإعلامي أن أكثر من مليون فلسطيني ما زالوا يرفضون مغادرة منازلهم رغم تصعيد سياسة التهجير القسري، ويواصلون الصمود في وجه العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأدان المكتب بشدةٍ ما وصفها بـ"جرائم الاحتلال المستمرة بحق المدنيين"، محملاً إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن استمرار ما سمّاه بـ"الإبادة الجماعية". كما دعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات وحماية السكان المدنيين، ومحاسبة قادة الاحتلال أمام الهيئات القضائية الدولية.
وصنف جيش الاحتلال مدينة غزة، الجمعة الماضي، "منطقة قتال خطيرة"، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة باتجاه غرب المدينة، في ظل قصف مكثف استهدف منازل المدنيين، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وفي تطور لافت، أقرت الحكومة الإسرائيلية في 8 أغسطس/آب الجاري خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بشكل تدريجي، بدءاً من مدينة غزة.
وتتضمن الخطة، وفق هيئة البث الإسرائيلية، تهجير السكان نحو الجنوب، ثم تطويق المدينة، قبل تنفيذ عمليات توغل موسعة داخل المناطق السكنية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.