والأحد، انطلقت نحو 20 سفينة ضمن "أسطول الصمود" من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الاثنين من ميناء جنوى شمال غربي إيطاليا.
ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بقافلة أخرى ستنطلق من تونس في 4 سبتمبر/أيلول الجاري، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة خلال الأيام المقبلة.
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
ورحب متحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ينس لاركي، رداً على سؤال عن الأسطول الذي يضم آلاف الناشطين وعشرات السفن المحملة بأطنان من المساعدات.
وأوضح لاركي أن "الأمم المتحدة من حيث المبدأ ترحب بأي مبادرة يمكن أن تسهم في إيصال مزيد من المساعدات التي يحتاج إليها سكان غزة، شريطة أن تُقدَّم وفق المبادئ الإنسانية وبكرامة".
"لا نخاف من إسرائيل"
وفي سياق متصل، أفادت الناشطة التركية آيتشين قانت أوغلو، التي وصلت تونس للمشاركة بأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، بأنها بلغت "حد الانفجار" من المشاهد المأساوية جراء الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وأنه لم يعد هناك مجال للخوف، قائلة:" نحن لا نخاف من إسرائيل".
وفي حديث للأناضول قالت آيتشين قانت أوغلو، إحدى المشاركات من الوفد التركي في الأسطول، إن "أسطول الصمود العالمي هو امتداد للمحاولات السابقة التي بدأت مع سفينة مافي مرمرة ثم سفينتي مادلين وحنظلة".
وأضافت: "هذه المرة، يسعى ما يقارب من ألف ناشط من 44 دولة إلى اجتياز هذا المسار مجدداً بهدف كسر الحصار، ونحن كوفد تركي فخورون بأن نكون جزءاً من هذه المبادرة المباركة"، وأكدت أن تدابير صارمة اتُّخذت لضمان أمن الناشطين وسلامة الأسطول، مشيرة إلى أنهم لا يستطيعون الكشف عن تفاصيل الوفد التركي أو الميناء وموعد الانطلاق لدواعٍ أمنية.
وأعربت الناشطة التركية عن إيمانها بأن كسر الحصار عن غزة سيجري هذا العام قائلة: "الأمر لا يقتصر على إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، بل يتعداه إلى إنهاء إفلات من يتسببون في تجويع شعوب وتركها للموت، من العقاب"، وأشارت إلى أنّ نحو 500 ألف شخص تقدموا للمشاركة في أسطول الصمود.
"مسألة ضمير"
من جانبها وصفت المذيعة التركية المشاركة في الأسطول، إقبال غوربينار، بأن المساهمة في كسر الحصار على غزة هي عبارة عن "مسألة ضمير" عند الإنسان، وقالت "مثل النملة التي كانت تحمل الماء لإطفاء نار سيدنا إبراهيم، أو العصفور الصغير، أردت أن تكون لي مساهمة ولو بسيطة".
وتابعت: "الأمر في جوهره مسألة ضمير. لم نعد نستطيع الاكتفاء بمشاهدة موت الأطفال ومعاناة الأمهات والآباء على مدى عامين، ولهذا قررنا المشاركة في هذه الفاعلية"، وأكدت غوربنار أنهم ينجزون عملاً سلمياً بحتاً بعيداً عن العنف.
وختمت قائلة: "شعوب العالم كلّها تتألم حيال هذا الوضع، نحن نبحر من دون أي سلاح أو ذخيرة أو أدوات حادة. هدفنا أن يرى العالم بأسره أن هذه الأزمة يمكن حلها بالوسائل السلمية. ونأمل أن ننجح في ذلك".
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
لكنها سمحت قبل نحو شهر بدخول كميات شحيحة جداً من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين، بينما ما تزال المجاعة مستمرة، إذ تتعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تحظى بحماية إسرائيلية، وفق بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 63 ألفاً و557 شهيداً، و160 ألفاً و660 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 348 فلسطينياً بينهم 127 طفلاً.