وقال ترمب، خلال تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض، إن أي فشل في التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة "قد يُؤدي إلى وضع صعب"، وقال: "سيكون الوضع سيئاً، هذا رأيي، عليهم إطلاق سراحهم".
في المقابل، قال ترمب إن حماس "تطلب بعض الأمور الجيدة" تعليقاً منه على سؤال حول المطالب التي تقدمت بها الحركة في عملية المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه تحدث إلى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وأضاف: "يتمنون عودتهم بشدة، وكل ما يترتب على ذلك، لذا فالأمر محزن للغاية".
وفي وقت سابق الأربعاء، دعا ترمب حماس إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين لديها على الفور، وكتب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "اطلبوا من حماس أن تُعيد جميع الرهائن العشرين فوراً (وليس اثنين أو خمسة أو سبعة!)، وستتغير الأمور بسرعة. سينتهي هذا!".
والخميس، ذكرت قناة "i24NEWS"، أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، يُجري محادثات غير معلنة مع إسرائيل والوسطاء بهدف إحياء المفاوضات الخاصة باتفاق شامل للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، لم تسمها، قولها إن المبعوث الأمريكي "يعمل في الكواليس" لاستئناف المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى.
وقال مصدر مطلع للقناة: "بعد إعلان حماس، الذي فصّلت فيه مطالبها للتوصل إلى صفقة شاملة، وصلنا إلى وضع أصبحت فيه مطالب إسرائيل وحماس واضحة بشأن صفقة تُفرج بموجبها عن جميع المحتجزين".
رفض نتنياهو
في السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، إن رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، عرض خلال فترة ولايته مبادرة للتوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن جميع المحتجزين في غزة، لكنَّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض الخطة وعدَّها "هزيمة".
ونقلت هيئة البث الرسمية عن مصادر مطلعة قولها إن هاليفي، وقُبيل الهجوم البري على رفح في مايو/أيار 2024، "طلب من نتنياهو بلورة مقترح من مرحلة واحدة يقوم على إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء الحرب".
وأشارت المصادر لهيئة البث إلى أن الخطة التي أعدها جيش الاحتلال في مايو/أيار 2024 كانت متعددة المراحل، تضمنت إطلاق جميع المحتجزين وإنهاء الحرب في ختامها، إلا أن قرار نتنياهو حال دون الانتقال إلى المرحلة الثانية التي كانت تقضي بالإفراج عن كل الأسرى الذين تبقوا على قيد الحياة.
وأعلنت حركة حماس مراراً استعدادها لإبرام صفقة شاملة مع إسرائيل، لإطلاق المحتجزين الإسرائيليين جميعاً، مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب على غزة، والانسحاب من القطاع، لكن نتنياهو كان يرفضها ويصر على مقترحات جزئية تتيح له المماطلة ووضع شروط جديدة في كل مرحلة تفاوض.
والآن رغم تقديم الوسطاء مقترحاً لصفقة جزئية وافقت عليه حماس، رفض نتنياهو مجدداً المقترح بحجة أنه يريد صفقة شاملة تضمن الإفراج عن جميع المحتجزين مع استمرار الحرب للقضاء على حماس.
يأتي ما كشفت عنه هيئة البث بشأن مقترح هاليفي عن الصفقة الشاملة ليفنّد ما يتذرّع به نتنياهو لإتمام صفقة التبادل.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات المحتجزين أن نتنياهو في كل مرة يفرض مطالب جديدة تعرقل سير المفاوضات، بما يضمن مواصلة الحرب للحفاظ على مستقبله السياسي وتفادي المساءلة.
ومحلياً يُحاكَم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، كما تطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت 64 ألفاً و300 شهيد، و162 ألفاً و5 جرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينياً، بينهم 134 طفلاً.