جيش الاحتلال الإسرائيلي زعم حينها أن الضربة استهدفت "كاميرا تابعة لحماس كانت تراقب الجنود"، إلا أن الوكالة أكدت بعد جمع أدلة جديدة أن الكاميرا تعود فعلياً إلى المصور حسام المصري، الذي كان يعمل لصالح وكالة "رويترز" واستشهد في الهجوم، موضحة أنه اعتاد تغطية معداته بقطعة قماش بيضاء لحمايتها من الشمس والغبار، "وهو ما فسره الجيش خطأ على أنه محاولة من حماس لإخفاء الهوية".
وأضافت "أسوشيتد برس" أنها أبلغت جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات بمواقع صحفييها في المستشفى قبل الهجوم، إلا أن القوات الإسرائيلية قصفت المكان 4 مرات متتالية ودون سابق إنذار، مستخدمة دبابات قديمة مفخخة شديدة الانفجار بدلاً من أسلحة دقيقة التوجيه، ما تسبب في سقوط عدد أكبر من الضحايا.
وحسب التحقيق، فإنه بعد الضربة الأولى بوقت قصير، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الموقع ذاته مجدداً بينما كان المسعفون والصحفيون يعالجون الجرحى، و"هو ما أثار اتهامات باستخدام أسلوب الضربة المزدوجة"، الذي يستهدف المسعفين ومن يهبّون لنجدة المصابين، ويعتبره خبراء القانون الدولي جريمة حرب".
وأظهر التحقيق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان يراقب الموقع المستهدف بطائرات مسيّرة قبل نحو 40 دقيقة من تنفيذ القصف، ما يثير تساؤلات إضافية حول صدقية روايته. كما خلصت الوكالة إلى أنه لا يوجد أي دليل على أن أياً من الشهداء الذين سقطوا في الهجوم كان مسلحاً.
وعقب الضربات بيوم واحد، أعلنت إسرائيل أسماء 6 رجال ادعت أنهم مقاتلون قتلتهم في الهجوم. غير أن "أسوشيتد برس" كشفت تناقضات في الرواية، إذ تبيّن أن أحد الأسماء، عمر كامل شحادة أبو تيم، غير موجود أصلاً في القائمة التي حصلت عليها الوكالة، وأكد أطباء وعاملون في المشرحة أن لا أحد بهذا الاسم استشهد.
كما تبين أن أحد الأسماء، جمعة النجار، كان موظفاً في مستشفى ناصر، فيما كان ثالث، عماد الشاعر، يعمل سائقاً في الدفاع المدني، وهو ما يعزز الشكوك حول صحة مزاعم الاحتلال.
واستند تحقيق "أسوشيتد برس" إلى شهادات مسؤولين عسكريين إسرائيليين حاليين وسابقين، وخبراء أسلحة، إضافة إلى روايات نحو 20 شخصاً تواجدوا في المستشفى أو قربه وقت الهجوم.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفاً و300 شهيد، و162 ألفاً و5 جرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينياً، بينهم 134 طفلاً.