وقالت مصادر محلية لوكالة أسوشيتد برس، اليوم الأربعاء، إن عملية انتشال الجثث جرت، أمس الثلاثاء، وإن جهود البحث جارية على الرغم من نقص الموارد والمعدات.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن عدد القتلى ونطاق المأساة بالكامل لم يتضح بعد، إذ إن المنطقة المتضررة "يصعب للغاية الوصول إليها”.
وأوضح المكتب أن "ما يتراوح بين 300 و1000 شخص ربما فقدوا حياتهم" في الانهيار الأرضي، وإنه جرى حشد الجهود لدعم المنطقة المتضررة، التي تقع على بُعد أكثر من 900 كيلومتر (560 ميلاً) غرب العاصمة الخرطوم.
مساعدات عاجلة
من جانبه، كشف رئيس السلطة المدنية التابعة لحركة "تحرير السودان" مجيب الرحمن الزبير، عن إجراء "اتصالات مع عدد من المنظمات لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة".
جاء ذلك في مقطع مصور لمجيب الرحمن عقب وصوله الأربعاء، إلى قرية ترسين بجبل مرة وسط دارفور، بثته حركة "تحرير السودان" بزعامة عبد الواحد محمد نور عبر حسابها على فيسبوك.
وقال مجيب الرحمن: "نترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الانزلاق الأراضي والبالغ عددهم أكثر من ألف قتيل، ونفوق عدد كبير من البهائم، وتلف كميات هائلة من المزارع".
وأشار إلى أن هذه الحادثة الأليمة تعود إلى انهيار البنية التحتية، وسكان المنطقة يعيشون في أعلى الجبال، وكل المناطق حول ترسين مهدَّدة بالانزلاقات الأرضية بسبب الأمطار. ودعا الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية والإقليمية وكل الخيّرين في العالم إلى التدخل لتقديم الخدمات الإنسانية للمتضررين.
وأكد مجيب الرحمن إلى أن "هناك جثثاً لم يستطع العثور عليها، لأن المساحة متفرقة على سلاسل جبال مرة"، مبيناً أن "السلطة المدنية تُجري اتصالات مع عدد من المنظمات لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة".
من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي، الأربعاء، إن "الانهيار الأرضي المدمِّر في جبل مرة كارثة تضاف إلى الكوارث في السودان".
وأكد البرنامج الأممي في بيان، أنه يبذل كل ما في وسعه لإرسال المساعدات لكن المنطقة أصبحت معزولة إلى حد كبير بسبب الفيضانات، وأشار إلى أنه "في جميع أنحاء السودان، تؤدي الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى زيادة صعوبة توصيل الإمدادات الحيوية".
والثلاثاء، أعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان، في بيان، تسخير الإمكانات الممكنة كافة لتقديم الدعم للمتضررين في ترسين.
وتتزامن كارثة ترسين مع معاناة السودانيين من تداعيات حرب مستمرة بين الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023.
وخلَّفت الحرب أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، حسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدَّر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.