ما "مخدر الزومبي" الذي يجتاح الولايات المتحدة؟ (Others)
تابعنا

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية، خلال السنوات الأخيرة، ارتفاعاً صاروخياً لأعداد المدمنين على عقار الزيلازين، المعروف إعلامياً بـ"مخدر الزومبي"، لما يتسبب لمتعاطيه من أعراض تشبه الموتى الأحياء، كتعفنات البشرة والغيبوبة وصعوبة الحركة، أو حتى أكل لحوم بشرية في حالات قصوى ونادرة.

ودفع هذا الأمر إدارة الرئيس جو بايدن إلى إعلان "مخدر الزومبي" تهديداً للصحة العامة، وبموجبه سترصد غلافاً مالياً بملايين الدولارات لمكافحة هذه الآفة، التي تنتشر بشكل أخص بين الطبقات الفقيرة والأشخاص بلا مأوى، كما يسهم سرعة تسببها في الإدمان في سرعة انتشارها.

ما "مخدر الزومبي"؟

يُستخدم عقار الزيلازين في الحالات الشرعية في البيطرة، مهدئاً للحيوانات. غير أن هذا الاستعمال لم يمنع تجار المخدرات وعصابات الترويج من تحويلها إلى الاستعمال البشري، كمخدر قوي. إذ تُقدّر قوة تخديره، مقارنة بنظرائه، بـ50 مرة أعلى من الهروين و100 مرة أعلى من المورفين. كما يعد الأعلى تسبباً في الإدمان، إذ يدمنه متعاطيه من الجرعة الأولى.

وترجح التقديرات أن تاريخ انطلاق استخدام الزيلازين مخدراً يعود إلى بداية الألفية الثالثة، واكتسب إثرها تسميته الشهيرة "مخدر الزومبي" للأعراض الغريبة التي يتسبب فيها لمتعاطيه، والتي تشبه إلى حد كبير سلوكيات شخصيات الموتى الأحياء في أفلام الرعب. كما يُسمّى أيضاً "مخدر أملاح الاستحمام"، لأن متعاطيه غالباً يخادعون الشرطة بالادعاء أنه ملح استحمام.

وحسب الدكتورة شوفيتا بادهي، يتسبب الاستهلاك الآدمي للزيلازين في "تثبيط التنفس وانخفاض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، كما يخفض درجة حرارة الجسم إلى مستويات حرجة". وتضيف الطبيبة أنه "عندما يكون الزيلازين مع المواد الأفيونية مثل الفنتانيل، فإنه يزيد بشكل كبير خطر الجرعات الزائدة القاتلة".

كما يتسبب التعاطي لهذا العقار لمدة طويلة في تعفنات جلدية وبثور في أطراف المدمن، ما يؤدي إلى بترها في أغلب الحالات، وهو أصل تسميته "عقار الزومبي". وفي حالات قصوى ونادرة من التعاطي، يسلك الشخص سلوكيات عنيفة، تصل إلى أكل لحوم البشر. وفي سنة 2012، هاجم متشرد في مدينة ميامي الأمريكية رجلاً وأكل وجهه، وقالت شرطة المدينة لاحقاً إن الجاني كان تحت تأثير الزيلازين.

"تهديد قومي" في الولايات المتحدة

تشهد الولايات المتحدة ارتفاعاً صاروخياً في أعداد مدمني "مخدر الزومبي"، وسبب هذا سرعة إدمانه وأسعاره المنخفضة جداً مقارنة بعقاقير كالهيروين أو الميثامفيتامين، وفق ما يوضح جيمس شيرمان، المدير في منظمة "Savage Sisters" الأمريكية التي تعمل في مجال مساعدة المدمنين على التعافي.

ووفق تقديرات إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، انتقل عدد المدمنين على الزيلازين في الولايات المتحدة من 10 آلاف مدمن إلى 28 ألف بين 2010 و2011. وزادت الكشوفات الطبية المؤكدة لتعاطي ذلك المخدر في جنوب البلاد من 100% إلى 200% بين 2020 و2021.

وحسب دراسة صادرة عام 2022، ارتفعت نسبة تسبب الزيلازين في حالات الوفاة جرّاء جرعة زائدة من 2% في عام 2015 إلى 31% في عام 2020. وحسب الولايات، بلغت هذه النسبة في ولاية كونيتيكت 10% من حالات الوفاة، و19% في ماريلاند، وفي بنسلفينيا تجاوزت 26%.

وقال بيان أخير للبيت الأبيض إن الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة من الزيلازين ارتفعت بنسبة 1127% في جنوب البلاد، و750% في الغرب، وأكثر من 500% في الغرب الأوسط، وأكثر من 100% في الشمال الشرقي.

وكانت إدارة الرئيس بايدن أعلنت، في 12 أبريل/نيسان الجاري، أن تعاطي مخدر الزيلازين أصبح "تهديداً ناشئاً" للأمن الصحي في الولايات المتحدة الأمريكية. وقال مسؤول سياسة مكافحة المخدرات في البيت الأبيض الدكتور راهول جوبتا، في بيان: "بصفتي طبيباً، أشعر بقلق عميق بشأن التأثير المدمر لتركيبة الفنتانيل-زيلازين، وبصفتي مستشار الرئيس بايدن لسياسة الأدوية، فإنني قلق للغاية بشأن ما يعنيه هذا التهديد للأمة".

وأضاف غوبتا: "من خلال إعلان الزيلازين جنباً إلى جنب مع الفنتانيل تهديداً ناشئاً، فإننا نتخذ نهجاً استباقياً لإنقاذ الأرواح، وإنشاء أدوات جديدة من أجل مسؤولي ومجتمعات الصحة العامة والسلامة الصحية في جميع أنحاء البلاد للتعامل مع هذه الحالة".

TRT عربي
الأكثر تداولاً