تَعهّدت بريطانيا بإرسالها إلى أوكرانيا.. ماذا تعرف عن "ذخائر اليورانيوم"؟ / صورة: AFP (Sergey Shestak/AFP)
تابعنا

ضمن حزمة المساعدات العسكرية التي تشمل دبابات القتال الرئيسية تشالنجر 2، أعلنت المملكة المتحدة أنها ستقدّم أيضاً ذخيرة من اليورانيوم المنضَّب لأوكرانيا، حسبما قالت مساعدة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي يوم الثلاثاء.

ومعلقةً على سؤال مكتوب طرحته عضو في البرلمان البريطاني حول عزم المملكة المتحدة على تزويد أوكرانيا بقذائف "تحوي اليورانيوم المستنفد"، قالت غولدي: "المملكة المتحدة ستزود أوكرانيا بطلقات خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب لأنها تُعتبر فعالة للغاية في هزيمة الدبابات الحديثة والعربات المدرعة"، وفقاً لما أوردته صحيفة الغارديان.

من جهته، استغلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التصريحات البريطانية وهدّد في حضور الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يزور موسكو، بأن تسليم الأسلحة الخارقة للدروع من شأنه أن يدفع روسيا إلى الرد. وأضاف بوتين: "الغرب بدأ يستخدم أسلحة ذات مكونات نووية".

ما المقصود بـ"ذخائر اليورانيوم"؟

ذخيرة اليورانيوم، المعروفة أيضاً باسم ذخيرة اليورانيوم المستنفد (DU)، هي ذخيرة تستخدم اليورانيوم مادةً أساسية. اليورانيوم المستخدم في هذه الذخائر مستنفد (منضب)، بما يعني أنه أُزيلَ معظم نظائره المشعة لاستخدامها في المفاعلات النووية، على الرغم من استمرار المخاوف حول سُمّيته.

وذخيرة اليورانيوم نوع من الذخائر الخارقة للدروع، بمعنى أنها تستخدم الطاقة الحركية لاختراق الدروع. وتُستخدم كمية صغيرة من اليورانيوم 238 نواةً لجهاز الاختراق، التي تُحاط بعد ذلك بموادّ أخرى مثل الفولاذ أو التنجستن أو معادن أخرى.

عندما يضرب مخترق اليورانيوم هدفاً، تنتقل الطاقة الحركية من المخترق إلى الهدف، فيما تتسبب الحرارة الناتجة عن هذه الطاقة في اشتعال اليورانيوم. تتّحد الطاقة الحركية وتأثير الاشتعال لجعل ذخيرة اليورانيوم فعالة بشكل خاص ضد الأهداف المدرعة.

ولطالما كان استخدام ذخائر اليورانيوم مثيراً للجدل لعدة أسباب، ففي حين أنها فعالة ضد الأهداف المدرعة، ارتبط استخدامها بالمخاطر الصحية المحتمَلة والأضرار البيئية. مع ذلك لا تزال الجيوش في جميع أنحاء العالم تستخدمها على نطاق واسع.

استخدام واسع

على الرغم من وصف برنامج الأمم المتحدة للبيئة ذخائر اليورانيوم بأنها "معدن ثقيل سامّ كيميائياً وإشعاعياً"، إلا أن هذا النوع من المقذوفات كان الخيار المفضَّل لمعظم الجيوش من أجل استهداف الدبابات والمركبات المدرعة طوال العقود الماضية.

وسبق أن استخدمت المملكة المتحدة والولايات المتحدة ذخائر اليورانيوم بكثافة في حربَي العراق والخليج عامَي 1991 و2003، وسلّطَت مراجعة حديثة للدراسات في "BMJ Global Health" الضوء على "الارتباطات المحتملة" للمشكلات الصحية طويلة الأجل بين العراقيين المرتبطة باستخدام اليورانيوم المستنفد على ساحة المعركة.

مع ذلك تشير نظرة عامة أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "نقص في الأدلة على وجود خطر محدَّد للإصابة بالسرطان في الدراسات على مدى عقود عديدة"، فيما خلصت دراسة أجرتها الجمعية الملكية عام 2001 إلى أن الخطر الأكبر للإصابة بالسرطان واجهه جنود في دبابة نجوا من الإصابة بقذيفة يورانيوم مستنفد، وفقاً للغارديان.

في سياق متصل أدانت حملة نزع السلاح النووي (CND)، وهي منظمة مناهضة للأسلحة النووية، قرار المملكة المتحدة إرسال هذه المقذوفات، واصفة إياه بأنه "كارثة بيئية وصحية إضافية لمن يعيشون خلال النزاع"، إذ يمكن لهذه الذخائر إطلاق الغبار السامّ أو المشعّ عند الارتطام.

هل تؤجّج هذه الذخائر الأوضاع في أوكرانيا؟

بعد تصريحات بوتين بأن الغرب بدأ يستخدم أسلحة ذات مكونات نووية، صرح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو بأنه لم يتبقَّ سوى خطوات أقلّ وأقلّ قبل وقوع "تصادم نووي" محتمَل بين روسيا والغرب.

في المقابل رفضت وزارة الدفاع البريطانية تحذير بوتين يوم الثلاثاء، قائلة إن القذائف الخارقة للدروع كانت معدات قياسية تستخدمها الجيوش منذ عقود، بما فيها روسيا نفسها، ولا علاقة لها بالأسلحة أو القدرات النووية، متهِمةً روسيا بالتضليل المتعمَّد لوصفها الذخيرة بأنها "أسلحة ذات مكوّن نووي".

يُذكر أن روسيا أيضاً تمتلك قذائف دبابة من اليورانيوم المنضب من طراز "Svinets-2" في مخزونها.

وقال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة، يوم الأربعاء إن بوتين صوّر الذخيرة على أنها "تصعيدية لردع المساعدة الأمنية الغربية على الرغم من أن القذائف لا تحتوي على أي موادّ انشطارية أو إشعاعية".

TRT عربي
الأكثر تداولاً