مَن فيلق "روسيا الحرة"؟  (The Moscow Times)  (Others)
تابعنا

مع احتدام القتال في محيط مدينة باخموت، منتصف فبراير/شباط الماضي، ذكرت تقارير إعلامية أن مئات من عناصر فيلق "روسيا الحرة" كانوا يقاتلون جنباً إلى جنب مع زملائهم الأوكران، دفاعاً عن المدينة الاستراتيجية التي تسعى قوات موسكو منذ أسابيع للسيطرة عليها.

ويُعَدّ فيلق "روسيا الحرة" أحد أبرز المجموعات القتالية الأجنبية التي انضمت إلى الجيش الأوكراني إثر اندلاع الحرب، إذ يعود تشكيله إلى مارس/آذار 2022، وهو مكوّن أساساً من متطوعين روس، ناقمين على سياسات الكرملين، يقاتلون إلى جانب الأوكران.

روس يقاتلون إلى جانب الأوكران

في مراكز التدريب بضواحي العاصمة كييف، التقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عدداً من عناصر فيلق "روسيا الحرة". أغلبهم من الشباب بلا خبرة عسكرية مسبقة، ومنهم من لم يبلغ سن العشرين بعد، يتدربون على حمل رشاش M16 الأمريكي ومدافع الهاون الفرنسية.

تختلف أسباب تطوع هؤلاء الشباب في صفوف الجيش الأوكراني ضد جيش بلادهم، ما بين نقمتهم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومعارضتهم الأخلاقية لقرار الهجوم الروسي، وأنهم كانوا يسكنون بالأساس في أوكرانيا عند بداية الحرب، وهم الآن يدافعون عن البلاد التي تبنّتهم.

يقول أحد هؤلاء الجنود، وأصله من سان بطرسبرغ ويحمل شارة النداء "قيصر"، إن "الرجل الروسي الحقيقي لا يشارك في مثل هذه الحرب العدوانية، ولن يغتصب الأطفال ويقتل النساء وكبار السن".

ويحكي جندي آخر يحمل شارة النداء "زازا"، تقلّ سنّه عن 20 سنة، كيف أن قرار الحرب أثار امتعاضه، ولم يستطع إبقاء فمه مغلقاً إزاء ذاك، وهو ما جلب عليه مشكلات مع إدارة جامعته، ثم مع الشرطة. وقال "زازا" إنه "عندما ظهر ضباط من جهاز الأمن الروسي عند باب منزلي في الخريف، قررت أن الوقت قد حان للمغادرة".

يضيف: "لم نأتِ إلى هنا لإثبات أي شيء (...)، بل لمساعدة أوكرانيا حتى تحقيق الجلاء الكامل للقوات الروسية من أراضيها، ثم العمل على في المستقبل على الإطاحة ببوتين عن عرش روسيا".

وينضوي هذا الفيلق، كباقي فيالق المتطوعين الأجانب في الجيش الأوكراني، تحت قيادة جهاز الاستخبارات العسكرية. وحسب بيان للمتحدث باسم جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني أندري يوسوف، فقد "كان هناك عدد كبير من الروس الذين لم يتمكنوا من البقاء غير مبالين بسبب مبادئهم الأخلاقية، وكانوا يبحثون عن طريقة للدخول إلى صفوف المدافعين عن أوكرانيا".

أكثر من 5 آلاف روسي

حتى اليوم، ليس عدد المقاتلين في فيلق "روسيا الحرة" مؤكداً، ولكن في حديث آخر له مع موقع "كييف بوست" الأوكراني، يكشف "قيصر" أن الفيلق يشهد إقبال كثير من المتطوعين، ووجود "أكثر من 5 آلاف طلب تطوع، لكننا لا نقبل الجميع".

وأضاف المتطوع الروسي: "تجري عملية اختيار دقيقة. في البداية كان عديد من أسرى الحرب ضمن الفيلق، لكن ليس في الكتيبة الثانية التي أنا عضو فيها. الآن تُشكَّل الكتيبة الثالثة التي ستذهب إلى الجبهة وتقاتل معنا بعد التدريب، وتشمل أولئك الذين حشدتهم روسيا مؤخراً لكنهم انحازوا إلى جانب أوكرانيا".

عملية الاختيار الدقيقة هي ما يؤكده الناطق باسم جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني، بقوله: "ليس من السهل انضمام الجنود الروس، عليهم تقديم طلب والخضوع لفحص شامل للخلفية، يتضمن اختبارات جهاز كشف الكذب. عندها فقط يمكنهم دخول التدريب الأساسي".

يضيف يوسوف أنه مع بداية الحرب حظرت كييف انضمام المواطنين الروس إلى جيشها، مما تَطلَّب سَنّ تشريع خاص لفيلق "روسيا الحرة" في أغسطس/آب الماضي. مع ذلك "وباعتبارهم حاملي جوازات سفر روسية، فإنهم يُقابَلون حتماً بعدم الثقة، كما جرت عدة محاولات من الجواسيس الروس للتسلل إلى الفيلق".

وفي مطلع فبراير/شباط الماضي رفع مكتب الادّعاء العامّ الروسي دعوى إلى المحكمة العليا في البلاد لإعلان فيلق "روسيا الحرة" تنظيماً إرهابياً.

TRT عربي
الأكثر تداولاً