الإمام حسن إكويسن. (Others)
تابعنا

الإمام حسن إكويسن، طفا هذا الإسم على واجهة الإعلام الدولي كسبب مكمل لتوتر قد يشوب العلاقات الفرنسية المغربية، ذلك بعد أن أتاح قرار مجلس الدولة الفرنسي ترحيله قسرياً إلى بلده الأصل، بالمقابل أبدت الرباط رفضها استقباله.

هذا وتتهم الداخلية الفرنسية الإمام بـ"المساس بمبادئ الجمهورية"، وعلى أساس القانون الجديد المثير للجدل "ضد الانعزالية الإسلامية" قررت ترحيله. في وقت يرى المدافعون عنه أنها لا تعدو أن تكون اتهامات باطلة، وإجهازاً آخر على حرية تعبير مسلمي البلاد.

من هو حسن إكويسن؟

ينحدر حسن إكويسن من عائلة سوسيَّة (نسبة إلى إقليم سوس جنوب المغرب) من أوائل المهاجرين المغاربة إلى فرنسا، حيث كان يشتغل والده بمنجم في شمال البلاد. هناك ولد الإمام حسن سنة 1964، وترعرع في كنف أسرة مسلمة متشبثة بأصولها.

بالنسبة لمساره الأكاديمي، حاز إكويسن على إجازة جامعية في دراسات اللغة العربية، وتابع مساره الدراسي في شعبة التاريخ، قبل أن يغادره إلى العلوم الدينية، حيث نهل منها ما يؤهله لأن يصبح إمام مسجد ومحاضراً في العلوم الشرعية.

أما من الناحية العملية، فيدير حسن وزوجته مزرعة تربية مواش، في منطقة لورش شمال البلاد، اشترياها سنة 2003. ويمارس الزوجان داخل المزرعة عملية الذبح الإسلامي لأضاحي العيد، ما جر على حسن الحبس لثلاثة شهور بتهمة "الذبح غير المرخص".

وينتمي الإمام حسن إلى منظمة مسلمي فرنسا، كما يدير قناة خاصة على يوتيوب، ينشر من خلالها مقاطع فيديو لشرح تعاليم الدين الإسلامي باللغة الفرنسية، ويعالج مواضيع تاريخية واجتماعية لمسلمي البلاد.

جدل الترحيل القسري

سنة 2020، في أعقاب مقتل المدرس الفرنسي سامويل باتي، وفي إطار الجدل الذي اختلقه خطاب ماكرون بخصوص ما أسماه "الانعزالية الإسلامية"، جرى التضييق على مسلمي البلاد، وعلى رأسهم الوجوه الدينية البارزة لهذه الجالية.

كان الإمام حسن إكويسن أحد أولئك الذين تعرَّضوا للتضييق، حيث اتهمته الداخلية الفرنسية بـ"التحريض على العنف، والمساس بلائكية الدولة ومبادئ الجمهورية"، على هذا الأساس صنفته كـ"شخص خطر"، وأقرت ترحيله إلى المغرب عن طريق رفض تجديد إقامته.

بالمقابل، وحسب محامية الإمام حسن، فإن مقاطع الفيديو التي استندت عليها الداخلية في قرارها "منتزعة من سياقها" وأن قناته على يوتيوب تحتوي على النسخ الكاملة للمحاضرات التي "يبدي فيها دعمه للائكية الدولة والمساواة بين الجنسين"، معتبرة قرار الداخلية "انتهازية سياسية".

نجح دفاع الإمام حسن إكويسن في أن يبطل قرار الترحيل الذي صدر في حقه، بقرار المحكمة الذي أتى في صالحه عقب طعن جرى تقديمه. لكن الداخلية نجحت في استصدار قرار من مجلس الدولة الفرنسي، بموجب "قانون الانعزالية"، يبطل سريان قرار المحكمة ويؤكد ترحيل الإمام.

مطلع شهر أغسطس/آب الجاري، كانت السلطات المغربية قد منحت تصريحاً بترحيل إكويسن إلى أراضيها، لكن سرعان ما سحب ذلك التصريح. وكشفت وكالة "فرانس بريس"، يوم الأربعاء، أن المغرب ألغى موافقته القنصلية لاستقبال الإمام المطرود، لاعتبارها قرار الطرد "أحادي الجانب".

فيما راجت أنباء عن فرار حسن إكويسن خارج فرنسا، ذلك حسب ما صرَّح به محافظ منطقة أوت دو فرانس (شمال البلاد)، حيث قال بأن ثمة احتمالاً لانتقال الإمام المذكور لإحدى الدول المجاورة عقب صدور قرار ترحيله.

TRT عربي
الأكثر تداولاً