من هو حمزة يوسف المرشح لرئاسة وزراء اسكتلندا؟ / صورة: Reuters (Russell Cheyne/Reuters)
تابعنا

منتصف فبراير/شباط الماضي، أعلنت رئيسة الوزراء الأسكتلندية نيكولا ستيرجن استقالتها من قيادة البلاد. كان ذلك خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة إدنبره، قالت ستيرجن: "منذ أول لحظات عملي علمت أن جزءاً من الخدمة الجيدة سيكون معرفة الوقت المناسب تقريباً لفسح المجال لشخص آخر".

وتابعت رئيسة الوزراء: "وعندما حان الوقت لامتلاك الشجاعة لفعل ذلك، حتى لو كان الأمر بالنسبة إلى الكثيرين في جميع أنحاء البلاد وفي حزبي باكراً جداً (...) علمت في عقلي وقلبي أن الوقت قد حان الآن"، في إشارة إلى قرار استقالتها.

فيما هذا "الشخص الآخر" الذي سيفسح له المجال بقيادة البلاد والحزب القومي، يمكن أن يحقق سابقة أول مسلم في هذه المناصب. ذلك، ومع إغلاق باب الترشيح، في 24 فبراير/شباط الماضي، كان وزير الصحة الأسكتلندي من أصول باكستانية، حمزة يوسف، من أبرز الأسماء التي يمكن أن تتقلد رئاسة الحزب القومي وحكومة البلاد.

من حمزة يوسف؟

يعد حمزة يوسف أبرز شخصيات الحزب القومي الأسكتلندي المرشحة لقيادة الحزب والحكومة، ذلك للخبرة التي اكتسبها كوزير منذ عام 2016، إذ تقلَّد أولاً حقيبة النقل، ثم العدل في 2018، فالصحة في النسخة الثانية من حكومة نيكولا ستيرجن.

وتعود أصول يوسف إلى أسرة باكستانية مسلمة، هاجرت إلى مدينة غلاسكو في ستينيات القرن الماضي. وفي تلك المدينة وُلِد حمزة عام 1985، ودرس العلوم السياسية في جامعتها وتخرج فيها عام 2007 بدرجة ماجستير.

بعد التخرج، عمل حمزة يوسف مساعداً للنائب البرلماني بشير أحمد خلال حملته الانتخابية عام 2007، وأثناء عمله البرلماني لمدة عامين. وبعدها انتقل يوسف إلى العمل مساعداً لعدد من نواب الحزب القومي الآخرين، من بينهم نيكولا سترجين. وعمل أيضاً مساعداً لرئيس الوزراء السابق أليكس سالمون، خلال حملته الانتخابية.

في عام 2011، دخل حمزة يوسف البرلمان الأسكتلندي كنائب عن الحزب الجمهوري عن مدينة غلاسكو. وفي عام 2012، تقلد أول منصب وزاري، إذ عينه رئيس الوزراء أليكس سالمون في منصب كاتب دولة مكلَّف بالعلاقات الخارجية والتنمية الدولية، لدى وزارة الخارجية.

في عام 2016، أصبح حمزة يوسف وزيراً للنقل الأسكتلندي، حيث قضى سنتين في هذه الحقيبة. ليجري تعيينه بعدها وزيراً للعدل، حيث عُرف بإجراءاته الواسعة لمحاربة العنصرية، بينما مهمته في وزارة الصحة بعدها كانت صعبة، إذ تسلم المنصب في عز الجائحة الوبائية، وتفشي العدوى الكبير الذي كانت تعرفه البلاد في ذلك الوقت.

حظوظ حمزة يوسف في قيادة الوزارة

ينطلق التصويت للفصل بين المرشحين لقيادة الحزب القومي والحكومة الأسكتلندية، من 13 إلى 27 مارس/آذار الجاري. فيما يواجه حمزة يوسف منافسة قوية من المرشحة كيت فوربس، وزيرة المالية ذات الميول المحافظة، والمعارضة لحقوق الأقليات والحق في الإجهاض.

ويراهن حمزة يوسف على الأجندة التقدمية التي ورثها من سابقته نيكولا ستيرجن، والتي يعتبرها "وصفة الفوز" بالنسبة إلى الحزب القومي اليوم. وفي تصريحات أخيرة له، قال وزير الصحة الأسكتلندي: "لقد ساعدنا ليس فقط على عكس القيم المشتركة لغالبية الأسكتلنديين، بل حصلنا على دعمنا"، في إشارة إلى أنه من خلال هذه السياسات التقدمية، تمكن الحزب من إنهاء هيمنة حزب العمال على الانتخابات الأسكتلندية.

وبالتالي، يعتبر حمزة يوسف الانتخابات الحزبية القادمة مسألة وجود للحزب، إذ تهدد بإزاحته عن السلطة بعد 15 سنة قضاها فيها، والتخلي على السياسات التقدمية واختيار مرشحة اليمين، التي تسببت في زوبعة ردود فعل بشأن تصريحات هاجمت فيها حقوق الأقليات.

هذا وما زالت المنافسة مشتدَّة بين المرشحين البارزين، هذا بالرغم من تقدم طفيف لكيت فوربس في استطلاعات الرأي، إذ تشير إلى أن وزيرة المالية تحظى بـ32% من الشعبية، مقابل 24% لحمزة يوسف.

TRT عربي
الأكثر تداولاً