مقاتلة روسية من طراز "ميغ 31" تحمل أسفلها صاروخ "كينجال" فرط الصوتي  (Reuters)
تابعنا

صباح يوم 24 فبراير/شباط هزت الانفجارات المدن الأوكرانية إيذاناً ببدء الهجوم روسي واسع النطاق خُطط له أن يكون سريعاً وحاسماً، لكن الرياح الأوكرانية التي سارت بعكس ما تشتهي سفن بوتين أدخلت الحرب أسبوعها الرابع وصعبت مهمة القوات الروسية في السيطرة على العاصمة، ما دفع موسكو إلى أشهار "خناجرها" فرط الصوتية بوجه أوكرانيا.

فوفق بيان وزارة الدفاع الروسية الذي نشرته السبت، فإنه "جرى تدمير مستودع كبير تحت الأرض للصواريخ وذخيرة الطيران للقوات الأوكرانية في منطقة إيفانو فرانكيفسك باستخدام صواريخ "كينجال" (وتعني الخنجر بالروسية)"، موضحة أن هذا الطراز من الصواريخ يمكن التحكم به بشكل كبير وتعجز عن رصده كل أنظمة الدفاع الجوي.

فيما يعتقد الخبراء أنها المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو استخدام صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس مرات على الأقل ولديها قدرة على المناورة والإفلات من أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، وذلك بعد أن أصبحت روسيا رسمياً بمثابة أول دولة بالعالم تدخل هذا النوع من الأسلحة ضمن مخزونها العسكري عام 2018.

ما السر وراء إشهار موسكو أحدث خناجرها؟

حسب الخبراء، يرجع استخدام موسكو هذا النوع من الصواريخ إلى عدة أسباب، من أهمها: عجز سلاح الطيران الروسي عن الوصول إلى الأهداف وتدميرها بشكل فعال من خلال غارة جوية قريبة بسبب وجود صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات بيد القوات الأوكرانية.

ويعود السبب الثاني إلى فشل القوات الروسية فوق الأراضي الأوكرانية من حسم الحرب برياً، نظراً لصمود المقاومة الأوكرانية التي تعيق تقدم الروس وتمنعهم من السيطرة على المدن الرئيسية.

فيما يرى بعض المحللين، أن روسيا إلى جانب رغبتها تدمير أهداف عسكرية مهمة في أوكرانيا، فإنها تحاول رفع معنويات جنودها الذين فشلوا حتى الآن في حسم المعركة برياً، بالإضافة إلى رغبتها في إيصال رسائل تهديد صريحة إلى حلف الناتو مفادها أن "صواريخنا الخاطفة وغير القابلة للتتبع والإسقاط ليست بعيدة عنكم".

صواريخ روسيا فرط الصوتية

يطلق على الصواريخ أنها فرط صوتية في حال تجاوزت سرعتها سرعة الصوت ووصلت لسرعات ما بين 5 و20 ماخ. والماخ هو سرعة الصوت التي تصل نحو 1235 كيلومتراً/الساعة.

وتعد روسيا من الدول القليلة في العالم التي تمتلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت وقادرة على حمل رؤوس نووية أو تقليدية وحسب، كما بإمكان صواريخها فرط الصوتية تنفيذ مناورات أثناء تحليقها بالشكل الذي يتيح لها تجنب الصواريخ المضادة بشكل أكبر.

وفيما يلي أبرز الأسلحة فرط الصوتية وميزاتها التي أعلنت روسيا أنها تمتلكها:

صواريخ "كينجال"

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هذا الصاروخ في مارس/آذار 2018. فيما ينتمي صاروخ "كينجال" (وتعني الخنجر بالروسية) لعائلة جديدة من الأسلحة البالستية فائقة السرعة التي طورتها روسيا وقال عنها بوتين إنها لا تقهر .

وتقول موسكو عن هذه الصواريخ، التي نجحت خلال الاختبارات عام 2018 في إصابة جميع أهدافها على مدى 2000 كيلومتر، إن هذا الطراز يمكن التحكم به بشكل كبير ويمكنه القيام بمناورات خلال كل مرحلة من مراحل طيرانه، كما يمكن تحميله حمولة حربية نووية أو تقليدية بوزن 500 كيلوجرام.

وتبلغ سرعة الخنجر الروسي، الذي يقول الخبراء أن استخدامه في أوكرانيا الجمعة قد شكل سابقة عالمية للأسلحة فرط الصوتية، عشرة أضعاف سرعة الصوت، أي 12 ألفاً و350 كيلومتراً/الساعة، ومن ميزاته أنه يتبع مساراً متعرجاً، ما يسمح له بتخطي أنظمة الدفاع الجوي الحديثة والمتطورة.

تجدر الإشارة إلى أن "كينجال" يجري إطلاقه بواسطة طائرات حربية من طراز "ميغ-31" الأسرع من الصوت.

صواريخ "أفانغارد"

يعد صاروخ "أفانغارد" (وتعني الرائد بالروسية) واحداً من أهم ترسانة الصواريخ فرط الصوتية التي دخلت ضمن مخزون القوات الجوية الروسية أواخر عام 2019، وذلك بسبب سرعته الفائقة وقدرته الكبيرة على المناورة وتغيير مساره وارتفاع تحليقه، ما يمنع وسائل الدفاع المعادية من تحديد مساره وإرسال معلومات عنه لاعتراضه.

في ديسمبر/كانون الأول 2018، اختُبر "أفانغارد" لأول مرة بنجاح، حيث أفادت تقارير روسية، أن سرعته تصل إلى 27 ماخ - أي 27 ضعف سرعة الصوت - وتمكن من ضرب هدف بدقة متناهية على بعد حوالي 6000 كيلومتر.

صواريخ "تسيركون"

"تسيركون" هو عبارة عن صاروخ روسي بحري "غير مرئي" مجنح وفرط صوتي، تصل سرعته القصوى إلى 9 ماخ - 9 أضعاف سرعة الصوت- ويبلغ مداه الأقصى 1000 كيلومتر.

في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021، أعلن بوتين عن نجاح أول تجربة لإطلاق صواريخ "تسيركون" فرط الصوتية. وهو قادر على ضرب الأهداف البحرية والبرية بالفعالية والكفاءة نفسيهما.

وكانت المنطقة القطبية الروسية شاهدة على تجارب عدة لاختبار قدرة هذا النوع من الصواريخ على تنفيذ رحلة طويلة المدى مع القيام بمناورة في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي. فيما اختبر إطلاق "تسيركون" من فرقاطات روسية ومن غواصة مغمورة أيضاً.

TRT عربي