5 أسلحة ستشاهدها في حروب المستقبل (Fadel Senna/AFP)
تابعنا

تحولت الحرب الأوكرانية، التي تعتبر الحرب الأطول عمراً التي تشهدها أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلى مسرح تقني متطور لتحويل منتجات أفلام الخيال العلمي إلى واقع نعيشه اليوم. فقد قضت الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أواخر فبراير/شباط على توقعات الخبراء العسكريين في جميع أنحاء العالم.

وأثبتت أيضاً أن بعض الأسلحة الأساسية في الحرب، مثل الدبابات والطائرات المقاتلة والمدافع، باتت ضعيفة بشكل مدهش في حروب اليوم. بالمقابل، كانت سبباً في تفوق أسلحة جديدة مثل سلاح الليزر الدفاعي الذي يمكن أن يحمي المدن والمعسكرات، إلى جانب أنها أعطت فرصة أخرى للمسيّرات وطائرات الدرونز لإثبات قدراتها مجدداً.

كما رفع الصراع في أوكرانيا الصواريخ المضادة للإشعاع والمدفعيات الموجهة، فضلاً عن إنترنت الأقمار الصناعية إلى مرتبة الأسياد الجدد للحروب، حسب ما ورد في تقرير لموقع Popular Mechanics الأمريكي.

1- الليزر الدفاعي

مركبة المشاة القتالية الأمريكية من طراز Stryker والمزودة بمنظومة ليزر دفاع جوي. (Others)

إلى جانب تفوق روسيا من ناحية عدد الجنود المشاركين في الحرب، فإنها تتفوق أيضاً من حيث العدة والعتاد، وتحديداً القذائف المدفعية والصواريخ "الغبية" غير موجهة و"الذكية" دقيقة التوجيه، حيث تتمتع المدفعية الروسية بميزة قوة نيران تزيد على 3 لواحد للأوكرانيين، وفقاً لتقرير نشره موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي. وكان نهج روسيا في هجومها على أوكرانيا، لا سيما في أشهر الحرب الأخيرة، يعتمد إلى حد كبير على المدفعية غير الموجهة.

وتأكيداً على التفوق الروسي، ذكر تقرير نشره معهد الخدمات المتحدة الملكي (RUSI)، ومقره المملكة المتحدة، أن القوات الروسية كانت تقصف الأراضي الأوكرانية بنحو 20 ألف قذيفة يومياً، اعتباراً من يوليو/تموز، مقارنة باستخدام أوكرانيا اليومي البالغ نحو 6000 قذيفة.

تاريخياً، كان هناك القليل من الأنظمة الدفاعية ضد قنابل المدفعية والطائرات، بخلاف تدمير مركبات الإطلاق المرتبطة بها. في السنوات الأخيرة، ركزت الولايات المتحدة ودول مثل إسرائيل على الليزر كوسيلة لحماية الجيوش في الميدان من تأثير قذائف الهاون ومدافع هاوتزر وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة وصواريخ كروز للهجوم الأرضي.

ويحتوي الليزر الدفاعي، الذي يجري تشغيله بواسطة مولد ديزل، على ذخيرة غير محدودة تقريباً ويمكنه استهداف وتدمير تهديدات متعددة بسرعة في ثوانٍ. يذكر أن الجيش الأمريكي يستعد لاستلام نسخة من مركبة Stryker مزودة بسلاح ليزر لديها القدرة على إسقاط صواريخ المدفعية القادمة وقذائف الهاوتزر الكبيرة.

2- صواريخ مضادة للإشعاع

صاروخ مضاد للإشعاع، والمعروف باسم AARGM. (Others)

طوال عمر الحرب لطالما أعطت روسيا الأولوية للقدرة على بث إشارات تشويش قوية قادرة على التداخل في رادار الخصم ونظام تحديد المواقع العالمي واتصالات ساحة المعركة، حيث كانت هذه الاستراتيجية ضمن إحدى الميزات الرئيسية لروسيا على أوكرانيا في بداية الحرب لضمان تفوقها في مجال الحرب الإلكترونية.

وفي سياق متصل، تزعم تقارير غربية أن قدرات الحرب الإلكترونية الروسية وقدرتها على تشويش اتصالات الجيش الأوكراني تضعف أيضاً دفاعات البلاد وقدرات الجيش الروسي نفسه.

ولحل هذه المعضلة، زودت الولايات المتحدة القوات الأوكرانية بصواريخ مضادة للإشعاع (ARM) والقادرة على استهداف ثم تدمير رادارات العدو وشاحنات الاتصالات ومركبات التشويش وغيرها من بواعث، الأمر الذي من شأنه أن يجعل القوات الروسية صماء وعمياء.

3- مدفعية صاروخية موجهة

نظام مدفعي صاروخي HIMARS يعمل في شرق أوكرانيا، يوليو/تموز 2022. (Others)

منذ دخوله الخدمة في صفوف القوات الأوكرانية، ما انفكت الوسائل الغربية تتغنى بقدرة وفاعلية نظام المدفعية الصاروخية عالي الحركة والموجه بالليزر، المعروف باسم (HIMARS)، الذي قدمته الولايات المتحدة لكييف.

ويتكون (HIMARS)، الذي يتفوق على المدفعية الأنبوبية التقليدية، من نظام إطلاق صواريخ قابل لإعادة التحميل ومركب على هيكل شاحنة متوسط ​​الحجم. ويمكن له الانتقال بسرعة إلى موقع إطلاق، وإطلاق ستة صواريخ (GMLRS) دقيقة التوجيه بمدى يصل إلى 43 ميلاً أو أكثر، والتراجع لتجنب نيران العدو المضادة للبطارية.

وحسب تقارير غربية، دمرت القوات الأوكرانية 50 مستودع ذخيرة روسياً حتى أواخر يوليو/تموز من خلال استخدامها أنظمة (HIMARS)، والتي ضربت بها أهدافاً روسية عالية القيمة خلف خطوط العدو لحرمان قوات الخطوط الأمامية من الإمدادات والدعم المدفعي.

ولا توجد حالياً أسلحة، على الأقل في الجانب الروسي، يمكنها إسقاط الصواريخ التي تطلقها (GMLRS) وتمتلك دول قليلة خارج الناتو صواريخ دقيقة التوجيه، لكن نجاح المنظومة يعني أن معظم الدول ستمتلكها على الأرجح في غضون عقد أو أقل.

4- الدرونز والطائرات المسيّرة

مسيّرة بيرقدار تي بي 2 (Others)

لم تكن الحرب الروسية الأوكرانية هي الحرب الأولى التي تستخدم فيها طائرات بدون طيار في مهام المراقبة، لكنها ستكون الحرب التي اشتهرت بها. وكما استخدم الجيش الأوكراني درونز صغيرة لمنح القوات البرية القدرة على التحقق من محيطها واستهداف قوات العدو مع تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى، برع في استخدام درة تاج التكنولوجيا العسكرية التركية مسيّرات بيرقدار ذائعة الصيت.

وبينما يمكن لطائرة صغيرة بدون طيار غير مزعجة مع بصريات رقمية حديثة ورابط بيانات آمن أن تمنح حتى أصغر وحدة قتالية رؤية قوية لساحة المعركة، والقدرة على النظر لمسافة ميل أو أكثر خلف خطوط العدو، أثبتت المسيّرات التركية كفاءتها مرة أخرى، وأكدت أهميتها لقلب موازين الحرب في جميع أنواع المعارك وأمام أقوى الدول التي تمتلك قدرات دفاعية متطورة وحديثة.

وإلى جانب تكلفتها الرخيصة وعدم احتياجها لطيارين لقيادتها، ما يعني أنها لا خسائر بشرية في حال سقوطها، تتميز المسيّرات بكونها خفية عن الرادار وصعبة التعقب، نظراً لأنها مبنية بالأساس من مواد غير معدنية ولديها محركات كهربائية صغيرة، لا تصدر ضجيجاً ولا انبعاثات حرارية كبيرة مقارنة بالطائرات العادية.

5- إنترنت الأقمار الصناعية

جهاز استقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية Starlink من SpaceX. (Others)

وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، جلبت المروحيات الأوكرانية التي كانت تحلق في مهمات خطيرة إلى مدينة ماريوبول إمدادات من الأسلحة المضادة للدبابات وأسلحة أخرى منها جهاز استقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من شركة سبيس إكس ستارلينك التي يترأسها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.

أثبت ذلك الجهاز أنه شريان الحياة للقوات العسكرية والمدنية المحاصرة. كما سمح جهاز الاستقبال، المتصل مباشرة بالأقمار الصناعية أعلاه، للمستخدمين بتجاوز خدمة الهاتف الخلوي والإنترنت الأراضي التي تضررت بسبب الحرب.

TRT عربي