أعلنت شركة البترول التركية (TPAO) الأربعاء اكتمال أعمال مد الأنابيب في قاع البحر، والتي بدورها ستنقل غاز البحر الأسود المكتشَف إلى محطة الاستقبال والمعالجة على الساحل في ميناء فيليوس آخر أيام رمضان، وذلك استعداداً لضخه عبر شبكة الغاز الطبيعي الوطنية.
وذكرت الشركة عبر حسابها على "تويتر" أنه "اكتملت بنجاح عملية إنزال الأنابيب التي تربط قاعدتنا للطاقة في البحر الأسود بمرفق حقل غاز سقاريه في البر"، مشيرةً إلى أن تركيا ستكون مستقلة في مجال الطاقة في 20 أبريل/نيسان 2023.
يذكر أنه وفقاً لآخر التحديثات في حقل غاز سقاريه، وصل احتياطي الغاز في البحر الأسود إلى 710 مليارات متر مكعب. ومن المتوقع أن يجري نقل الغاز التركي المكتشف في البحر الأسود إلى الساحل بمراسم يحضرها الرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك بعد إنزال أول أنبوب في مياه البحر في يونيو/حزيران 2022.
التسلسل الزمني للاكتشافات
في 21 أغسطس/آب 2020، أعلن أردوغان أن سفينة الفاتح للتنقيب اكتشفت 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في بئر تونا- 1 في حقل سقاريه للغاز في البحر الأسود، وجرى تسجيل هذا الاكتشاف باعتباره أكبر اكتشاف للغاز في تاريخ تركيا.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، عاد الرئيس التركي وأعلن أن إجمالي حجم الاحتياطات بلغ 405 مليارات متر مكعب بزيادة قدرها 85 مليار متر مكعب كُشف عنها في بئر تونا- 1.
ومع توالي أعمال البحث توالت اكتشافات الغاز في البحر الأسود، إذ أعلن الرئيس التركي اكتشاف 135 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في بئر "أماسرا- 1"، ليبلغ إجمالي الغاز المكتشف حتى تاريخه نحو 540 مليار متر مكعب.
وحول الاكتشافات السابقة، ذكر الرئيس أردوغان يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 2022 أن تحليل المعطيات أظهر أن الاحتياطات المكتشفة سابقاً باتت تقدر بـ652 مليار متر مكعب، بعد أن كانت مقدرة بـ540 مليار متر مكعب. وأوضح في الوقت ذاته أن إجمالي احتياطيات تركيا من الغاز الطبيعي المكتشَف في البحر الأسود زاد 170 مليار متر مكعب، ليبلغ 710 مليارات متر مكعب (مع الاكتشاف الجديد في بئر "تشاي جوما ـ1" والتقديرات الجديدة للاكتشافات السابقة)، وفقاً لما نقلته الأناضول.
وفي نهاية العام الماضي، ذكر الرئيس رجب طيب أردوغان أن القيمة الإجمالية لاحتياطات الغاز الطبيعي المكتشَفة لتركيا في البحر الأسود، تبلغ نحو تريليون دولار وفق الأسعار الحالية.
التسلسل الزمني لأعمال التنقيب والاستخراج
منذ إعلان الاكتشاف الأول في أغسطس 2020، دشّنت تركيا العمل على استخراج الغاز الطبيعي من قاع البحر الأسود دون انقطاع، وفقاً لتصريحات سابقة لوزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، والذي شدد على أن العمل لاستخراج الكميات المكتشفة جارٍ على قدم وساق، من خلال 6 آلاف عامل متخصص في مجال التنقيب والحفر والاستخراج بمصاحبة 30 سفينة.
وفي يونيو 2022، باشر أسطول سفن التنقيب التركية إنزال أول أنبوب في مياه البحر الأسود من أجل نقل الغاز الطبيعي قبالة ولاية زونكولداك شمالي البلاد.
وبينما أوُكلت مهامّ التنقيب والحفر والاستخراج إلى أسطول سفن مؤسسة البترول التركية (TPAO) في البحر الأسود، فإن مهامّ استقبال الغاز الطبيعي وفحصه ثم ضخّه إلى المصانع والمساكن هي من نصيب شركة أنابيب النفط والغاز الطبيعي المملوكة للدولة بالكامل "بوتاش" (BOTAŞ).
وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول 2022، أعلنت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية إنزال أول خزان توزيع للغاز الطبيعي إلى قاع البحر الأسود في حقل "سقاريه". وتتمثل مهمة الخزان في تجميع غاز البحر الأسود من الآبار ومن ثم ربطه بخط الأنابيب الرئيسي الواصل إلى المرافق المخصصة في البر.
بدورها أعلنت "بوتاش" في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن محطة القياس الرئيسية في ميناء فيليوس باتت جاهزة لاستقبال غاز البحر الأسود المكتشَف.
وحسب تصريحات دونماز الأخيرة، فإن تركيا تستعد لاستخراج الغاز الطبيعي المكتشف في البحر الأسود إلى البر آخر أيام شهر رمضان. والمتوقع أن يبدأ ضخه عبر الشبكة الوطنية في يوم 20 أبريل/نيسان القادم، بمراسم يحضرها الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الطاقة التركي سبق أن وصف اكتمال مثل هذا المشروع الضخم في 3 سنوات بأنه "قصة نجاح حقيقية". وتابع: "المشروع الذي يسير بسلاسة حتى الآن سيدخل سجل الأرقام القياسية العالمية من حيث سرعة الإنجاز، بالتزامن مع ربطه بالشبكة الوطنية".
وفيما يخص الكميات التي سيجري ضخها عبر الشبكة الوطنية، تخطط تركيا البدء بضخ 10 ملايين متر مكعب يومياً من الغاز الطبيعي المكتشَف بالبحر الأسود العام الجاري، على أن يصل الحقل إلى ذروة إنتاجه في 2027-2028، إذ سيُنتج 40 مليون متر مكعب من الغاز يومياً ونحو 15 مليار متر مكعب من الغاز على أساس سنوي في هذه الفترة.