مدن عائمة بأحدث التقنيات العالمية.. تَعرّف أسطول سفن البحث والتنقيب التركية (trthaber)
تابعنا

أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز الاثنين، أن سفينة التنقيب الرابعة من الجيل السابع ستصل إلى البلاد 19 مايو/ أيار الجاري، بعد أن أمضت قرابة شهرين من الإبحار خلال توجُّهها إلى تركيا، لتنضمّ إلى أسطول سفن التنقيب الثلاث الأخرى.

وعن تزامن وصول السفينة إلى ميناء مرسين جنوبيّ تركيا في الذكرى 103 لبداية حرب التحرير والاستقلال التركية (1919-1923) التي أشعلها مصطفى كمال أتاتورك بعد وصوله إلى مدينة سامسون على البحر الأسود يوم 19 مايو/أيار 1919، يرى المراقبون أنها إشارة قوية إلى أن تركيا تخوض حالياً حرب استقلال جديدة في صراع أمن الطاقة المستعر.

وضمن خططها الاستراتيجية الرامية إلى الكشف عن مصادر طاقة طبيعية جديدة داخل مياه وطنها الأزرق، باتت تركيا اليوم تمتلك ضمن أسطولها خمس سفن من الأحدث على مستوى العالم، سفينتان تنفّذان أعمال البحث والتمشيط و3 سفن خاصة بعمليات الحفر والتنقيب، بجانب سفينة التنقيب الجديدة من الجيل السابع وسفينة "أرطغرل" المختصة بتخزين وتغويز الغاز المسال. نسردها في هذا التقرير من الأحدث إلى الأقدم:

1- سفينة الجيل السابع الجديدة كلياً

سفينة تنقيب من الجيل السابع اشترتها تركيا مؤخراً. (Others)

أمضت مؤسسة البترول الوطنية التركية (TPAO) العام الماضي كله في البحث عن سفينة تنقيب رابعة من أجل ضمها إلى أسطول سفن التنقيب المكون من سفن الفاتح والقانوني ويافوز، وهو ما تكلل بالنجاح أواخر العام الماضي بعد توقيع اتفاقية مع الشركة الكورية الجنوبية "Daewoo".

وعقب توقيع اتفاقية الشراء أبحرت سفينة الحفر من الجيل السابع التي تحمل اسم "ويست كوبالت (West Cobalt)"، التي أمضت قرابة شهرين من الإبحار باتجاه ميناء مرسين، في انتظار أن يطلق عليها اسم جديد على غرار سابقاتها، بعد اكتمال طلائها واستكمال التحضيرات والاختبارات اللازمة من أجل التنقيب.

وأشار الوزير دونماز في كلمة الاثنين، في اجتماع بإسطنبول حول تقنيات صناعة النفط، إلى أن سفينة التنقيب الرابعة تُصنَّف ضمن سفن التنقيب العميقة من الجيل السابع، لافتاً إلى عدم وجود سفن تنقيب تتفوق عليها من الناحية التكنولوجية. وتمتلك السفينة الجديدة تكنولوجيا أكثر تقدماً من سفن الجيل السادس، القادرة على الحفر في أعماق البحار تحت ضغط عالٍ للغاية على عمق 12 ألف متر، إذ يُتوقع أن تزيد سفن الجيل السابع هذه القدرة وتسهم في الوصول إلى أعماق أكبر بكثير.

2- سفينة أرطغرل غازي

سفينة أرطغرل غازي.. أول سفينة تركية لتغويز الغاز المسال. (AA)

في شهر يونيو/حزيران من عام 2021، دشّنَت تركيا سفينة أرطغرل غازي التي تُعتبر أول سفينة تركية متخصصة في تخزين وتغويز الغاز، وكذلك نقله إلى نظام أنابيب الغاز الطبيعي وقت الحاجة.

وتُعَدّ أرطغرل غازي، التي بُنيت في حوض "هيونداي" الكورية الجنوبية لبناء السفن، إحدى السفن ذات القدرة الاستيعابية الأعلى في العالم بقدرة تغويز يومية تبلغ 28 مليون متر مكعب.

وبينما تبلغ سعة تخزين الغاز الطبيعي المسال للسفينة 170 ألف متر مكعب، يبلغ طول السفينة 295 متراً وعرضها 46 متراً، فيما يبلغ ارتفاعها 63 متراً.

3- سفينة القانوني

الوزير قال إن سفينة القانوني ستبدأ أعمال تنقيبها في البحر الأسود وستضفي قوة على قوة سفينة الفاتح (AA)

تُعَدّ سفينة القانوني، التي دخلت الخدمة عام 2020، من أحدث سفن أسطول البحث والتنقيب التركي. ويبلغ طول السفينة 227 متراً وعرضها 42 متراً بوزن إجمالي يتجاوز 60 ألف طن، ويمكنها الحفر حتى عمق 12.2 كيلومتراً.

وسفينة القانوني هي سفينة حفر وتنقيب بدأت بناءها وتطويرها شركة سامسونغ في كوريا الجنوبية عام 2012، وتمتلك السفينة تكنولوجيا الجيل السادس كمثيلتيها سفينتَي الفاتح وياووز.

والعام الماضي أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز على حسابه على موقع تويتر انطلاق سفينة القانوني لإجراء أول اختبارات الحفر في أعماق مياه البحر الأسود، إلى جانب سفينة الفاتح في حقل الغاز الطبيعي توركالي-2 مقابل شواطئ ولاية سقاريا.

4- سفينة ياووز

سفينة ياووز التركية تبدأ أول أعمالها التنقيبية شرقي البحر المتوسط (AA)

اشترت تركيا عام 2018 سفينة الحفر والتنقيب ياووز وضمّتها مباشرة إلى أسطول سفن البحث والتنقيب داخل بنية مؤسسة البترول الوطنية، لتعزيز وزيادة أنشطة الاستكشاف والحفر في مياه الوطن الأزرق.

ومثل سفينة الفاتح تُصنَّف سفينة ياووز من سفن الحفر من الجيل السادس، ويبلغ طول السفينة 230 متراً وعرضها 36 متراً، وتمتلك السفينة بُرجَي حفر يمكّنانها من العمل المتزامن، إذ يمكن إنجاز الأعمال الرئيسية والإضافية.

وتُعتبر سفينة ياووز واحدة من أصل 16 سفينة حول العالم تمتلك هذه الإمكانيات، وتحوي السفينة صالة رياضية وسينما وغرف استراحة، فضلاً عن مستشفى صغير من 4 أسرّة مع طبيب بدوام كامل.

5- سفينة الفاتح

"الفاتح" التركية تبدأ التنقيب في بئر جديدة بالبحر الأسود (AA)

تُعتبر سفينة الفاتح، التي انضمّت عام 2017 إلى أسطول سفن مؤسسة البترول الوطنية التركية، أول سفينة حفر وطنية، إذ بدأ بناؤها بالشراكة مع كوريا الجنوبية عام 2011، ومنذ دخولها الخدمة عام 2018 كشفت تباعاً عن كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في البحر الأسود بلغت 540 مليار متر مكعب.

وتتميز سفينة الفاتح بامتلاكها تكنولوجيا الجيل السادس التي تمكّنها من إجراء عمليات الحفر والتنقيب حتى عمق 12.2 كيلومتر، بالإضافة إلى القدرة على العمل في الأعماق ذات الضغط المرتفع، وبفضل هذه القدرات الفائقة تُعَدّ السفينة إحدى أفضل 5 سفن عاملة في هذا المجال على مستوى العالم.

وقريباً خضعت سفينة الفاتح لعملية ترقية وتحديث لمعدات الحفر وأنظمة التحكم في الآبار وأنظمة تحديد المواقع الديناميكية، بالإضافة إلى المولدات وأجهزة الدفع. ويبلغ طول سفينة الفاتح 229 متراً وعرضها 36 متراً وتزن أكثر من 51 ألف طن، ويبلغ ارتفاع برج الحفر على السفينة ارتفاع برج إيفل تقريباً.

6- سفينة أوروتش رئيس

تعتبر "أوروتش رئيس" إحدى السفن البحثية النادرة في العالم، وهي مجهزة بالكامل ومتعددة الأغراض، بحيث يمكنها إجراء مسح جيوفيزيائي زلزالي ومغناطيسي ثنائي وثلاثي الأبعاد (AA)

في أعقاب شرائها سفينة خير الدين بربروس، باشرت تركيا على الفور في بناء سفينة أوروتش رئيس الخاصة بأعمال الأبحاث الزلزالية عام 2012 بموارد محلية خالصة، ودخلت السفينة الخدمة منتصف عام 2017 بعد استكمالها اختبارات التشغيل وتدريب الطاقم الذي سيعمل على متنها. وما إن دخلت الخدمة حتى اعتُبرت من أفضل 5 سفن أبحاث متعددة الأغراض حول العالم.

ويبلغ طول السفينة 86 متراً وعرضها 22 متراً، ويمكن للسفينة البقاء في البحر لمدة 35 يوماً عندما تكون خزانات الوقود والماء محملة بالكامل، فيما يبلغ عمر السفينة الاقتصادي 30 عاماً، ويعمل بها 55 فرداً بينهم 28 باحثاً و27 بحاراً، كما تحتوي على غواصة محلية الصنع تُدار من بُعد وتحوز أنظمة لرسم خرائط قاع البحر، وأنظمة القياس وأخذ العينات.

كذلك جُهّزت سفينة أورتش رئيس بأحدث أنظمة الدفع والمناورة الحديثة، فضلاً عن تزويدها بأحدث الأجهزة الخاصة بعمل المسوحات الزلزالية العميقة الثنائية والثلاثية الأبعاد في البحار المفتوحة، بما يمكّنها من إجراء أبحاث علمية مهمة استراتيجياً، مثل تنفيذها مهامَّ مراقبة اليابسة تحت الجرف القاري وأعمال البحث عن النفط والغاز الطبيعي تحت مياه البحار، إذ يمكنها متابعة ودراسة الهياكل الجيولوجية على عمق 15 كيلومتراً من قاع البحر.

7- سفينة خير الدين بربروس

بربروس خير الدين باشا (AA)

أواخر عام 2012 اشترت تركيا أولى سفن البحث مقابل 130 مليون دولار وألحقتها بمؤسسة البترول الوطنية (TPAO). وأطلق عليها اسم خير الدين بربروس تيمُّناً بالبحَّار العثماني الشهير. يبلغ الوزن الإجمالي للسفينة نحو 4711 طناً، فيما يصل طولها إلى 84 متراً وعرضها 21.6 متراً، وبها مهبط خاص للطائرات المروحية.

ولدى سفينة خير الدين بربروس، التي تعمل بمحرك ديزل كبير، القدرة على إجراء أبحاث زلزالية ثنائية وثلاثية الأبعاد لقاع المسطحات المائية، ويمكنها القيام بأعمال البحث عن مصادر الطاقة وجمع البيانات على عمق 8 كيلومترات تحت سطح البحر.

كما أن بإمكانها تحديد اتجاهها وموقعها تلقائياً من خلال اتصالها بالأقمار الصناعية، فضلاً عن تمتُّعها بميزة العمل على الأنهار الجليدية، بفضل نظام خاص بتنقية المياه وأجهزة مسح حديثة لا تصدر ضجيجاً، بما يجعلها إحدى أكثر السفن صداقة للبيئة.

TRT عربي