مركز أتاتورك الثقافي المطل على ميدان تقسيم وسط إسطنبول (Others)
تابعنا

شارفت أعمال البناء على الانتهاء ضمن مشروع "مركز أتاتورك الثقافي" الواقع وسط ميدان تقسيم في الشق الأوروبي لمدينة إسطنبول، والذي من المنتظر أن يفتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الذكرى الـ98 ليوم الجمهورية التركية، المصادف ليوم 29 أكتوبر/تشرين الثاني الجاري.

ويُذكر أن حجر أساس المركز الجديد وُضع في 10 فبراير/شباط 2019 بمشاركة الرئيس أردوغان على أنقاض مبنى "مركز أتاتورك الثقافي القديم" الذي بُني عام 1969 وأحيل إلى التقاعد عام 2008، وبوشرت أعمال هدمه عام 2018 من أجل إفساح المجال للمركز الجديد الذي يحمل الاسم نفسه.

ويعد مركز أتاتورك الثقافي الجديد الذي بلغت تكلفة إنشائه أكثر من 162 مليون دولار أحد أكبر وأهم مراكز الفنون والثقافة في إسطنبول وكذلك في تركيا، ومن المنتظر أن ينافس كبرى المراكز والمسارح ودور الأوبرا العالمية عند افتتاحه.

التصميم الهندسي

صُمم المبنى الذي يطل على ميدان تقسيم باستخدام أساليب ومعايير العمارة الخضراء الصديقة للبيئة، حيث صممت واجهته الرئيسية بشكل يسمح بدخول الضوء الطبيعي خلال فترة النهار.

أشرف على عملية تصميم مركز أتاتورك الثقافي الجديد المعماري التركي، مراد تابانلي أوغلو، نجل المعماري حياتي تابانلي الذي أَوكلت إليه وزارة الأشغال العامة عام 1956 استكمال أعمال البناء التي توقفت بسبب نقص الأموال، والذي أكمل بنائه عام 1969.

حافظ المبنى الجديد على شكله الخارجي بشكل يشبه إلى حد كبير المبنى السابق، إلا أن تصميمه الداخلي شهد تغييراً جذرياً بدءاً من القبة الضخمة حمراء اللون داخله مروراً بأنظمة الإنارة والصوتيات، ووصولاً إلى تصميم دار الأوبرا والمسارح والصالات والممرات الداخلية.

وبني المركز الجديد لتصل مساحته الإجمالية إلى أكثر من 95 ألف متر مربع، وهيئ ليستضيف الأعمال الفنية مثل الأوبرا وعروض الباليه والمسرح ومعارض الرسم والسينما وفرق السمفونية والموسيقى الكلاسيكية، فضلاً عن المهرجانات والمؤتمرات الدولية.

مرافق المبنى الجديد

القبة الحمراء الضخمة التي تعتلي دار الأوبرا (Others)

يتكون المركز الجديد من 5 أجزاء، أهمها وأكبرها قاعة الأوبرا التي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 48 ألف و705 أمتار مربعة والمكونة من 4 أقبية وطابق أرضي إضافة إلى 9 طوابق، وتتسع لألفين و40 شخصاً. كما يعتلي قاعة الأوبرا قبة ضخمة استخدم في بنائها حوالي 15 ألف قطعة سيراميك حمراء صنعت يدويا خصيصاً لهذا الغرض، والتي يمكن رؤيتها من خارج المبنى بفضل استخدام الزجاج الشفاف في الواجهة الأمامية للمبنى.

كما يضم المركز مسرحاً تبلغ مساحته 16 ألفاً و228 متراً مربعاً، ويتكون من 4 أقبية وطابق أرضي إضافة إلى 5 طوابق، ويتسع لـ805 أشخاص.

وإلى جانب قاعة الأوبرا والمسرح الكبير، يضم المركز بين جدرانه قاعة مؤتمرات تتسع لـ1000 شخص، ومسرح سينمائي يتسع لـ285 شخصاً، ومسرح تدريب صغيراً يتسع لـ250 شخصاً، بالإضافة إلى قاعة عرض ومكتبة وموقف سيارات يتسع لـ 885 سيارة.

ويحوي المركز بين جنباته "زقاق الثقافة" الذي سيحتضن صالة عرض فنية ومطعماً ومقهى ومركزاً فنياً للأطفال ومنصة موسيقية.

تاريخ المركز القديم

في منتصف عام 1946، اقترح المعماريان التركيان، فريدون كيب وركنتين غوني، بناء مركز ثقافي في قلب إسطنبول يليق بالجمهورية التركية الشابة ويساهم في النهضة الثقافية والموسيقية داخل تركيا المتحضرة، إلا أن نقص التمويل حال دون تحقيق هذا المشروع، وتوقف العمل به عام 1953.

وفي عام 1956، بدأت وزارة الأشغال العامة التركية في إعادة إحياء المشروع مجدداً على يد المعماري حياتي تابانلي أوغلو، واكتمل بناؤه وافتتاحه يوم 12 أبريل/نيسان 1969.

إلا أنه وبعد أقل من 19 شهراً، وتحديداً في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1970 احترق جزء من المبنى أثناء أداء مسرحية آرثر ميلر (The Crucible) النسخة التركية، واحترق معه آثار وملابس تاريخية تخص السلطان العثماني مراد الرابع فضلاً عن مصحف ثمين جرى جلبه من متحف توبكابي كانت ستستخدم من أجل مسرحية مراد.

أعيد افتتاح المركز مجدداً عام 1978 بعد 8 سنوات ونصف من أعمال الإصلاح والترميم التي أعقبت الحريق، واستمر في استضافة العروض المسرحية والموسيقية والمؤتمرات حتى عام 2008.

أغلق المركز القديم لمدة تزيد عن 10 سنوات، ليجري في فبراير/شباط 2018 هدمه من أجل إفساح المجال لبناء المركز الجديد الذي شارفت أعمال بنائه على الانتهاء أواخر الشهر الجاري.

TRT عربي
الأكثر تداولاً