يصنّف كثير من المحلّلين الرياضيين لاعب كرة القدم الدولي السابق محمد أبو تريكة أهم رياضي في تاريخ مصر، بل يذهب البعض إلى أنّه من بين أبرز الشخصيات العامة التي عرفها المصريون حديثاً.
غير أنّ "الماجيكو"، كما يحلو لجمهوره وصفه، الذي يُعرَف عنه الهدوء والمواقف الأخلاقية البارزة خارج المستطيل الأخضر، يناله عديد من الانتقادات الحادة وحملات التشويه المتكرّرة، فيما يصفه البعض بـ"الإرهابي" لما يُشاع عن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين.
ولم يلبث الإعلامي المصري البارز عمرو أديب طويلاً بعد احتفاء وتهنئة النادي الأهلي المصري لاعبه الدولي السابق محمد أبو تريكة بعيد ميلاده الـ43، حتّى أعلن تقدُّمه بشكوى عاجلة إلى النائب العامّ بحقّ النادي الأهلي لما اعتبره مساساً بـ"أمن البلد"، لكون اللاعب المصري "فاقداً لحسن السمعة" على حد تعبيره.
وفي أكثر من مناسبة، نفى أبو تريكة ما يوجَّه إليه من اتهامات بدعم الإرهاب، وأكّد حبه الشديد لبلده.
تنديد ودعوى قضائية
قال عمرو أديب خلال تقديمه "برنامج الحكاية"، المذاع عبر فضائية "mbc مصر"، إنّ "النادي الأهلي مؤسسة تربوية مموَّلة من الحكومة، ولا يحقّ تهنئة صفحة النادي للاعب السابق للنادي محمد أبو تريكة بعيد ميلاده الذي صادف الأحد الماضي (7 نوفمبر/تشرين الثاني)".
وأهاب أديب بالكابتن محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، بإزالة هذا المنشور، مؤكّداً أنّه "يتحدّث بالقانون بشأن إزالة المنشور لأن أبو تريكة مُدرَج على قوائم الإرهاب".
وأعلن الإعلامي في برنامجه المذاع على الهواء مباشرة أنّه تقدّم ببلاغ للنائب العام ضد النادي الأهلي، مُشيراً إلى أنّ الإخوان المسلمين لا ينسون مواقف أي ممثّل أو فنان أو مواطن من المشاركين بثورة 30 يونيو/حزيران للإطاحة بحكمهم.
وهدّد أديب بالتصعيد قائلاً: "أنا مش (لست) ضدّ تهنئة تريكة نهائي، بس أبو تريكة عمره ما عَزَّى في ضابط استشهد، ورغم إنّه راح لأهالي الإرهابيين في كرداسة"، مؤكّداً أنّ تطرّقه إلى هذا الموضوع متعلّق بالحديث عن مصر، لا عن النادي الأهلي ومحمد أبو تريكة.
شعبية جارفة رغم الحملات المتكرّرة
في 10 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013، ودَّع نجم كرة القدم المصرية أبو تريكة جماهير ناديه الأهلي مُعلناً اعتزاله، وهي ذكرى حلّت بعد يوم من انتقاد الإعلامي أديب للنادي.
ورغم ما يتعرّض له أبو تركية منذ اعتزاله كرة القدم من حملات تشويه متتالية جرّاء مواقفه خارج المستطيل الأخضر، إضافة إلى عمله محلّلاً في شبكة قنوات "beIN" الرياضية القطرية، فإنّ محبّي أبو تريكة لا يتوقّفون عن تذكُّره والإعراب عن حبهم وتقديرهم لمسيرته الرياضية ومواقفه التي تلقى احتراماً واعتزازاً عربيّاً وإسلاميّاً.
ويحظى "أمير القلوب"، كما يلقّبه كثيرون، بجماهيرية كبيرة في مصر وبقية الدول العربية، لما يتمتّع به من موهبة وأخلاق، ولاتّخاذه مواقف لا تُنسى، منها التضامن مع قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والإشادة بصمود المقدسيين لا سيّما أهالي حي الشيخ جرّاح ضد الاستيطان الإسرائيلي وعمليات الاستيلاء على منازل الفلسطينيين.
واحتفى مغرّدون الأربعاء بذكرى "الوداع التاريخي" من نجم كرة القدم المصري المعتزل محمد أبو تريكة لجماهير فريقه الأهلي قبل 8 سنوات.
واتّجه فريق من المغردين إلى الربط بين الاحتفاء الغامر بذكرى وداع أبو تريكة للجماهير، ورفض انتقادات أديب المستمرة لأبو تريكة.
ويقود أديب حملات انتقادات حادة ومتواصلة في عدة محافل بحقّ أبو تريكة، إذ انتقد الأول انسحاب الدولي المصري السابق من استديو تحليلي لإحدى مباريات الدوري الإنجليزي في شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم بسبب تعرُّض أحد المشجّعين لأزمة قلبية في المدرجات.
واتّهم الإعلامي المصري نجم الكرة السابق بالرغبة في الظهور في بؤرة الأضواء، فيما صرّح الأخير بأنّ سبب فعتله أنّ "حياة الإنسان أصبحت بلا قيمة، كنت أتمنى عدم استكمال المباراة".
كما سبق أن رفض الإعلامي المصري بشبكة "mbc" نصيحة قدّمها لاعب الأهلى السابق لنجم ليفربول محمد صلاح بشأن الاستمرار في اللعب للنادي الإنجليزي من عدمه، مطالباً الأخير بعد الاستماع لنصائح أبو تريكة.
وفي فبراير/شباط من العام الجاري انتقد أديب رغبة البعض في لقاء "الماجيكو" مع لاعبي النادي الأهلي في أثناء مشاركتهم بمونديال الأندية في قطر، وقال الإعلامي المصري وقتها إنّ "جمهور الأهلي عنده هوس شديد بأبو تريكة، لقاء لاعبي الأهلي بأبو تريكة معدّي (متجاوز) فكرة مشاركة النادي الأهلي نفسه في بطولة العالم".
وفي 12 مارس/آذار الماضي قضت محكمة النقض في مصر (أحكاماً نهائية) بتأييد قرار صدر عن محكمة الجنايات في 2018 بإدراج أبو تريكة و1528 آخرين، بينهم قيادات في جماعة الإخوان المسلمين، على قوائم الإرهابيين لمدة 5 سنوات تنتهي في 1 مايو/أيار 2023.
وهذا هو الإدراج الثاني بحقّ أبو تريكة، إذ أُدرجَ بقرار من محكمة جنايات القاهرة لمدة 5 سنوات منذ 12 يناير/كانون الثاني 2017.
وساهم "الماجيكو" في حصد ناديه الأهلي ومنتخب الفراعنة ألقاباً عديدة، قبل أن يعتزل اللعب نهائياً في ديسمبر/كانون الأول 2013.