استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي عدد من الأسلحة لأول مرة في حربه على غزة / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

تشكل الحروب والمواجهات العسكرية أرضية خصبة لتجريب واستخدام وإدخال أسلحة جديدة إلى ساحات القتال، سواء من قِبل الدول أو شركات بيع وتصنيع الأسلحة في العالم، وخلال المعارك تظهر فاعلية وكفاءة هذه الأسلحة، تمهيداً لتسويقها أو لأغراض أخرى لا يُكشف عن تفاصيلها للرأي العام.

الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أطلق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي اسم "السيوف الحديدية"، لا تشذ عن هذه القاعدة، بل قد تشكل تحدياً استثنائياً بسبب اتساع رقعتها، وتعقيداتها، وكونها تواجه تحديات نادرة، مثل القتال في مناطق مأهولة ومكتظة بالسكان، ووجود مقاومة منظمة في تشكيلات عسكرية غير نظامية تدير المواجهة من وسط المدن ومن داخل الأنفاق، وتمتلك أسلحة دفاعية ومقاتلين مدربين للتعامل مع حرب العصابات وحروب المدن، وهو ما شكّل مناسبة لإدخال أسلحة جديدة تظهر لأول مرة ومنظومات تكنولوجية حديثة لم يسبق الكشف عنها.

أسلحة جديدة من إنتاج إسرائيل

إلى جانب الأسلحة التي تقتنيها إسرائيل أو حصلت عليها على شكل مساعدات، أو شاركت في تطويرها مع الولايات المتحدة، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن واشنطن "زودت إسرائيل بأسلحة متطورة حديثة" لاستخدامها في الحرب على غزة.

ونشر موقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأولى للحرب على غزة قائمة بالأسلحة التي استخدمها للمرة الأولى وجرت ملاءمتها لطبيعة تضاريس وحاجات القتال في القطاع، ومنها:

صواريخ كتف أطلق عليها اسم "حوليت" و"يتد"، وهي صواريخ بحجم أكبر بـ50% من صواريخ "لاو" التي تستخدمها قوات الاحتلال حتى الآن، ولديها قدرة تفجيرية أعلى، وتصل إلى مسافات أبعد، وهي مخصصة للقتال في مناطق مأهولة لا تستطيع الدبابات الوصول إليها، كما أنها تعتبر آمنة أكثر من صواريخ الكتف التقليدية التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن.

صواريخ كتف "حوليت" و"يتد" (Others)

منظار "عيدو" الليلي، الذي يمتاز بأنه يقدم صورة ثلاثية الأبعاد، كما أنه سهل التركيب على قبعات الجنود ويمكن الرؤية من خلاله بكلتا العينين في مناطق مغلقة ومعتمة بشكل كامل وليس في الليل فقط.

مهداف "بجيون"، وهو مهداف قادر على تعقب الهدف في أثناء تحركه، كما أنه يمكن تثبيته على جسم متحرك أو طائرة مسيّرة وملاحقة أهداف تتحرك بسرعة على الأرض وفي السماء، وتبلغ دقته 350% مقارنة بالعين البشرية.

منظومة "حيتس 3"، وهي منظومة دفاع جوي معدة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى خارج الغلاف الجوي، التي يجري تفعيلها للمرة الأولى في هذه الحرب في مواجهة الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل من اليمن.

"مدفع 76" و"ساعر 6"، وهي مدافع يستخدمها سلاح البحرية، وتمتاز بقدرات إطلاق نار كثيفة ودقيقة، وجرى تركيبها على السفن الحربية وإدخالها للخدمة في المواجهة الحالية.

قذيفة "عوكيتس بيلدا" أو "القرصة الفولاذية"، وهي قذيفة عالية الدقة يمكن توجيهها بالليزر، يبلغ قطرها 120 ملم وتحتوي على جهاز توجيه GPS.

رشاش "نيجب 7- النقب 7"، وهي رشاشات قادرة على اختراق الجدران السميكة وإصابة المقاتلين داخل المباني المحصنة في الأماكن المأهولة.

قذيفة "عوكيتس بيلدا" أو "القرصة الفولاذية" (Others)

وقد تطلبت العملية البرية واجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي للقطاع إدخال أسلحة ثقيلة جديدة جرى تطويرها أو تحديثها في إسرائيل، منها:

دبابة "مركباة 4 ميم"، التي تعتبر الجيل الرابع من الدبابات الإسرائيلية التي تمتاز عن الأجيال السابقة بالمجسات التي تحتويها وتؤهلها للقتال في مناطق مأهولة، كما أنها تحتوي على "معطف الريح- تروفي" الذي يغلفها ويحميها من صواريخ الكتف ومضادات الدروع التي توجَّه إليها من قِبل المقاومين.

ناقلة الجند "النمر"، ناقلة متطورة تستطيع أن تقلّ من 3 إلى 8 جنود، وتمتلك منظومات تكنولوجية حديثة في داخلها، وقد أدخلت عليها تعديلات كبيرة لملاءمتها لظروف القتال في قطاع غزة ومناطق مأهولة.

"الحيوانات الحديدية - حياة برزيل"، وهي مدرعات وناقلات جند يجري التحكم بها عن بُعد وقيادتها من دون وجود جنود في داخلها.

"باندا-D9"، وهي جرافة ضخمة يجري تحريكها عن بُعد لإزالة السواتر وشق الطرق أمام وحدات جيش الاحتلال البرية.

"منظومة نيوفيجين"، التي تستخدم للتعرف على الوجوه، كما تعمل على تحليل المعلومات بشكل سريع وتحديد الأهداف بدقة.

أسلحة مستقبلية لحرب الديجيتال الأولى

كشف تقرير نشره موقع جلوبس الإسرائيلي أن جيش الاحتلال يتعامل مع الحرب في غزة على أنها الحرب "الديجيتالية الأولى" التي استخدم فيها منظومات تكنولوجية تدخل الخدمة لأول مرة، كانت أعدّتها وطوّرتها وحدة البحث وتطوير الوسائل القتالية والتكنولوجية التابعة لوزارة الدفاع بالتعاون مع أقسام البحث في الجامعات الإسرائيلية، التي تُعتبر المسؤولة عن تطوير منظومة القبة الحديدية الدفاعية، التي جرى تطويرها لمواجهة الصواريخ التي تطلقها المقاومة من غزة.

ومن أهم المنظومات التي كشف عنها التقرير والتي من المتوقع أن تدخل الخدمة خلال هذه الحرب:

طائرة "eVTOL"، وهي طائرة كهربائية (لم تصل إلى الجيش حتى الآن)، قادرة على الطيران لارتفاعات كبيرة، مخصصة للتصوير وتنفيذ مهمات خاصة، مثل نقل المصابين من ميدان القتال وتزويد القوات على الأرض بمواد تموينية ولوجيستية.

"العصافير الغاضبة"، وهي عبارة عن مسيّرات مهمتها ملاحقة المسيّرات المعادية والعمل في مناطق مكتظة بالسكان ومأهولة، ويمكن إطلاقها من أسطح المنازل بسهولة.

مروحية "Black Eagle" (Others)

مروحية "Black Eagle"، وهي مروحية غير مأهولة مهمتها حمل عبوات وإلقاؤها من الجو بأوزان وأحجام مختلفة.

مسيّرة "XTEND"، وهي طائرة مسيّرة انتحارية صغيرة الحجم وقادرة على الدخول وتمشيط المنازل والأماكن المغلقة.

منظومة "D-fend"، وهي منظومة متخصصة لتشويش مهمات ومسارات الطائرات المسيّرة والأسلحة التي يجري التحكم بها عن بُعد، والتي قد تمتلكها حركات المقاومة في لبنان وغزة.

إنّ هذه الأسلحة هي بعض ما أعلن عنه جيش الاحتلال الإسرائيلي أو كشفته تقارير صحفية، وهي تضاف إلى أساليب وتكتيكات قتال تعتمد على الذكاء الصناعي والتكنولوجيا والتحكم عن بُعد، وهو ما يجعل قدرتها التدميرية هائلة، وإمكانية مسّها بالمدنيين والمنشآت المدنية والأطراف التي لا علاقة لها بالقتال أكبر بكثير.

وهذا ما يحوّل هذه الحروب إلى ساحات معارك في مناطق مأهولة يدفع ثمنها الأبرياء والمدنيون، لتبقى الحروب هي السوق الأكبر لهذه المنتجات القاتلة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً