وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونمز يتفحص موقع العناصر النادرة في مدينة إسكيشهير وسط تركيا، 1 يوليو/تموز 2022 (AA)
تابعنا

توقعت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية امتلاك البلاد نحو 694 مليون طن من الرواسب التي تحتوي على أتربة نادرة تكفي لتزويد العالم لألف عام.

ومن شأن هذه المعادن النادرة أن تمنح تركيا ميزة استراتيجية مهمة للغاية في هذا المجال الذي تهيمن عليه الصين من خلال سيطرتها على نحو 90% من سوق استخراج المعادن الأرضية النادرة ومعالجتها.

وفي سياق متصل قال الرئيس أردوغان: "هدفنا معالجة 570 ألف طن من الخام سنوياً عندما تصل هذه المنشأة إلى كامل قدراتها العملياتية". وأشار إلى أن هذا الاكتشاف سيضيف قوة إلى قوة تركيا ويضعها على مسار مختلف في الأعوام المئة القادمة، كما سيوفر فوائد كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والصناعات الدفاعية والتكنولوجيا.

ما العناصر الأرضية النادرة ولماذا هي مهمة؟

العناصر الأرضية النادرة (REE) هي مجموعة من سبعة عشر عنصراً معدنياً، وتشمل اللانثانيدات الخمسة عشر في الجدول الدوري بالإضافة إلى سكانديوم والإيتريوم. فيما يطلق عليها وصف "نادرة" بسبب ندرة الأماكن التي تستخرج منها.

عام 1993 كان الإنتاج العالمي من هذه المعادن يتوزع على الصين بواقع 38% من إجمالي الإنتاج، و33% في الولايات المتحدة و12% في أستراليا و5% في كل من ماليزيا والهند، والباقي موزع على عدد من البلدان الأخرى. ومع حلول عام 2008 تحول الإنتاج العالمي نحو الصين بشكل دراماتيكي وباتت الشركات الصينية المقربة من الحكومة تهيمن على أكثر من 90% من إجمالي الإنتاج العالمي.

وتعد العناصر الأرضية النادرة جزءاً أساسياً من العديد من الأجهزة عالية التقنية، فهي مكونات ضرورية لأكثر من 200 منتج عبر مجموعة واسعة من التطبيقات والأجهزة، وبخاصة المنتجات الاستهلاكية عالية التقنية مثل الهواتف الخلوية والمركبات الكهربائية والهجينة، فضلاً عن التطبيقات الدفاعية الهامة مثل أنظمة التوجيه والليزر وأنظمة الرادار والسونار.

وعلى الرغم من أن كمية العناصر الأرضية النادرة المستخدمة في المنتج قد لا تكون جزءاً مهماً من هذا المنتج بالوزن أو القيمة أو الحجم، فإنها ضرورية لتشغيل الجهاز وعمله.

ثاني أكبر احتياطي عالمي

عقب إعلان تركيا عن احتياطيات تصل لنحو 694 مليون طن من المعادن الأرضية النادرة، قال المدير العام لـEti Maden، الشركة الحكومية المكلفة استخراج المعادن الأرضية النادرة في إسكشهير: "لقد عرف الجيولوجيون منذ عقود أن تركيا لديها بعض الرواسب المعدنية الأرضية النادرة في إسكيشير، ولكن قُدرت الكمية بأنها صغيرة".

فيما تقول وزارة الطاقة التركية إنها تهدف في النهاية إلى إنتاج 10 آلاف طن سنوياً من أكاسيد العناصر النادرة و72 ألف طن من الباريت و70 ألف طن من الفلوريت، بالإضافة إلى 250 طناً من الثوريوم، وهي عناصر بالغة الأهمية للتكنولوجيا النووية.

من جانبها قالت شركة التعدين Eti Maden إنه في البداية سيُعالج نحو ألف و200 طن من المواد الخام سنوياً، وتوقعت أن يصل هذا الرقم إلى 570 ألف طن بعد ضخ استثمارات كبيرة لبناء منشآت تكرير ضخمة في المستقبل القريب.

20 صناعة مختلفة

تُستخدم العناصر الأرضية النادرة في أكثر من 20 مجالاً من الألياف الضوئية إلى اتصالات الأقمار الصناعية، ومن الصواريخ الذكية إلى خلايا الوقود، وصولاً إلى صناعات محورية مثل الطيران والبناء والصناعات الكيماوية والطب الحيوي.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية بفضل مخزون المعادن النادرة المكتشفة حديثاً فإن تركيا ستحرر العالم من قبضة الصين على العناصر الأرضية النادرة وستنتهي هيمنتها على سوق صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وذلك بعد اكتشاف مجموعة من المعادن الحيوية لتخزين الطاقة البديلة، هو ثاني أكبر احتياطي في العالم بعد الذي تحتفظ به الصين التي تهيمن على الإنتاج العالمي.

من جهته قال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز في بيانه حول هذا الموضوع الشهر الماضي إن احتياطي إسكيشير به 10 من أصل 17 عنصراً أرضياً نادراً، تستخدم في مجموعة واسعة من المنتجات عالية التقنية، بما في ذلك الكاميرات والتلسكوبات وآلات الأشعة السينية وأنظمة توجيه الصواريخ.

وعن القيمة المادية المضافة صرح دونماز بأنه سيكون من الرخيص للغاية استخراج العناصر لأن الرواسب قريبة للغاية من الأرض. وعن المعالجة قال دونماز: "إذا ربحت وحدة واحدة عندما تبيع الخام من دون معالجة، فيمكنك جعله أقيم بعشرة أضعاف عند تحويله إلى منتج وسيط، وأكثر من 100 ضعف عند تحويله إلى منتج نهائي".

TRT عربي