بعد اعتماد البطاقة الزرقاء.. تعرّف قصة بطاقات كرة القدم الملونة. المصدر: E+/simonkr (Others)
تابعنا

كشفت صحيفة تليغراف سبورت أن الهيئة التي تضع قوانين اللعبة، وهي مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (Ifab)، قد وقعت على ما سيكون أول بطاقة جديدة تستخدم في الرياضة منذ ظهور البطاقات الصفراء والحمراء في كأس العالم 1970.

وقالت الصحيفة البريطانية إن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم قد وافق على التجارب الخاصة ببروتوكولات جديدة من شأنها أن تمنح المسؤولين سلطة أكبر لقمع الأخطاء الساخرة والمعارضة، ما يدل على تحوّل كبير في الإجراءات التأديبية للعبة كرة القدم.

بطاقة زرقاء جديدة

بحسب التليغراف، سيحصل اللاعبون الذين يرتكبون أخطاء ساخرة أو يظهرون اعتراضات تجاه حكام المباراة على بطاقة زرقاء، وسيواجهون الطرد لمدة عشر دقائق من اللعب.

البروتوكول الجديد الذي أُعلن عنه يوم الجمعة ستقتصر فيه البطاقة الجديدة على الأخطاء التي تمنع الهجمات المحققة بالإضافة إلى الاعتراضات، وتأكيد وجوب حصول اللاعب على بطاقة حمراء إذا تلقى بطاقتين زرقاوين خلال المباراة أو مزيجاً من الأصفر والأزرق.

ومن المنتظر أن يجري استبعاد مسابقات المستوى الأعلى من الاختبارات الأولية في اللعبة الاحترافية في حالة تطلب البروتوكولات مزيداً من التحسين، ولكن لا يزال من الممكن أن تبدأ تجارب النخبة في أقرب وقت من الصيف.

لكن لن يجري استخدام البطاقة الجديدة في بطولة أوروبا هذا الصيف أو دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بعد أن قال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفيرين، لصحيفة تليغراف سبورت الشهر الماضي إنه يعارضها تماماً.

ومع ذلك، قد يضطر الاتحاد الأوروبي إلى تطبيقها إذا أدت التجارب، كما هو متوقع، إلى إضافتها إلى قوانين اللعبة.

انتقاد لاذع

أفادت تقارير بأن خطط إدخال تجربة البطاقات الزرقاء في كرة القدم أصبحت "موضع شك" بعد رد فعل عنيف ملحوظ ضد المقترحات. إذ شعر مشجعو كرة القدم والنقاد بالحيرة من الأخبار التي صدرت يوم الخميس، والتي تفيد بأن البطاقة الجديدة ستُجرّب على اللاعبين الذين يرتكبون مخالفات بسيطة لمدة عشر دقائق، إذ يزعم المشجعون الغاضبون أن تغيير القاعدة الجديد من شأنه أن يدمّر اللعبة.

كما عبر مشجعو كرة القدم ومديرو الدوري الإنجليزي الممتاز واللاعبون السابقون عن غضبهم من قرار واضعي قواعد الرياضة بتقديم "البطاقة الزرقاء" للمحاكمة لمدة عشر دقائق، وقال البعض إن المباريات بشكل الحماسي المعتاد قد انتهت، بحسب ديلي ميل.

وبينما انتقد أسطورة أرسنال بول ميرسون الفكرة ووصفها بأنها "مضيعة للوقت" قائلاً: إنها ستقتل اللعبة وتخلق "كرة القدم الأكثر مللاً على الإطلاق"، قال مدرب توتنهام أنجي بوستيكوجلو، وشون دايك مدرب إيفرتون، وروي هودجسون مدرب كريستال بالاس -وهم من بين مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز الذين أعربوا سابقاً عن معارضتهم لـ"البطاقات الزرقاء"- إن هذا الإجراء من شأنه أن يضيف مزيداً من الانزعاج للجماهير وبعض المديرين الذين يشعرون بالانزعاج بالفعل من معاناة الاتحاد واستخدام تقنية VAR.

قصة البطاقات الملونة

من تحذير اللاعبين إلى طردهم مؤقتاً، تعد قصة بطاقات كرة القدم الملونة قصة قدرة على التكيف والتقدم، وهي شهادة على الجهود المستمرة للحفاظ على نزاهة وروح كرة القدم داخل المستطيل الأخضر.

وقد جرى تقديم نظام البطاقات الملونة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 1970، وكان بمنزلة خطوة ثورية نحو فرض الإجراءات التأديبية على أرض الملعب.

في البداية، كان مفهوم استخدام البطاقات للدلالة على سوء سلوك اللاعب قد ابتكره الحكم الإنجليزي كين أستون في أواخر الستينيات. إذ اقترح أستون الفكرة، المستوحى من نظام إشارات المرور، على الاتحاد الدولي لكرة القدم كوسيلة مساعدة بصرية للحكام للتواصل مع اللاعبين والمتفرجين على حد سواء.

وفي عام 1970، خلال كأس العالم الذي أقيم في المكسيك، ظهر النظام لأول مرة. وجرى استخدام البطاقات الصفراء لتحذير اللاعبين من ارتكاب مخالفات بسيطة، بينما كانت البطاقات الحمراء تعني طرد اللاعب من المباراة بسبب سوء سلوك جسيم.

وقد وفّرت هذه الطريقة البسيطة والفعالة الوضوح والشفافية في إدارة الأمور، ما سمح للاعبين بفهم خطورة أفعالهم وتشجيع اللعب النظيف.

وعلى مرّ السنين، أصبح نظام البطاقات الملونة جزءاً لا يتجزأ من ثقافة كرة القدم في جميع أنحاء العالم.


TRT عربي
الأكثر تداولاً