مُشاة البحرية الصينية.. تعرّف القوة الضاربة التي تستعدّ لغزو تايوان (Others)
تابعنا

بينما تهدّد بكين بأن جيشها سيتحرك حال زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان، يطفو على السطح تساؤل حول قوة الجيش الصيني، بخاصة سلاح مشاة البحرية وقدرته على التحرك في حال نشوب مواجهة واسعة.

فخلال تفقده سلاح مشاة البحرية بجيش التحرير الشعبي الصيني في تشاوتشو بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2020، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية سلاح مُشاة البحرية وضرورة وتحسين قدراته القتالية لبناء قوات قوية تضمّ جنوداً ذوي خبرة فى الأعمال القتالية.

وأكد شي أنّ سلاح مُشاة البحرية بجيش التحرير الشعبي الصيني، يُعتبر بمثابة قوة قتالية نخبوية مخصصة لتنفيذ عمليات برمائية، مهمته الأساسية حماية سيادة الصين ووحدة أراضيها فضلاً عن مصالحها البحرية والخارجية.

ويرى الخبراء والمحللون العسكريون أن سلاح مُشاة البحرية سيكون بمثابة يد بكين الضاربة خلال عملية غزو واحتلال جزيرة تايوان، والتي يعتقدون أنّ الحكومة الصينية تخطط لشنّها في أي لحظة في الفترة الممتدة ما بين 2025 و2035، وذلك نظراً للتطورات الهائلة التي أُجريت على بنية هذا السلاح ومعداته في السنوات القليلة الماضية، بالإضافة لأعمال التعديل التي تشهدها السفن التجارية والتي يتوقع أن تشارك بالآلاف خلال عملية غزو تايوان.

البحرية الصينية

حاملة طائرات صينية (Others)

تأسست القوات البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني في 23 أبريل/نيسان عام 1949، وهي الفرع البحري في جيش التحرير الشعبي الصيني. وبالتزامن مع التطور الذي شهدته الصين واقتصادها، تطوّرت البحرية الصينية مع تطوّر قوة الصين العسكرية بشكل عام.

ورغم وجود إحصاءات سنوية خاصة بأعداد القطع والمنصات البحرية التابعة للأسطول البحري الصيني، تظلّ هذه الأعداد تقديرية نظراً للسرية التي تفرضها الصين على مشاريعها العسكرية وبالأخص البحرية منها. ووفقاً لموقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي، أصبحت الصين تمتلك أضخم أسطول بحري في العالم بـ777 قطعة بحرية.

ويضمّ الأسطول الصيني حاملتي طائرات و50 مدمرة و46 فرقاطة و72 كورفيت، و36 كاسحة ألغام بحرية و123 سفينة دورية، إضافة إلى 79 غواصة حربية، وهو ما يجعلها أضخم قوة غواصات في العالم.

مُشاة البحرية الصينية

لإحضار القوات الهجومية إلى الشاطئ، يمتلك مُشاة البحرية الصينية مركبات قتال برمائية من النوع 05 بمدفع 30 ملم (Others)

حافَظ سلاح مُشاة البحرية الأمريكية على هيمنته في غرب المحيط الهادئ منذ هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، لكن السنوات الأخيرة شهدت بزوغ نجم قوة جديدة في المنطقة. لسنوات، كانت الصين تبني أسطولها البحري بشكل مطّرد، لكنها جددت مؤخراً تركيزها على سلاح مُشاة البحرية التابع لها وشرعت في خطة جريئة لزيادة حجمها وقدراتها.

ولدعم بحرية جيش التحرير الشعبي (PLAN)، تسعى الصين إلى إنشاء سلاح مُشاة البحرية يمكنه عرض قوته بعيداً عن الصين وبعيداً عن شواطئها، في أي مناخ ومكان. سلاح صيني يتّسم بالتكامل والتنوّع في العمليات، وسرعة الاستجابة، والقدرة على القتال تحت ظروف متعددة الأبعاد.

ففي حين وافقت الدولة الصينية على تخفيض جيشها البالغ مليوني جندي (نحو مليون منهم فرق برية) بمقدار 300 ألف جندي، فإنها تخطط لتنمية سلاح مشاة البحرية بنسبة 400%، من 20 ألف إلى أكثر من 100 ألف جندي، وستدمج الوحدات البرمائية لجيش التحرير الشعبي في سلاح مُشاة بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني (PLANMC). الأمر الذي يمثّل تحولاً كبيراً في التخطيط الاستراتيجي الصيني، نحو قوة يمكنها "حماية طرق التجارة البحرية الشريانية وفرض مصالحها الخارجية المتزايدة"، وفقاً لمسؤولين حكوميين.

التحضيرات على قدم وساق

المهندسون الصينيون يجرون تعديلات على السفن التجارية لجعلها سفناً هجومية أفضل تكون قادرة على نقل مئات آلاف من جنود مشاة البحرية رفقة معداتهم (Others)

لعلّ من أهم ما تهتمّ به الصين حالياً هو تطويرها وتوسعة قدرات سلاحها في مُشاة البحرية، إذ تسعى لإدماج المزيد من قواتها البرية الأكثر تعداداً على مستوى العالم مع قواتها البحرية التي شهدت تضخماً هائلاً في السنوات الأخيرة، لدرجة وصفها بـ"الوحش البحري" من مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، نظراً لكثرة مشاريعها المستمرة في إنتاج قطع بحرية أكثر تطوراً وبأعداد ضخمة جاعلة من الأسطول الصيني الأضخم على مستوى العالم.

ولا تقتصر خطط بكين لغزو تايوان وبقية المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي والبحر الأصفر على أسطول البحرية الصينية وحسب، بل استحدثت في بداية عام 2017 قانوناً جديداً من السيطرة على سفن الشحن التجارية الصينية وقت الحاجة. وفي غضون هذا القانون، باشر المهندسون البحريون في تعديل السفن التجارية لجعلها سفناً هجومية أفضل، تكون قادرة على نقل مئات آلاف من جنود مشاة البحرية رفقة معداتهم.

ولغزو جزيرة تايوان، يرى الخبراء أنّ الصين قد تحتاج إلى نقل ما يصل إلى مليوني جندي عبر مضيق تايوان البالغ طوله نحو 100 ميل، الأمر الذي يُعدّ بمثابة عملية لوجستية معقدة للغاية، أكثر بكثير مما تستطيع بحرية جيش التحرير الشعبي نقله، حيث إن مهمة نقل الجنود ستوكل إلى الآلاف من سفن الشحن التجارية التي يجري العمل على تعديلها بسرعة كبيرة.

وفي السياق ذاته، قال المحلل في مشروع 2049 التابع لمعهد فرجينيا، إيان إيستون: "إذا كانت قوة غزو جيش التحرير الشعبي الصيني عبارة عن مليون أو أكثر من الرجال، فربما نتوقع تسليمهم من أسطول مكوّن من آلاف أو حتى عشرات الآلاف من السفن، مدعوماً بآلاف الطائرات والمروحيات". ووفقاً لإيستون، فإن ما يقرب من 1000 سفينة كبيرة تابعة لشركة (COSCO Shipping Corporation) الصينية يمكن أن تشكّل العمود الفقري لهذا الأسطول المرتجل.

TRT عربي