لماذا تسعى إسرائيل للسيطرة على محور فيلاديلفيا وما أهميته؟ / صورة: Reuters (Amr Abdallah Dalsh/Reuters)
تابعنا

منذ نقلها المعارك من شمال غزة إلى جنوبها، أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، برزت أهداف الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة العسكرية على الشريط الحدودي العازل بين القطاع وسيناء المصرية، الذي يسمى محور "فيلاديلفيا"، والذي ظل منطقة منزوعة السلاح منذ الاتفاقات المصرية-الإسرائيلية لعام 1979.

بالمقابل، أشارت وسائل إعلام عبرية ودولية، بأن مصر رفضت طلبات إسرائيل بالتعاون معها في السيطرة على محور فيلاديلفيا. فيما تطرح هذه المستجدات أسئلة حول الوضع القانوني والأمني لهذا المحور، كما حول مدى أهميته الاستراتيجية لإسرائيل.

القاهرة ترفض طلب إسرائيل

ذكرت وكالة "رويترز" الثلاثاء، نقلاً عن ثلاثة مصادر أمنية مصرية أن القاهرة رفضت التعاون مع إسرائيل، في مقترحها لـ"تعزيز الإشراف الإسرائيلي على المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة".

وقالت المصادر المصرية إن إسرائيل اتصلت بمصر لتأمين منطقة محور فيلادلفيا العازلة الضيقة على طول الحدود، جزءاً من الخطط الإسرائيلية للسيطرة على المحور من أجل "منع هجمات (المقاومة الفلسطينية) في المستقبل".

وفي الوقت ذاته، أكدت وسائل إعلام عبرية، بأن القاهرة رفضت طلباً من تل أبيب بأن تتولى إسرائيل تأمين منطقة محور فيلادلفيا.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن "إسرائيل طلبت من مصر تركيب أجهزة استشعار على طول محور فيلادلفيا لتنبيهها في حالة حاولت حماس إعادة بناء الأنفاق وشبكة التهريب، فضلاً عن السماح بإرسال طائرات استطلاع بدون طيار إسرائيلية إلى الحدود".

وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، "زار منسق العمليات الحكومية في المناطق الفلسطينية اللواء (الإسرائيلي) رسان عليان القاهرة الثلاثاء، على رأس وفد أمني". وأوضحت الصحيفة أن هدف الزيارة كان مناقشة الترتيبات الأمنية في منطقة محور فيلادلفيا، وبحث صفقة جديدة محتملة لتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

فيما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية: أن "المسؤول الكبير في الجيش الإسرائيلي عاد إلى البلاد مساء اليوم (الثلاثاء) بعد زيارة لمصر". وحسب الأناضول، لم يصدر تعقيب من القاهرة بشأن ما ذكره الإعلام العبري عن زيارة الوفد الإسرائيلي.

ونفى مسؤول مصري، في حديثه يوم الاثنين لقناة "القاهرة الإخبارية"، المقربة من السلطات المصرية، "ما زعمته تقارير إعلامية عن تعاون مصري-إسرائيلي فيما يخص محور صلاح الدين/فيلادلفيا"، مؤكداً أن "مثل هذه الأنباء عارية عن الصحة".

ما "محور فيلاديلفيا"؟

ويعد "محور فيلاديلفيا" شريطا حدودياً ضيقاً، يمتد على طول 14 كيلومتراً بين البحر المتوسط شمالاً إلى معبر كرم أبو سالم جنوباً. يقع هذا المحور ضمن المنطقة "د" العازلة بموجب اتفاقية السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل عام 1979.

وتفرض اتفاقية السلام قيوداً عديدة ونوعية على نشر القوات على جانبي الحدود، بما في ذلك الجانب المصري للمحور. وتشترط أن يكون المحور الحدودي منطقة منزوعة السلاح، مع حق مصر في الإبقاء على أسلحة خفيفة لقوات الشرطة في المنطقة (ج) في سيناء.

وبعد "اتفاقية غزة وأريحا" (أوسلو 2) عام 1995، بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وافقت إسرائيل على الإبقاء على المحور بطول الحدود شريطاً آمناً. وبعد قرار فك الارتباط الأحادي الذي اتخذته إسرائيل بخصوص سيطرتها على غزة، انتقلت إدارة المحور إلى الفلسطينيين والمصريين.

لماذا تسعى إسرائيل للسيطرة على محور فيلاديلفيا وما أهميته؟

خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، استهدفت إسرائيل مراراً وتكراراً محور فيلادلفيا، وهو ما يعد انتهاكاً لاتفاقية السلام التي وقعتها مع مصر عام 1979. وسبق أن ذكر موقع "والا" العبري، في 23 ديسمبر/كانون الأول، أن عملية عسكرية غير عادية جرت بين معبر كرم ابي سالم ورفح عند محور فيلادفيا.

وسبق أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، للمرة الثالثة رغبة تل أبيب في السيطرة على "محور فيلادلفيا" بعد انتهاء الحرب على غزة. وانتقدت السلطات الفلسطينية هذه التصريحات، معتبرة إياها تنسف اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر.

وتبرر إسرائيل مساعيها للسيطرة على "محور فيلاديلفيا"، بمنع المقاومة من استغلال الحدود للحصول على الإمدادات التي تمكنها من شن هجمات ضد الاحتلال.

وحسب المحلل الاستراتيجي الإسرائيلي يوني بن مناحيم، فإن "السيطرة (الإسرائيلية) على "محور فيلادلفيا" تؤدي فعلياً إلى قطع الاتصال البري الوحيد بين قطاع غزة ومصر"، كما يمكن "ترجمة تلك السيطرة إلى سيطرة على معبر رفح، وهو المعبر الحدودي الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم العربي".

TRT عربي