زارها رغم الحصار.. كيف ذهب زيلينسكي إلى باخموت؟ وما رسائل الزيارة؟/الصورة:  UKRAINE'S PRESIDENTIAL OFFICE (Others)
تابعنا

ذكر موقع الرئاسة الأوكرانية على الإنترنت أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زار، يوم الأربعاء، مواقع عسكرية في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس، بالقرب من بلدة باخموت الواقعة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، والتي شهدت أطول معركة وأكثرها دموية منذ بدء الغزو الروسي قبل عام.

وكتب زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية: "منطقة دونيتسك. المواقع الأمامية للجيش الأوكراني في منطقة باخموت". "يشرفني أن أكون هنا اليوم لأكافئ أبطالنا. لمصافحتهم وشكرهم على حماية سيادة بلادنا".

فيما أظهرت لقطات فيديو نشرها مكتب زيلينسكي أنه يلتقي الجنود في مستودع صناعي قديم وهو يعطي ميداليات للجنود الذين أنهكتهم المعركة.

يذكر أن زيارة زيلينسكي قد جاءت بعد أيام قليلة من زيارة مفاجئة أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدينة ماريوبول التي ضمتها روسيا لأراضيها العام الماضي. الأمر الذي رأى فيه الخبراء أن زيلينسكي يبدو أنه أراد توجيه رسالة مفادها عزم كييف التمسك بهذه المنطقة رغم إعلان الروس عن سقوطها مؤخراً.

زيارة سرية

على الرغم من أن الرئاسة الأوكرانية لم توضح متى جرت الزيارة بالضبط، إلا أن المراقبين يرون أنها قد جرت عقب إعلان القوات الانفصالية الموالية لروسيا أنها قد أحكمت محاصرتها لبلدة باخموت، التي تشهد معارك طاحنة منذ صيف العام الماضي.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن زيارة زيلينسكي المفاجئة يوم الثلاثاء إلى باخموت لحشد الجنود هناك، ربما كانت الزيارة الأكثر جرأة لخطوط الجبهة منذ هجوم روسيا على أوكرانيا، ومظاهرة للتحدي في مواجهة هجوم موسكو المتواصل على المدينة الشرقية المدمرة.

وقال زيلينسكي في منشور منفصل إنه زار أفراداً من القوات الأوكرانية الذين يتلقون العلاج من الإصابات، حيث شوهد وهو يتجول في المستشفى مع الأطباء ويحيي الجنود المتعافين.

وكان الزعيم الأوكراني قد زار العسكريين داخل باخموت أواخر العام الماضي، قبيل رحلة تاريخية إلى الولايات المتحدة، وهي أول رحلة له إلى الخارج منذ بدء الهجوم الروسي.

ما الذي على المحك في باخموت؟

على الرغم من القصف الروسي العنيف المستمر منذ أشهر وموجات الهجوم من قبل تشكيلات من مجموعة فاغنر، فإن المدينة قد ظلت تحت السيطرة الأوكرانية.

ولكن خلال الأشهر القليلة الماضية، حققت القوات الروسية مكاسب ثابتة في طريقهم للسيطرة المُحكَمة على باخموت. فيما قال رئيس فاغنر يفغيني بريجوزين، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن قواته تقود هجوم موسكو على المدينة، وإنها تسيطر على حوالي 70% من باخموت.

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية يوم الأربعاء إن هجوماً مضاداً أوكرانيّاً غربي باخموت من المرجح أن يخفف الضغط على طريق الإمداد الرئيسي للمدينة، وإن هجوم روسيا على المدينة قد يفقد "الزخم المحدود" الذي كان يتمتع به.

وأضاف بيان المخابرات أن "القتال مستمر حول وسط المدينة والدفاع الأوكراني لا يزال معرضاً لخطر التطويق من الشمال والجنوب".

لماذا الإصرار على باخموت؟

حسب الخبراء والمراقبين، لطالما كانت المدينة المدمرة نقطة محورية في الحرب حيث تحاول القوات الروسية إحياء حملتها العسكرية في الشرق، ولكن مع تصاعد الخسائر للطرفين، تحولت سيطرة أوكرانيا على المدينة المنكوبة إلى أهمية رمزية أكثر منها عسكرية أو استراتيجية.

إذ تقول كييف إن معركة المدينة الصناعية، التي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالي 80 ألف نسمة، أمر بالغ الأهمية لكبح القوات الروسية على طول الجبهة الشرقية بأكملها.

ولمدة تسعة أشهر، فرضت روسيا حصاراً على باخموت من أجل إسقاطها، وذلك على الرغم من أن الاستيلاء على المدينة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا لن يؤثر تأثيراً يُذكر لتغيير مسار الحرب. فيما شهدت الأسابيع الأخيرة تركز القتال في باخموت، لا سيما أن كييف ما زالت تصر على الدفاع باستماتة عن المدينة التي تقول واشنطن إنها غير مهمة من الناحية الاستراتيجية، فضلاً عن أن استنفاد القوات الأوكرانية للجنود والذخيرة في هذا الموقع من شأنه أن يضرّ بخطط الهجوم المضاد الكبير في الربيع.

وعانى الجانبان من خسائر فادحة حولت، بدورها، المدينة إلى أطلال مشتعلة، لكن أوكرانيا تكبدت خسائر كبيرة في الدفاع عن المدينة فيما تعلن القوات البرية التي تقودها مجموعة فاغنر الروسية مكاسب وتشير إلى إمكانية تطويق المدينة قريباً.

TRT عربي
الأكثر تداولاً