"شرسة وخاطفة".. كيف ستغيّر المدرعات الغربية مسار الحرب في أوكرانيا؟ / صورة: Reuters (Ints Kalnins/Reuters)
تابعنا

مثّل التدفق الهائل للأسلحة الغربية إلى أوكرانيا تحولاً كبيراً في مسار الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 أشهُر، وبينما مكّنَت هذه الأسلحة، وبالأخصّ صواريخ جافلين ومدافع هاوتزر وراجمات هيمارس، من تقدُّم القوات الروسية واستعادة مساحة شاسعة من الأراضي التي سبق أن احتُلّت شرقي وجنوبي البلاد، شكلت أيضاً تحوّلاً كبيراً في نهج واشنطن تجاه كييف وتجاوزاً للخطوط الحمراء التي سبق أن وُضعَت على بعض الأسلحة الهجومية.

لكن تزايد الهجمات الروسية على البنى التحتية في أوكرانيا، واستمرار القتال من قُرب في باخموت، إضافة إلى ثبات الخطوط الأمامية في جنوب وشرق البلاد، لم يدفع واشنطن إلى الموافقة على إرسال منظومة باتريوت وحسب، بل شجّع الحلفاء الغربيين لتلبية طلب الرئيس الأوكراني تزويد أوكرانيا بالدبابات.

وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، اتفق جو بايدن ونظيره الألماني أولاف شولتز الخميس على إرسال مركبات مشاة قتالية لمساعدة أوكرانيا في محاربة روسيا، وذلك بعد يوم من إعلان فرنسا أنها ستزود كييف بمركباتها المدرعة، في محاولة لإحداث اختراق في الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر.

المدرعات في الطريق إلى أوكرانيا

قالت أوكرانيا مراراً وتكراراً إنها بحاجة إلى 600-700 مركبة قتال مشاة بالإضافة إلى 300 دبابة من الغرب من أجل منح جيشها فرصة لاختراق المواقع الروسية المحصنة بشكل متزايد على طول خط المواجهة. مع ذلك كانت الولايات المتحدة وألمانيا حذرتين من تزويد أوكرانيا بدروع من طراز الناتو، لأنهما تخشيان أن تفسرها روسيا على أنها تصعيدية. لكن قرار توريد العربات المدرعة الغربية مهمّ، ولو امتنع البلدان عن إرسال الدبابات، وفقاً للغارديان.

وفي بيان نشره الخميس قال البيت الأبيض: "تعتزم الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بمركبات برادلي القتالية، وتعتزم ألمانيا تزويد أوكرانيا بمركبات مشاة قتالية من طراز ماردير". فيما سيقوم كلا البلدين بتدريب الجيش الأوكراني على استخدام هذه المركبات القتالية.

وفي سياق متصل قالت فرنسا الأربعاء، إنها تزيد مساعداتها العسكرية لكييف من خلال توفير عدد غير محدد من دبابات خفيفة من طراز "إيه إم إكس-10 آر سي" القادرة على أداء أدوار استطلاع ودعم دبابات القتال الرئيسية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول أعلنت أستراليا أنها قدمت بالفعل لكييف 90 من مركبات التنقل المحمية من طراز بوشماستر، وهي وحدات مدرعة معززة ضدّ الألغام ونيران الأسلحة الصغيرة وتهديدات أخرى.

ماذا عن الدبابات؟

حتى اللحظة، يدور الحديث كله حول تحرك الحلفاء الغربيين لإمداد كييف بمركبات قتالية مدرعة لأول مرة، ولكن ليس الدبابات الثقيلة التي طلبتها لمحاربة روسيا. ومن شأن تلك المركبة أن تمنح أوكرانيا مزيداً من القوة القتالية في ساحة المعركة وتعزز قدرتها في حرب الخنادق.

وطوال الأشهر العشرة من عمر الحرب، طالما اهتمت أوكرانيا بالدبابات والدروع الغربية لاستكمال أسطولها المنخفض من دبابات T-64 و T-72 ذات التصميم السوفييتي، فيما تلقت كييف نحو 200 دبابة من فترة ما بعد الاتحاد السوفييتي من دول أوروبا الشرقية منذ بداية الحرب.

وعلى الرغم من تبرع بولندا بـ250 دبابة T-72 روسية الصنع، وتمويل الولايات المتحدة للتشيك من أجل ترقية 45 دبابة T-72 أخرى وإرسالها إلى أوكرانيا، فإن التحرك الغربي الأخير لم يصل بعد إلى حدّ إرسال دبابات قتالية ثقيلة مثل أبرامز الأمريكية وليوبارد الألمانية.

وبينما يتوقع الخبراء استمرار القتال العنيف لشهور على خط المواجهة الشرقي، قال القادة العسكريون منذ شهور إن دبابات ثقيلة من طرازات أبرامز ليوبارد من شأنها أن تقلب الموازين في بعض المعارك البرية القريبة المدى التي يتوقعون رؤيتها خلال الشتاء، وفقاً لما أوردته صحيفة بوليتيكو.

هل تقلب المدرعات الغربية موازين الصراع؟

بعد انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون الجنوبية هذا الخريف، يتوقع الخبراء أن يشجع تجمد الأرض في شهر فبراير/شباط المقبل القوات الأوكرانية على شنّ هجوم برمائي صعب يشبه إلى حد كبير إنزال نورماندي في الحرب العالمية الثانية لعبور نهر دنيبرو والسيطرة على أراضي الجانب الآخر.

ولإتمام المهمة الجنوبية على أكمل وجه، فضلاً عن اختراق الدفاعات الروسية والتقدُّم على المحور الشرقي أيضاً، يجادل الخبراء العسكريون بأن كييف باتت بحاجة إلى دبابات غربية حديثة لخوض معارك برية عبر الخطوط الأمامية، فيما قال قائد دبابات الجيش البريطاني السابق ومحلل حرب الأرض في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بن باري، إن "الدبابات قد تكون حاسمة لأنه لا بديل إذا كنت تريد مهاجمة تشكيلات العدو في مواقع دفاعية".

وبينما يتطلب الهجوم البري استخداماً مشتركاً للدبابات والدروع الثقيلة والمشاة، فإن مدرعات برادلي الأمريكية تُعتبر دبابات قتالية صغيرة سريعة قادرة على المناورة وإحداث الفارق في مواجهة الدبابات الروسية، خصوصاً أنها مزودة بمدفع رشاش من طراز "25 ملم" مثبَّت على برج متحرك، ومدفع رشاش "7.6 ملم"، وهي قادرة على إطلاق ذخائر خارقة للدروع وحمل صواريخ موجهة أيضاً، وفقاً لتقرير نشرته مجلة فوربس.

TRT عربي