يوسع حزب "فوكس" اليميني المتطرف شعبيته في الأندلس مستغلاً الوضع الفلاحي الصعب الذي يمر به مزارعو المنطقة. (Oscar Del Pozo/AFP)
تابعنا

ينتظر إقليم الأندلس، جنوب إسبانيا، انتخابات لاختيار أعضاء برلمانه المحلي في 19 يونيو/حزيران القادم. انتخابات دعا إليها زعيم الإقليم خوان مانويل مورينو، عن حزب الشعب اليميني المحافظ، معتبراً أن الإقليم بحاجة إلى تفويض حكومة جديدة قبل انتهاء ولاية الحكومة التي يرأسها حالياً في ديسمبر/ كانون الأول القادم.

فيما يتوقع مراقبون تحقيق حزب "فوكس" اليميني المتطرف اختراقاً كبيراً في هذه الانتخابات، والذي وسَّع قاعدته الشعبية في الإقليم الفلاحي مستغلاً موجة الجفاف القاسية التي تمر بها، خالقاً تذمراً واسعاً بين المزارعين. بالمقابل يهدد هذا السيناريو عدداً من العمالة المغاربية والمهاجرين الأفارقة هناك، والذين دأب النشاط الزراعي على توفير فرص عمل كثيرة لهم.

"فوكس" يستعد لحكم الأندلس

حسب استطلاعات الرأي الأخيرة، يحتل حزب فوكس المركز الثالث بين الأحزاب الأكثر شعبية في الأندلس، حيث 19% من سكان الإقليم أبانوا عن نية في التصويت له. نسبة لايزال بعيداً بها عن تحقيق الأغلبية المطلقة، لكنها تكشف تحقيقه قفزة كبير بثماني نقاط مقارنة بالاستطلاعات نفسها سنة 2018.

في اختراق يطمح لإحرازه زعيم الحزب، سانتياغو أباسكال، ويعد له سياسياً بترشيح رئيسة فريقه البرلماني ماكارينا أولونا لتكون على رأس لائحة مرشحيه في انتخابات الإقليم. ووصف أباسكال مرشَّحته في حديث مع الصحافة المحلية، قائلاً: "إذا كنتم تسألونني عن ماكارينا أولونا، فأنا أراها الأقرب لأن تكون رئيسة".

وحسب "إلباييس" فإن مرشَّحة "فوكس" هي "الأكثر شعبية في الأندلس، حتى من الحزب نفسه". وترجع الصحيفة الإسبانية ذلك لدأب أولونا على إجراء جولات بالإقليم الذي يعتمد اقتصاده في غالبيته على الفلاحة، والتقرب من كبار مزارعيه وملاك الأراضي هناك، ما مكنها من الحصول على دعم بعضهم.

الجفاف يوسع قاعدة "فوكس"

حسب تقرير لموقع "بوليتيكو" الأمريكي، عدد كبير من مزارعي الأندلس صرحوا بمنح أصواتهم لحزب "فوكس" في الانتخابات المحلية القادمة، ذلك لأن "محلياً يجب التصويت على الأشخاص، قبل الأحزاب" على حد زعمهم. الأمر الذي يرجح صواب استراتيجية أباسكال الانتخابية، في الدفع بمرشَّحة حزبه ماكارينا أولونا.

من جهة أخرى، يضيف الموقع، أن التغيرات المناخية التي "تغرق النصف الشمالي لإسبانيا بالفيضانات، فيما تعطش نصفه الجنوبي" تمثل عنصراً مهماً في استراتيجية فوكس الانتخابية، حيث عوض إفهام سكان المنطقة بأن ما يحصل ظاهرة عالمية، "يمنحهم وعوداً كاذبة باستثمار في مشاريع مائية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع".

ويهدد صعود فوكس في الأندلس، الذي يعرف وجود جالية عربية وإفريقية مهمة، أبرزها العمالة المغربية في الفلاحة، هؤلاء المهاجرين الذين يجعل منهم أحد الأسباب في الأزمة التي يعيشها الإقليم، ومن البطالة التي يعتبرها 53.8% من سكان الإقليم أهم مشاكله.

TRT عربي