كانت ضربات جماعة الحوثي اليمنية تستهدف طوال السنوات الماضية، السعودية بشكل أساسي ومستمر. فيما اقتصرت في الأثناء، على مجرد التهديد أو شن هجمات محدودة على أهداف إماراتية.
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع، قد صرح عام 2019، بعد فترة قصيرة من قصف الجماعة، شركة أرامكو بالسعودية بأنه: "لدينا عشرات الأهداف في الإمارات منها في أبو ظبي ودبي، وقد تتعرض للاستهداف في لحظة".
لكن الهجوم الأخير على أبو ظبي يوم الاثنين 17 يناير/كانون الثاني، فتح باب التساؤلات حول المنظومات الدفاعية الغربية التي تمتلكها الإمارات والسعودية ومدى جدواها.
الإمارات.. أكثر الأنظمة الدفاعية تطوراً
أثارت هجمات الحوثيين على مواقع في الإمارات العديد من التساؤلات، حول المنظومة الدفاعية لديها وقدرتها على تأمين أراضيها.
وتمتلك أبوظب منظومة باتريوت الدفاعية الأمريكية، كما ووقعت في شهر فبراير/شباط 2021 اتفاقية مع شركة رايثيون المتخصصة بالدفاعات الجوية، لشراء صواريخ باتريوت بقيمة تتجاوز 700 مليون دولار.
وكانت أبو ظبي حصلت في 3 مايو/ أيار 2019، على موافقة من البنتاغون على شراء 453 صاروخ باتريوت من نوع (PAC-3) المتطور بتكلفة بلغت 2.728 مليار دولار، لتصبح بذلك أول دولة شرق أوسطية تتعاقد على شراء هذا النوع.
كما أبرمت خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، صفقة هي الأكبر من نوعها بين الصفقات التسليحية لدولة الإمارات مع الولايات المتحدة، بقيمة 23.37 مليار دولار، تقضي بتزويد الإمارات 50 طائرة من طراز F35 و 18 طائرة حربية مسيرة، وصواريخ جو-جو، وجو-أرض.
وفي وقت سابق، تعاقدت الإمارات مع الولايات المتحدة، على شراء منظومتين من منظومة ثاد للدفاع الصاروخي، التي تعد أقوى نظام دفاع صاروخي على مستوى العالم. كما حصلت عام 2018 على نظام مود-5 وهو نظام عسكري متطور، لمراقبة الحركة الجوية، وتقنية يجرى مشاركتها فقط مع الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة.
وإن كانت تعد المسلح الأهم، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن الوحيدة في تجهيز الدفاعات الإماراتية، إذ وقعت أبو ظبي خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، صفقة عسكرية مع فرنسا بقيمة 19 مليار دولار. بموجبها تُسلم 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال F4 و12 طائرة هيليكوبتر من طراز كاراكال. وبذلك يكون سلاح الجو الإماراتي أول مستخدم لهذه الطائرات المقاتلة خارج فرنسا، التي تملك بدورها نحو ثلاث قواعد عسكرية في الإمارات.
هل فشلت المنظومات الدفاعية الغربية مجدداً؟
على الرغم من وجود منظومات دفاعية غربية متعددة وحديثة، إلا أن الحوثيون تمكنوا من استهداف العاصمة الإماراتية أو ظبي، بخمسة صواريخ باليستية وعدد كبير من الطائرات المسيرة المفخخة، ما أدى إلى انفجار 3 صهاريج لنقل المحروقات قرب خزانات شركة أدنوك للنفط، واندلاع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار أبو ظبي، مسفرة عن مقتل 3 أشخاص من المدنيين وإصابة 6 آخرين.
وفي الأثناء أدان المجتمع الدولي الهجمات التي طالت دولة الإمارات، وسط قلق لا تكاد تخفيه الولايات المتحدة بشكل رئيسي، من تمكن الصواريخ الحوثية، في اختراق المنظومات الدفاعية، وذلك على الرغم من الأسلحة المتطورة والأنظمة الدفاعية التي كانت قد حازتها الإمارات من واشنطن طيلة السنوات الماضية.
ولم يكن الهجوم الأخير، هو الاختبار الأول من نوعه للأسلحة الأمريكية، فقد منيت بالفشل سابقاً أيضاً، عام 2019، حين نجح الحوثيون آنذاك من قصف محطة آرامكو بالسعودية. وتحدثت حينها الوسائل الإعلامية الأجنبية عن فشل نظام باتريوت 2 الأمريكي في حماية السعودية، ليعاد السيناريو اليوم بدرجة لا تقل خطورة، وتضع جدوى هذه الأنظمة على المحك.
وعلى الرغم من أن بعض المحللين والخبراء العسكريين قد أشاروا إلى أن نجاح الحوثيين في قصف الإمارات لا يدل بالضرورة على عجز المظومات الدفاعية الإماراتية في صد الهجوم، وإنما يرجع ذلك إلى أن احتمالات الخطأ واردة في أي دولة أو جيش، فإن خبراء ومحللين على الضفة المقابلة أكدوا على ضرورة تنويع الإمارات ودول الخليج لمصادر تسلحها لتطوير كفاءتها. وهو التوجه الذي يبدو أن بعض الدول الخليجية تفكر فيه، وتعارضه الولايات المتحدة بشدة، خصوصاً إذا تعلق بصفقات تسلح تبرم مع الصين أو روسيا.