تابعنا
تشهد أعداد الجرائم التي تستهدف المسلمين في أنحاء العالم بدافع الكراهية ارتفاعاً مخيفاً، وكان آخر هذه الجرائم مقتل عائلة مسلمة بكندا على أيدي شاب عشريني.

صرحت الشرطة الكندية يوم الاثنين 7 يونيو/حزيران الجاري أنه حسب شهود عيان، قام شاب يدعى ناثانيال فيلتمان ويبلغ من العمر 20 سنة، يوم الأحد بدهس عائلة مسلمة في مدينة أونتاريو الكندية.

تسببت الحادثة في مقتل أفراد العائلة وهم أربعة أشخاص، الجدة وتبلغ من العمر 77 عاماً والأب يبلغ 46 عاماً ويعمل معالجاً طبيعياً، والأم التي تبلغ 44 عاماً وتعمل على درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية في جامعة ويسترن في لندن، وطفلة لا تزال تنهي الصف التاسع وتبلغ من العمر 15 عاماً، فيما تعرض الطفل صاحب السنوات التسع لإصابات بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى. وكانت العائلة قد انتقلت من باكستان إلى كندا منذ 14 عاماً.

أثارت الحادثة فزع وحزن الكثيرين وخاصة الجالية المسلمة بكندا، التي يتزايد التهديد لها بالتعرض لجرائم كراهية يوماً بعد يوم وأصبحت حياة الجميع اليوم مهددة بالخطر.

فزع وحزن كبير بكندا إثر حادثة دهس عائلة مسلمة بمدينة أونتاريو (Reuters)

مسلمو كندا في مواجهة جرائم الإسلاموفوبيا

حسب ما صرحت به الشرطة الكندية فإن المشتبه به فيلتمان قد خطط لعملية الدهس ضد العائلة المسلمة، وأن دافعه الأساسي في ذلك كان الكراهية.

لم تكن هي الحادثة الأولى التي تعرض لها المسلمون في كندا، ففي 29 مارس/آذار 2019 أصدر المركز الكندي لإحصاءات العدالة وسلامة المجتمع بياناً يكشف فيه عن ارتفاع جرائم الكراهية التي أبلغت عنها الشرطة والتي تستهدف المسلمين، من نحو 166 حادثة سنة 2018 إلى ما يقارب 181 حادثة سنة 2019، هذه الأرقام تبدو مفزعة وتضع السلطات الكندية أمام مسؤولية تأمين مواطنيها والأقليات لضمان الأمن والسلم المجتمعيين.

يرى كثيرون أن هذه الحادثة تبدو الأسوأ منذ حادثة مسجد كيبيك في يناير/كانون الثاني سنة 2017، حيث أطلق رجل كندي النار على ستة مصلين وأصاب 19 آخرين بجروح خطيرة. وحُكم حينها على الجاني بالسجن المؤبد.

كما وقع هجوم دهس مماثل في كندا في عام 2018، عندما قام شخص باستخدام شاحنته لدهس مشاة في مدينة تورنتو فتسبب في مقتل 10 أشخاص.

وأشارت أيضاً تقارير إعلامية بداية السنة الحالية إلى تعرض مسلمات صوماليات كنديات في مدينتي إدمونتون وكالغاري في مقاطعة ألبرتا، إلى الاعتداء والتهديدات بالقتل، وكان دافع المعتدين في ذلك الكراهية والإسلاموفوبيا.

فأصبحت اليوم الجالية المسلمة، المقيمة في العديد من المقاطعات الكندية، تواجه خطراً محدقاً من المتطرفين اليمينيين والمجرمين الذين تحركهم مشاعر الكراهية.

الموقف الرسمي الكندي من حادثة أونتاريو

في تغريدة له على حسابه على تويتر قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إنه يشعر بالرعب بسبب الأخبار المتواردة عن حادثة الدهس في مدينة أونتاريو الكندية، ووجه نداء للمسلمين في كندا وفي جميع أنحاء العالم قائلاً: "إلى الجالية المسلمة في لندن والمسلمين في جميع أنحاء البلاد، اعلموا أننا نقف معكم. الإسلاموفوبيا ليس لها مكان في أي من مجتمعاتنا. هذه الكراهية ماكرة وحقيرة ويجب أن تتوقف".

من جانبه صرح عمدة لندن في بيان صادر له في اليوم التالي من الحادثة أنه "كان هذا عملاً من أعمال القتل الجماعي، ارتكب ضد المسلمين ... متجذراً في كراهية لا توصف. هذا الفعل الناجم عن الكراهية، أي فعل الإسلاموفوبيا، يجب أن تتبعه أعمال رحمة".

وأصدر العمدة قراراً بتنكيس الأعلام وتحديد 3 أيام حداد تضامناً مع الضحايا والجالية المسلمة في كندا.

كما صرح هارجيت ساجان، وزير الدفاع الوطني الكندي، بأنه "شعر بالذهول عندما علم بمقتل أربعة كنديين مسلمين في لندن أونتاريو، في هجوم شنيع معادٍ للإسلام".

و في السياق ذاته غرد رئيس وزراء أونتاريو دوج فورد على تويتر قائلاً: "لا مكان للكراهية والإسلاموفوبيا في أونتاريو".

وشدد مصطفى فاروق الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للمسلمين الكنديين في بيان للمنظمة، على ضرورة تشديد العقوبة على الجاني والتعامل مع الحادثة كعمل إرهابي على الأراضي الكندية.

وندد سياسيون وناشطون مدنيون بالحادثة داعين الجميع للتوحد ضد الإسلاموفوبيا، والدفع بمزيد من الضغط على السلطات الكندية لمعاقبة المجرمين والمتواطئين في جرائم الكراهية ضد المسلمين.

TRT عربي