سنة 2013 حدث خلاف بين ممثّلي الجاليتين الجزائرية والمغربية حول تعيين رئيس "مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا" (mosqueedeparis)
تابعنا

كشفت الحكومة الفرنسية عن خطتها لتأسيس "منتدى الإسلام في فرنسا"، ليحلّ كإطار فيدرالي يرعى الشأن الديني لمسلمي البلاد، بعد إعلان حلّ "مجلس الديانة الإسلامية بفرنسا" الذي كان يرأسه المغربي محمد موسوي.

جاء هذا الإجراء عقب تقهقر دور المجلس، والعطل الذي أصاب أعماله منذ أكثر من عام، وحالة الانقسام في صف ممثلي مسلمي فرنسا جراء قوانين ماكرون للتضييق عليهم، وجراء الخلافات التي طغت على الساحة المغاربية التي تنتسب إليها بالأصل تلك الممثليات.

حل "المجلس" وتشكيل "المنتدى"

في ظهور إعلامي أخير له، أعلن رئيس "مجلس الديانة الإسلامية بفرنسا" أن المنظمة "لم تعُد قابلة للاستمرار"، وبالتالي ينبغي أن تحلّ نفسها بعد 20 سنة قضتها في رعاية الشؤون الدينية للجالية المسلمة بالبلاد.

في المقابل أعرب موسوي عن تأييده المنتدى الذي تعتزم الحكومة الفرنسية إطلاقه بديلاً من المجلس، والذي بموجبه سيُعقَد مرة كل سنة، بحضور ممثلين عن مسلمي كل مقاطعة فرنسية.

إذ أوضح الرئيس ماكرون خلال لقائه الممثليات الدينية الإسلامية الأربعاء، أنه يسعى من خلال هذا المنتدى لتمثيل للإسلام بأطراف محلية استكمالاً لاجتماعات عُقدت على صعيد المقاطعات في السنوات الأخيرة. وبدأت أربع مجموعات عمل من الآن الاجتماع من بُعد، حسبما أكدت وزارة الداخلية الفرنسية لوكالة الأنباء الفرنسية.

أزمات بجذور مغاربية

ويعيش المجلس منذ سنة على الأقلّ أزمة كبيرة عطّلت كل أنشطته، تعود إلى خلاف الممثليات الإسلامية المنضوية تحته حول صياغة "ميثاق جمهوري" للأئمة، الذي فرضه قانون ماكرون لمحاربة "الانعزالية الإسلامية". بالإضافة إلى حالة الانقسام مع انسحاب عدد من تلك الممثليات من المجلس، بقيادة مسجد باريس الكبير، وتأسيس "مجلس وطني للأئمة" مستقلّ.

بيد أن لهذا الانقسام أسباباً أخرى، تمتدّ جذورها إلى الجهة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، حيث يُلقي الخلاف بين المغرب والجزائر ظلاله على تلك الممثليات، دافعاً إلى تصادم الممثليات المغربية ونظيراتها الجزائرية، على رأسها "مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا" الذي يقوده المغربي محمد موسوي، ومسجد باريس الذي يقوم عليه الجزائري شمس الدين حفيظ.

وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الصدام وسط الجالية الواحدة، بل قبلها سنة 2013 حدث خلاف بين ممثّلي الجاليتين الجزائرية والمغربية حول تعيين رئيس "مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا" مما عرقل انتخابات تجديد هياكله. وفي سنة 2018 اندلع نزاع بين الجاليتين حول رئاسة مسجد باريس الكبير، إذ احتجّ المغاربة على اختيار دليل بوبكر، الفرنسي من أصول جزائرية، قائماً عليه.

TRT عربي - وكالات