تابعنا
السلطات الأردنية وعلى مدار 9 أشهر اتخذت العديد من الإجراءات التي تتعلق بالإغلاق وحظر التجوال ووقف التعليم بالمدارس والجامعات وإغلاق المحال، ما أثر بشكل مباشر على حياة اللاجئين السوريين في المخيمات.

يجاهد الأردن بكل ما لديه من إمكانات لمنع توسع انتشار فيروس كورونا في البلاد، وتكثف الجهات المختصة بشكل أكبر من الإجراءات الصحية لمنع انتشار الفيروس بين المواطنين والمقيمين، حيث لم يكن اللاجئون السوريون بمنأى عن الأزمة، إذ فاقم الفيروس حجم معاناتهم وأثقل كاهلهم.

السلطات الأردنية وعلى مدار الـ9 أشهر الماضية اتخذت العديد من الإجراءات التي تتعلق بالإغلاق وحظر التجوال ووقف التعليم بالمدارس والجامعات وإغلاق المحال، ما أثر بشكل مباشر على حياة اللاجئين السوريين في المخيمات، الذين يعانون أساساً من أزمات مالية ومعيشية وصحية وانقطاع المساعدات عنهم بسبب حظر التجوال.

وقررت السلطات من بداية آذار/مارس حتى نهاية أيار/مايو هذا العام منع الدخول والخروج من مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، إلى جانب منع الزيارات والاختلاط وإغلاق المحال والأسواق في المخيمات لتلافي انتشار الفيروس، إلى إن خفضت القيود قليلاً وسط التشديد على الإجراءات الصحية الصارمة.

ويستضيف الأردن نحو 671 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بينما تُقدر الحكومة الأردنية عدد من لجؤوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ عام 2011.

حماية من الفيروس وتدهور اقتصادي

السورية أم محمد (37 عاماً) تعيل 4 أطفال وتعيش في مخيم الزعتري أكبر مخيمات السوريين في الأردن تحدثت لـTRT عربي عن الأيام التي أمضتها خلال حظر التجوال في المخيم، وانقطاعها عن عملها في أحد مشاغل الخياطة خارجه، فيما تتقاضى منه راتباً شهرياً بمقدار 220 ديناراً أردنياً (310 دولارات أمريكية).

تقول أم محمد "أغلق المخيم مع بداية الأزمة، وقررت السلطات الأمنية منع خروج اللاجئين من المخيم أو الخروج من الكرفانات خلال ساعات الحظر الأمر الذي حصّن سكان المخيم من الإصابة بالفيروس، إلا أنه كان له أثر سلبي على الوضع الاقتصادي والمعيشي للاجئين، كما انخفضت كمية المساعدات من المنظمات الإغاثية بسبب الحظر".

وتبين أنه بعد مضي 5 أشهر على الأزمة "سُمح لنا بالخروج والعمل، بعد الحصول على تصريح أمني، وسط إجراءات صحية مشددة وسحب عينات كورونا "أنفية وبلعومية" من قبل الفرق الصحية، واشتراط أن تكون العودة للمخيم في وقت محدد قبل بدء ساعات الحظر الجزئي.

المفوضية تضاعف الإجراءات

الناطق الإعلامي باسم المفوضية محمد الحواري قال إنه بعد إصابة 6 لاجئين بكورونا في مخيمي الأزرق (5 حالات) والزعتري (حالة واحدة) زادت إجراءات المفوضية ووزعت بالتعاون مع وزارة الصحة فرقاً للتقصي الوبائي داخل المخيمات، وبدأت بتوسيع نطاق عملها لسحب العينات العشوائية، خاصة ممن يعملون خارج المخيمات.

وبين الحواري لـTRT عربي، أن المفوضية على استعداد للتعامل مع الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد في مخيمات اللاجئين السوريين في البلاد، مضيفاً أنها أسست مناطق للحجر الصحي، والعزل الذاتي في مخيمي الزعتري والأزرق خصيصاً لهذا الغرض.

وأشار إلى أنه جرى إيواء جميع العائلات التي كانت على اتصال بالأفراد الذين تأكدت إصابتهم وجرى نقلهم إلى منطقة البحر الميت المخصصة للعزل، وطُلب من أصدقاء وعائلات المصابين عزل أنفسهم.

وأوضح الحواري أنه جرى إنشاء مراكز الفحص والعلاج في كلا المخيمين، وخصصت خطوط ساخنة للحصول على المشورة، مؤكداً أنه في حالة ارتفاع الحالات فإن العيادات التي تشغلها المنظمات غير الحكومية مثل IMC وMSF الموجودة بالمخيمات جاهزة للتعامل مع هذه الأوضاع، وأن هناك 137 فرداً يخضعون حالياً للعزل الذاتي في انتظار نتائج اختبارات تفاعل فحوصات PCR.

عينات وفحوصات عشوائية

من جهته، قال ياسر العدوان محافظ مدينة المفرق، التي أقيم فيها مخيم الزعتري، إن 300 عينة كورونا لأشخاص مخالطين في مخيم الزعتري جرى فحصها وظهرت نتائجها سلبية.

وأوضح العدوان لـTRT عربي أنه جرى إجراء أكثر من 1000 اختبار PCR في مخيمي الزعتري والأزرق، منوهاً إلى أن الاختبارات العشوائية مستمرة وفقاً لبروتوكول صحي معتمد ووفقاً لمنهجية صحية علمية تنفذ في كل أرجاء المملكة.

كما قررت مديريات التربية التي تتبع لها المخيمات في لوائي البادية الشمالية الغربية والأزرق، التحول إلى التعليم عن بُعد في مدارس مخيم الزعتري لمدة أسبوع، كما أعلن عن تعليق الدوام في مدارس مخيم الأزرق بالإضافة للمراكز المجتمعية فيه.

بروتوكول صحي ثابت

مسؤول ملف كورونا في الأردن الدكتور عدنان أسحق قال إن الوزارة تُنفذ وتُطبق البروتوكول الصحي المعتمد على كل مخيمات اللاجئين، وتتابع بشكل حثيث مع الجهات المعنية وعلى رأسها المفوضية السامية.

وأشار اسحق بتصريح لـTRT عربي إلى أن فرق تقصي وبائي وعددها 3 فرق تعمل على سحب العينات العشوائية من اللاجئين، كما تتابع مع الجهات الأمنية داخل المخيم وتُطبق التعليمات الصحية الخاصة بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات ومنع إقامة التجمعات.

وأوضح أن ما يُطبق بكل أرجاء المملكة يُطبق داخل المخيمات دون اختلاف، مشيراً إلى أن التحديثات التي تطرأ على البروتوكول الصحي تشمل كل الإجراءات داخل المخيمات بشكل اعتيادي ديناميكي.

ونوه اسحق إلى أنه في حال تسجيل إصابة بفيروس كورونا داخل مخيم اللاجئين يجري نقل المصاب إلى مستشفى الأمير حمزة الحكومي المخصص لعزل المصابين كما يجري حجر المخالطين بمناطق الحجر المعتمدة من قبل الوزارة في البحر الميت.

ووفقا لبيانات وزارة الصحة الأردنية فقد سجل في البلاد منذ بداية أزمة فيروس كورونا حتى 17 أيلول الحالي 4131 إصابة، شفي منها 2415، وتوفي 26 شخصا بسبب الفيروس، كما أجرت فرق التقصي الوبائي حتى ذات التاريخ 1033934 فحصا مخبريا.

TRT عربي