زعيمة حزب "إخوان إيطاليا" جورجيا ميلوني في مؤتمر انتخابي (AP)
تابعنا

ثلاثة أيام تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية، المزمع عقدها في الـ25 من سبتمبر/ أيلول الجاري. ذلك بعد الانهيار المبكر لحكومة ماريو دراغي، إثر الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد شهر يوليو/تموز المنصرم، والتي حرمتها من أن تنهي ولايتها كاملة.

فيما ساهمت هذه الأزمة بصعود غير مسبوق في شعبية تيار اليمين المتطرف، عبر تحالف يجمع كلاً من أحزاب "إخوة إيطاليا" الفاشي الجديد، و"الرابطة" اليميني المتطرف، و"فورزا إيطاليا" المحافظ و"الوسطيون". هذا ويتصدر "إخوة إيطاليا"، بقيادة جورجيا ميلوني، استطلاعات الرأي ما يرجح احتمال فوزه بقيادة الحكومة القادمة.

شعبية غير مسبوقة

ومنذ الحزب "الفاشي الجمهوري"، الذي قاده بينيتو موسولين خلال أربعينيات القرن الماضي، لم تعرف القومية المتطرفة صعوداً في شعبيتها كما يحدث خلال الأسابيع الأخيرة، مع حزب "إخوة إيطاليا" بقيادة جورجيا ميلوني، والذي يعرّف نفسه حزباً فاشياً جديداً.

وحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، يحقق "إخوة إيطاليا" مستويات شعبية مرتفعة، إذ يتقدم الأحزاب المرشحة بحصد 25% من نوايا التصويت، يليه "الحزب الديموقراطي" بـ21% من النوايا، ثم حركة "5 نجوم" اليسارية بـ13.24%.

وترجح الاستطلاعات نفسها تصدّر ائتلاف اليمين نتائج انتخابات الأحد، وبلغت نسبة احتمال حصوله على الأغلبية ما يفوق 95%، بـ247 نائباً و127 سيناتوراً. ويقود حزب ميلوني هذا التحالف، إلى جانب "الرابطة" الذي حصل على 11.87% من نوايا التصويت، و"فورزا إيطاليا" الذي حصد 7.57% من النوايا، والوسطيين بـ1.49%.

من هم "إخوة إيطاليا

لا تجد زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" غضاضة في أن تربط حزبها بالحركة "الفاشية الجديدة" التي قام على أنقاضها، لكنها تميز نفسها عما نُظَّر له من قبل بينيتو موسوليني. ونقلاً عن وكالة "إيكا" الإيطالية، قالت جورجيا ميلوني إنها لم تعارض، وقت كانت عضواً في حلف "التحالف الوطني"، وصف الحزب للفاشية بـ"الشر المطلق".

ويدافع حزب ميلوني عن أيديولوجية قومية دينية متطرفة، ذلك ما يبرز من خلال شعاره الذي يختصرها في ثلاث كلمات: "الله والأسرة والوطن". كما يتبنى خطاباً شعبوياً، تفسره الزعيمة على أنه وضوح سياسي، هكذا صرحت لـ "واشنطن بوست" قائلة: "في عالم سياسي حيث يقول الجميع شيئاً ويفعلون شيئاً آخر، يكون نظام القيم الخاص بحزبنا واضحاً جداً (...) قد يعجبك ذلك أم لا، لكننا لسنا مضللين".

وكباقي أحزاب اليمين المتطرف، ينصب "إخوة إيطاليا" العداء للاجئين والمهاجرين، حيث تعهدت بنصب حاجز أمني في البحر المتوسط لمنع قوارب اللاجئين من الرسو على شواطئ البلاد. ووصفت المنظمات الإنسانية التي تقدم خدمات لهذه الفئة بممارسة "الاستبداد العرقي ضد الإيطاليين".

وحسب موقع "بوليتيكو" الأمريكي، تسود مخاوف داخل المجلس الأوروبي من التوجه الاقتصادي الذي تعد ميلوني بتطبيقه، والذي يهدف إلى غلق السوق الإيطالية أمام المنتجات الأجنبية، ما يجعل اقتصاد البلاد ذا مستويات المديونية المرتفعة عرضة محتملة للركود والأزمات.

TRT عربي