جانب من أنابيب خط السيل التركي لنقل الغاز الطبيعي  (AA)
تابعنا

ما "السيل التركي"؟

أعلن عن "السيل التركي" في الأول من ديسمبر/كانون الأول سنة 2014 الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أثناء زيارته لتركيا. وعُلّقت المفاوضات بشأنه في 3 ديسمبر/كانون الأول سنة 2015 بسبب توتر العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وأنقرة عقب إسقاط مقاتلة روسية قرب الحدود التركية مع سوريا، كما أعلن في حينه وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك. واستؤنف المشروع بعد عودة الدفء للعلاقات بين البلدين، ووُقّع المشروع رسمياً بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول سنة 2016.

ويتكون "السيل التركي" من خطَّي أنابيب سعة كل منها 15.75 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.

ومن المنتظر أن يمتدّ الخط الثاني من المشروع إلى إيطاليا عبر اليونان، أو إلى صربيا عبر بلغاريا، ويُرتقب بدء تشييد الجزء البري من الخط الثاني العام المقبل.

وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قال إنه "من الممكن بدء ضخ الغاز عبر خطَّي المشروع بسعة إجمالية قدرها 31.5 مليار متر مكعب، اعتباراً من 1 يناير/كانون الثاني 2020".

يمتد خطَّا "السيل التركي" عبر البحر الأسود من روسيا إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، على أن يغذّي الأنبوب الأول تركيا، والثاني دول جنوب شرقيّ وجنوبيّ أوروبا.

وستورّد روسيا الغاز عبر مشروع "السيل التركي" إلى زبائنها في شرق ووسط أوروبا، مستغنية عن أوكرانيا التي كان 80% من واردات أوروبا من الغاز الروسي يمرّ عبر أراضيها.

ومع تأزُّم الأوضاع السياسية بين موسكو وكييف، وفشل روسيا في الخروج بمشروع بديل سمَّته "South Stream"، كان سيمر عبر البحر الأسود وبلغاريا، توجهت موسكو نحو تركيا.

مكاسب متبادَلة

تقول روسيا إن فشلها في التوصل إلى اتفاق بشأن مشروع "South Stream" مع بلغاريا، كان يعود إلى الضغوط التي تَلقّتها هذه الأخيرة من الاتحاد الأوروبي، إذ عارضته من جهةٍ المفوضية الأوروبية، إضافة إلى ضغط واعتراض أميركي بشأنه، بغرض تقليل تبعية أوروبا لروسيا في شِقّ الطاقة.

"وهنا كان على موسكو أن تبحث عن حليف قوي تَمثَّل في تركيا"، حسبما يقول أستاذ الاقتصاد في أكاديمية العلاقات الدولية أحمد ذكر الله لـTRT عربي.

"كان على موسكو أن تبحث عن حليف قوي تمثل في تركيا"

أستاذ الاقتصاد بأكاديمية العلاقات الدولية، أحمد ذكر الله

يرى ذكر الله أن "تركيا وروسيا تتوحدان في ما يخصّ سعيهما للابتعاد عن الهيمنة الأميركية والأوروبية، وهو ما يخدم من جهةٍ تركيا التي تعزّز مكانتها كقوة إقليمية ودولية، ويخدم اقتصادها الذي تريده أن يدخل تصنيف الاقتصادات العشرة الأولى في العالم، ومن جهة أخرى يخدم روسيا التي تضع نُصبَ أعينها أسواقاً جديدة أوروبية وآسيوية لا يمكن الوصول إليها دون العبور بالأراضي التركية، كما أن مشروع السيل يساعد على تقوية الحصة السوقية لروسيا في السوق الأوروبية".

تضع روسيا نصب أعينها أسواقاً جديدة أوروبية وآسيوية لا يمكن الوصول إليها دون العبور بالأراضي التركية

أحمد ذكر الله - أستاذ الاقتصاد في أكاديمية العلاقات الدولية

ولن يوفر "مشروع السيل" لتركيا فقط احتياجاتها من الغاز بأسعار تفضيلية، "بل إن مشروع السيل سيخفض تكلفة الإنتاج لديها ويوفر على الدولة مصاريف هامة، كما ستدعم مداخيلها عبر العائدات المتأتية من عبور الأنابيب بأراضيها" حسب ذكر الله. وتستورد تركيا أكثر من 90% من احتياجاتها من الطاقة.

ومن الناحية السياسية يأخذ مشروع "السيل التركي" بعداً مهماً يتعلق بالعلاقات بين روسيا وتركيا، إذ قال الرئيس التركي في وقت سابق إن المشروع بمثابة ضامن للعلاقات الاقتصادية والسياسية بين أنقرة وموسكو.

TRT عربي
الأكثر تداولاً