مغاربة يلوحون بعلم بلدهم بجوار جزائريين يحملون علم جبهة البوليساريو خلال المنتدى الاجتماعي العالمي في تونس 2015 (Getty Images)
تابعنا

ما المهم: انطلقت يوم الأربعاء المائدة المستديرة حول قضية الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو في العاصمة السويسرية جنيف، برعاية الأمم المتحدة، التي تأمل إحراز تقدم لنزاع طال أمده.

ويشارك في اللقاء كل من المغرب وجبهة البوليساريو وموريتانيا والجزائر، وهي الأطراف ذاتها التي شاركت في مفاوضات أعوام 2007 و2008 و2010 و2012، التي أُجريت عبر 6 جولات.

الخلفية والدوافع: تقع الصحراء الغربية شمال غربي إفريقيا، وتبلغ مساحتها نحو 266 ألف كيلومتر مربع، ويدير المغرب نحو 80% منها والباقي تديره جبهة البوليساريو.

تشير التقديرات إلى أن عدد سكان الصحراء الغربية يبلغ نحو نصف مليون، يتوزعون على المدن الرئيسة في المنطقة، التي خضعت للاستعمار الإسباني في الفترة الممتدة من 1884 إلى 1976، وبعد رحيله تنازعت السيادةَ عليها المغرب وجبهة البوليساريو.

صعّدت الجبهة من وتيرة عملياتها وحرّضت على المظاهرات المطالِبة بالاستقلال، بينما اتجه المغرب وموريتانيا إلى محكمة العدل الدولية.

تأسست جبهة البوليساريو في 20 مايو/أيار 1973، بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية، وكلمة البوليساريو هي انتقاء للحروف الأولى لعبارة إسبانية تعني "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب".

بدأ النشاط العسكري لجبهة البوليساريو أثناء الاستعمار الإسباني للمنطقة، وقد تلقت الجبهة دعماً من ليبيا والجزائر، وأعلنت ما بين 1975 و1976 تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وشكّلت حكومة في منطقة تندوف بأقصى الجنوب الجزائري.

في 16 أكتوبر/تشرين الأول عام 1975 أعلن المغرب تنظيمه المسيرة الخضراء باتجاه منطقة الصحراء، ثم بنى في ثمانينيات القرن الماضي جداراً رمليّاً حول مدن السمارة والعيون وبوجدور لعزل المناطق الصحراوية الغنية بالفوسفات عن هجمات البوليساريو.

وتعزّز موقف المغرب بتخلّي ليبيا منذ 1984 عن دعم البوليساريو وانشغال الجزائر بأزمتها الداخلية.

وتطالب الأمم المتحدة، منذ عام 1966، بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الصحراء، ولكن لم يتم تحقيق ذلك حتى الآن؛ بسبب الخلافات المتعددة بين البوليساريو والمغرب، التي كان أبرزها حول أهلية المصوّتين في الاستفتاء. وجددت الجمعية العامة للأمم المتحدة دعوتها للاستفتاء عام 2003 تحت إشرافها، إلا أن طرفي النزاع لم يستجيبا.

بالأرقام:

ـ النفط والغاز: لا توجد إحصائيات نهائية لمخزون النفط والغاز في الصحراء الغربية، إلا أن المؤشرات توحي بمخزون هائل في المنطقة.

ـ الفوسفات: يصل احتياطي الفوسفات في الصحراء لـ10مليارات طن ويشكّل 28.5% من الاحتياطي العالمي، وتمتد مناجمه على مساحة تقدر بـ800 كلم مربع، وتتراوح نسبة نقاوته ما بين 72 و75%.

ـ الملح: تُقدَّر الاحتياطيات بحوالي 4.5 ملايين طن، وتُستغل منذ 1991 عبر شركة "سوماسيل" المغربية، ويُقدَّر إنتاج المنطقة من الملح بحوالي 20000 طن في السنة.

ـ الصيد البحري: يبلغ طول السواحل الصحراوية على المحيط الأطلسي 600 كلم، وتوفر طاقة إنتاجية تُقدّر بحوالي مليون طن من الأسماك سنويّاً.

ردود الأفعال: يرى ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا، أبى بشريا البشير، أن لقاء جنيف يأتي استجابة لتهديدات الأمم المتحدة بسحب بعثتها من الصحراء الغربية إن لم تحقق الأطراف تقدماً.

وقال البشير لـTRT عربي، إن خارطة الطريق الأممية تنص على دعوة الطرفين للحوار دون شروط والوصول لاتفاق نهائي لا عودة منه.

لقاء جنيف يأتي استجابة لتهديدات الأمم المتحدة بسحب بعثتها من الصحراء الغربية إن لم تحدث الأطراف تقدماً

أبى بشريا البشير - ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا

واعتبر البشير أن موقف الجزائر ثابت وواضح ومنسجم مع سياستها الخارجية، مشيراً إلى أن غايتها الوصول لحل يُرضي الطرفين.

ولفت البشير إلى أن موقف موريتانيا منذ خروجها من النزاع في أواخر السبعينيات هو التوصل لحل يحفظ أمن المنطقة، مضيفاً أن "موريتانيا تعترف بالحكومة الصحراوية، ولا مشكلة لديها في وجود جمهورية صحراوية".

من جانب آخر أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية، مونية بوستة، أن المائدة المستديرة حول قضية الصحراء الغربية، تُعتبر مناسبة للحسم في إجراءات بناء الثقة.

ونقلت وسائل إعلام مغربية عن بوستة، قولها إن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي رقم 2440، الداعي إلى استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، يُعتبر تطوراً نوعياً، مشددة على أن مقترح الحكم الذاتي المغربي يظل الحل الوحيد الواقعي.

وأضافت "القرار أكد أيضاً محورية دور الجزائر، خاصة من خلال دعوتها كطرف في المائدة المستديرة لجنيف"، وأشارت بوستة إلى أن القرار "قطع مع أسطورة الأراضي المحررة، إذ تَوجَّه مخاطباً البوليساريو ومن ورائها الجزائر بعدم نقل هياكلها إلى منطقتي تيفاريتي وبئر لحلو، إضافة إلى الحد من الاستفزازات".

مقترح الحكم الذاتي المغربي يظل الحل الوحيد الواقعي

مونية بوستة - كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية

وذكرت كاتبة الدولة أن قرار مجلس الأمن جدد تأكيد المحددات الأساسية للعملية السياسية المعتمدة منذ 2007، "فحافظ على جميع المكتسبات المغربية بما فيها ترسيخ أولوية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، والطابع الجدّي ذي المصداقية للجهود المغربية لإيجاد حل سياسي".

وكانت منظمة الاتحاد الأفريقي أول من بادر للبحث عن تسوية للقضية، وخاصة في مؤتمرها التاسع عشر المنعقد بأديس أبابا عام 1983. لكن انسحاب المغرب عام 1984 من المنظمة، عندما اعترفت بـ"الجمهورية العربية الصحراوية"، عرقل مساعيها.

مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية هورست كولر خلال مشاركته في مباحثات جنيف (AFP)
TRT عربي
الأكثر تداولاً