سفير الجزائر نقف بجانب تركيا لمحو آثار كارثة الزلزال / صورة: AA (AA)
تابعنا

قال السفير الجزائري لدى أنقرة سفيان ميموني إن بلاده تربطها مع تركيا علاقة وثيقة تسيطر عليها أجواء التضامن، مؤكداً وقوفها إلى جانب تركيا لمحو آثار كارثة الزلازل التي ضربت جنوبي البلاد مؤخراً.

جاء ذلك في مقابلة خاصة أجرتها الأناضول مع السفير ميموني تناولت المساعدات الجزائرية لتركيا بعد زلازل قهرمان مرعش والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وفي المقابلة قال السفير إن الجزائر على "استعداد لكل ما هو مطلوب دون تردد لمحو آثار كارثة الزلزال".

وأوضح أن "الجميع في الجزائر في حزن بسبب الأضرار التي خلّفها الزلازل المدمرة"، مبيناً أن بلاده كانت من بين أوائل الدول التي قدمت تعازيها لتركيا.

ولفت ميموني إلى أن الرئيس عبد المجيد تبون أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان لتقديم تعازيه ولتأكيد وقوف الجزائر إلى جانب تركيا خلال هذه الأوقات العصيبة.

وقال إن الرئيس تبون أرسل على الفور فرق دفاع مدني إلى تركيا للمساعدة في أعمال البحث والإنقاذ، حيث وصل الفريق أولاً إلى مدينة غازي عنتاب وتوجه بعدها إلى مدينة آدي يامان جنوبي البلاد.

ونوه بأن "الفريق الجزائري نفذ عملاً رائعاً وأنقذ 13 شخصاً من النساء والرجال والأطفال من تحت الأنقاض، وتمكن أيضاً من انتشال 94 جثة من ضحايا الزلزال".

وفي 6 فبراير/شباط الجاري ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجة والثاني 7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات آلاف معظمهم في الجنوب التركي، إضافةً إلى دمار هائل.

100 طن مساعدات إنسانية

وذكر السفير ميموني أن الجزائر أرسلت 3 طائرات إلى مدينة أضنة (جنوبي تركيا) محملة بنحو 100 طن من المساعدات الإنسانية.

وأشار ميموني أنه توجه أيضاً إلى منطقة الزلزال لمقابلة فريق البحث والإنقاذ الجزائري، حيث التقى أيضاً مسؤولين أتراك.

وأوضح أن "الوضع في الحقيقة محزن للغاية"، مؤكداً إرسال بلاده 30 مليون دولار لمساعدة تركيا في التغلب على التحديات التي تواجهها بسبب كارثة الزلازل.

وقال إن دعم بلاده لتركيا "ليس مجرد حالة إنسانية وحسب، وإنما يعكس روح التضامن التي تسود أجواء العلاقات الثنائية" بين البلدين.

وأضاف: "تتشارك تركيا والجزائر في علاقات تاريخية، توجد روابط رائعة بين البلدين. لقد أوضح الرئيس تبون أننا سنقف جنباً إلى جنب مع تركيا في هذا الوقت الصعب، وأننا على استعداد لكل ما هو مطلوب دون تردد".

إنقاذ طفلة من تحت الأنقاض

وقال ميموني الذي كان في ولاية آدي يامان التركية برفقة فريق البحث والإنقاذ الجزائري إن "من المحزن للغاية رؤية المباني المدمرة والحالة الصعبة التي يمر بها سكان المناطق المنكوبة".

وأكد أنه "ليس من السهل حقاً أن يفقد الإنسان منزله"، مشيراً إلى أن حالة الطقس في المناطق المنكوبة "سيئة للغاية" بخاصة في الليل حيث يكون الجو شديد البرودة.

وذكر أن عديداً من المبادرات في الجزائر لأجل مد يد العون للأشقاء في تركيا، وأن أبناء الجالية في تركيا عملوا بالتعاون مع السفارة في أنقرة على توفير مجموعة من البطانيات والأغذية والأدوية للمتضررين.

وأشار ميموني إلى أن فريق البحث والإنقاذ الجزائري أنقذ طفلة صغيرة من تحت الأنقاض.

وقال: "عندما أنقذها أحد أفراد الطاقم، حملها بين ذراعيه وقبلها وبكى. وجرى تداول هذه الصور على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. كان المشهد مؤثراً للغاية".

علاقات ثنائية رفيعة المستوى

وبخصوص العلاقات الثنائية بين الجزائر وتركيا قال إن البلدين يرتبطان بعلاقات تاريخية "وطيدة"، فضلاً عن علاقات التضامن والصداقة وتطابق الرؤى حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

وذكر أن البلدين يمتلكان علاقات سياسية رفيعة المستوى، وأن عمق تلك العلاقات تجلى في زيارة الرئيس تبون إلى تركيا في مايو/أيار 2022.

ولفت ميموني إلى أن وزارتَي خارجية البلدين عقدتا اجتماعات سياسية دورية، إذ جرى توقيع اتفاقية صداقة وتعاون بين البلدين في مايو 2006.

وأكد أن هذه المبادرات تظهر رغبة البلدين في منح علاقاتهما مكانة متميزة.

وأضاف: "العلاقات الاقتصادية والتجارية تتطور أيضاً. والأجواء الإيجابية بين البلدين تساعد على زيادة حجم التبادل التجاري، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية حالياً نحو 5 مليارات دولار، بينما بلغت قيمة الاستثمارات قرابة 5 مليارات دولار أيضاً".

وأشار السفير إلى أن "البيانات التجارية والاقتصادية الحالية لا تعكس إمكانات البلدين"، وأن تبون وأردوغان يعملان على وصول حجم التجارة الثنائية إلى عتبة 10 مليارات دولار.

وشدد السفير على أن "الجزائر هي ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا في القارة الإفريقية"، وأن "تركيا تحتل المرتبة الأولى بين الدول الأجنبية التي تستثمر في الجزائر باستثناء الاستثمارات في قطاع المحروقات".

وأكد أن العمل بين البلدين مستمر لتطوير العلاقات الثنائية وإقامة شراكة استراتيجية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً