ما المهم: أصدر الرئيس السوداني عمر البشير، مساء الإثنين، أربعة أوامر طوارئ، تُحظر بموجبها التجمعات والندوات والمواكب الاحتجاجية غير المرخص لها، وتُجرّم الإضرابات وأشكال التوقف عن العمل أو الخدمة أو تعطيل المرافق العامة وإغلاق الطرق أو إعاقة حركة سير المواطنين ووسائل النقل، أو "القيام بممارسات من شأنها الحط من هيبة الدولة".
المشهد: على الرغم من التغييرات التي يحاول البشير القيام بها في هيكلية الحكومة، تستمر المظاهرات وسط مشهد مرتبك للقرارات الحكومية، ففي الوقت الذي تستخدم فيه سياسة العصا وتفرض أوامر طوارئ من شأنها أن تؤجج الوضع في السودان وتقمع الحريات حسب معارضين، فإن سياسة الجزرة ما زالت مُتبعة.
وقال الفريق أول عوض بن عوف النائب الأول للرئيس السوداني وزير الدفاع، عقب أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس عمر البشير، إنه لا بدّ من الإقرار بأن البلاد تواجه أزمة وتعقيدات، مشدداً على أنه لا بدّ من تعزيز الوضع الأمني بالبلاد، وتهيئة المناخ العام للعمل السياسي.
ردود الأفعال: أصدر تجمع المهنيين السودانيين قراراً يفيد باستمرار المظاهرات في عدة مناطق سودانية، داعياً المواطنين إلى الخروج والمشاركة في الاحتجاجات، على أن يكون يوم الأربعاء، يوم الأساليب المبتكرة للمقاومة الفردية والجماعية.
واعتبر التجمع أوامر الطوارئ مجرد "فقاعة صابون فاسد"، قائلاً إن "إعلان حالة الطوارئ هي تدابير غير دستورية؛ لأنه ليس هنالك خطر طارئ يهدد البلاد أو جزء منها، وإنما الخطر الماثل يهدد بقاء النظام ورئيسه، وذلك بالمطالب المشروعة للشعب وقواه الحية بتنحي النظام عبر التظاهر السلمي".
وتابع "النظام إذ يمضي فيها (أي أوامر الطوارئ) فإنه يسعى لإعادة إنتاج ما هو كائن تحت حكمه البغيض، فاحتقاره للقانون وانتهاكه للحقوق الأساسية فعلٌ من أفعال العادة التي لم يُفطم عنها قط".
ما التالي: قال مراسلTRT عربي في السودان محمد شناوي، إن أوامر الطوارئ وجدت رفضاً كبيراً من قبل الشارع السوداني؛ حيث اعتبرها المواطنون تضيقاً على الحريات الشخصية، بالإضافة إلى رفض حالة الطوارئ من الأساس، واعتبارهم إياه وسيلة لمزيد من القمع.
وأضاف أن "حزب الدستور الموالي للحكومة أصدر بياناً أيّد فيه قرار البشير، معتبراً إياه أنه يمثل خطوة إيجابية في مكافحة الفساد وسط ما تعانيه البلاد من أزمات اقتصادية".
وتابع "لم تتوقف المظاهرات، الثلاثاء، وكان آخرها في عدد من أحياء الخرطوم؛ حيث خرجت مجموعة من الطالبات في أم درمان في مظاهرة تطالب بإسقاط النظام".
وأشار المراسل إلى أن "المراقبين اعتبروا أن خروج المواطنين هو أبلغ تعبير لرفض قرار البشير".