خديجة جنكيز قالت إن خاشقجي تعرض لعملية خداع وخيانة كبيرين عبر استدعائه إلى القنصلية قبل اغتياله (AA)
تابعنا

انتهت، الجمعة، أعمال الجلسة الأولى من محاكمة 20 متهماً في قضية مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي غيابياً.

وانعقدت الجلسة الأولى من القضية في محكمة العقوبات المشددة الـ11 في القصر العدلي بمنطقة تشاغليان في إسطنبول، بعد أن وافقت على لائحة الاتهام في أبريل/نيسان الماضي.

وأفاد مراسل TRT عربي أنه جرى تحديد 24 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل موعداً لاستئناف المحاكمة في القضية.

لائحةالاتهام

أعدت النيابة العامة الجمهورية في إسطنبول لائحة اتهام من 117 صفحة وقدمتها إلى القضاء التركي في 25 مارس/آذار الماضي ضد المتهمين الصادر بحقهم قرار توقيف في إطار مقتل خاشقجي، الكاتب بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وتحتوي اللائحة التي وافقت عليها المحكمة أبريل/نيسان الماضي، على اسم خاشقجي بصفة "المقتول" وخطيبته خديجة جنكيز بصفة "المشتكية"، مطالبة بالحكم المؤبد بحق أحمد بن محمد العسيري وسعود القحطاني، بتهمة "التحریض على القتل مع سبق الإصرار والترصد، والتعذيب بشكل وحشي".

وتطالب اللائحة بالحكم المؤبد بحق الأشخاص الـ18 الآخرين بتهمة "القتل مع سبق الإصرار والترصد، والتعذيب بشكل وحشي"، وتشير إلى أن العسيري والقحطاني خططا لعملية القتل وأمرا فريق الجريمة بتنفيذ المهمة.

وأضافت النيابة أنه جرى خلال التحقيقات مراجعة المكالمات الهاتفية للضالعين في مقتل خاشقجي وجميع تحركاتهم داخل الأراضي التركية.

كما أكدت أنها أعدت لائحة الاتهام بعد الاستماع للأطراف كافة، والاطلاع على المكالمات الهاتفية وكاميرات المراقبة، وسير التحقيقات في المحاكم السعودية وجمع كل الأدلة حول الجريمة.

ولفتت النيابة التركية إلى إصدار مذكرة بحث حمراء بحق الأشخاص الـ20، وأنه جرى إبلاغ الشرطة الدولية (الإنتربول) والسلطات السعودية بطلب تسليمهم إلى تركيا.

شهادة خديجة جنكيز

وبدأت الجلسة بقراءة لائحة الاتهام المختصرة، واستمرت بالاستماع إلى أقوال خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز التي حضرت الجلسة بصفة "المشتكي"، ومحاميها، في حين تغيب المتهمون الفارون العشرون، الصادرة بحقهم مذكرة إلقاء قبض.

وفي إفادتها قالت خديجة جنكيز، إن خاشقجي تعرض لعملية خداع وخيانة كبيرين عبر استدعائه إلى القنصلية، وأضافت "أنا أشتكي ضد كل شخص دبر لهذا الأمر وأعطى التعليمات".

وأشارت إلى أن خاشقجي كان يشعر ببعض القلق قبيل ذهابه إلى قنصلية بلاده، لطلب أوراق رسمية بخصوص إجراءات الزواج، وأوضحت جنكيز أنه في يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، اتصل خاشقجي بالقنصلية السعودية، وتحدث مع شخص يُدعى سلطان الذي عاد واتصل به بعد قرابة 20 دقيقة، وأخبره بأن وثائقه جاهزة.

وأضافت أنها لم تشعر بأي قلق على سلامة خاشقجي عندما دخل قنصلية بلاده، مبينة أن القلق بدأ يساورها بعدما طال انتظارها، ثم اتصلت بأختها.

وتابعت "عندما أخبرتني شقيقتي بأن الدوام الرسمي انتهى بالقنصلية سارعت على الفور إلى الشرطة (حراس القنصلية) وعندما علمت بأن الشرطة لا دراية لها به، اتصلت بالقنصلية وسألت عن جمال وقلت لهم بأني خطيبته، ولكن بعدها جاء إلي شاب سعودي في عمر الـ 25 تقريباً وقال لي بأنه تفقد غرف القنصلية كافة ولم يجد جمال، عندها أدركت أن شيئاً ما حل بجمال، فاتصلت بالسيد ياسين أقطاي (مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية)".

بدوره أفاد ياسين أقطاي بصفته شاهداً بالقضية، أن صداقته تمتد إلى سنوات مع جمال خاشقجي، ويعلم جيداً موقع جمال خاشقجي في الداخل السعودي، حيث كان يسعى لتوطيد العلاقات التركية السعودية.

وبعد الاستماع إلى شهادتي جنكيز وأقطاي، منحت المحكمة حق الاستماع إلى محاميّ المتهمين، الذين بدورهم قالوا إنهم لم يستطيعوا التواصل مع موكليهم، وأنهم سيقدمون دفاعهم عن المتهمين بعد الحديث معهم.

كالامارد: بن سلمان هو المسؤول الأول

من جانبها، قالت المقررة الأممية الخاصة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أنييس كالامارد، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو المسؤول الأول عن اغتيال الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلت بها كالامارد، الجمعة، في إسطنبول، في حين تُعقد أولى محاكمات 20 متهماً في قضية مقتل خاشقجي غيابياً، على رأسهم مستشار ولي العهد محمد بن سلمان السابق سعود القحطاني، ونائب رئيس المخابرات السعودية السابق أحمد العسيري.

وأشارت كالامارد إلى وجود كثير من الأدلة التي لم تكشفها الإدارة الأمريكية عن الجريمة والتي تثبت تورط محمد بن سلمان بها، معتبرة أنه من المفروض إدانة محمد بن سلمان أيضاً، حيث يعد المتهمان الرئيسيان، وهما العسيري وسعود القحطاني، من أهم مساعدي ولي العهد.

وأشادت المحققة الأممية بدور تركيا في التحقيقات، مؤكدة أنها "تقوم بواجبها كما يجب"، مؤضحة أن المحاكمة في إسطنبول "أكثر عدلاً وشفافية من المحاكمة التي جرت في السعودية".

وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، وباتت القضية من بين الأبرز والأكثر تداولاً في الأجندة الدولية منذ ذلك الحين.

وعقب 18 يوماً من الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت مقتل خاشقجي إثر "شجار مع سعوديين"، وتوقيف 18 مواطناً في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً